رئيس التحرير
عصام كامل

هل يملك وزير النقل رؤية لإصلاح السكة الحديد؟!


لا أحد يجادل في حتمية إصلاح السكة الحديد بشتى مكوناتها مع التركيز على قطارات الغلابة السواد الأعظم من مستخدمي هذا المرفق الخطير.. إصلاح يبني ويجدد ويطور ويعيد الشباب والحيوية بطبقة تكنولوجية معلوماتية تحقق أعلى معدلات السلامة والأمان.. المهمة ثقيلة ومن الظلم أن يتحمل تبعاتها الوزير الحالي وحده الذي بدا تائهًا، كثير التصريحات دون أن ينفذ منها شيئًا؛ ومن ثم ينبغي أن تشاركه جهات أخرى تنفيذ خطة النهوض بشرايين النقل وروافده كافة، بدءًا من السكة الحديد، مرورًا بالطرق والموانئ وغيرها..


ولا مفر من أن يعيد الوزير تنظيم وزارته التي هي بلا هيكل تقريبًا.. فهل تملك الوزارة ذاكرة مؤسسية أو وحدات متابعة الجودة والسلامة وأين البيئة الاستثمارية والنقل البري والتمويل والتسويق والمنظومة التكنولوجية.. ثم وهذا هو الأهم أين المنظومة اللوجستية؟!

إذا افترضنا غياب هذه المقومات أو ضعف كفاءتها في وزارة النقل فهل يمكن السكوت عن "ملف" بهذه الخطورة.. هل يصح أن تبقى الوزارة بلا أعمدة أو أركان.. متى تستعيد السكة الحديد شبابها.. متى تتخلص من حالة الترهل والوهن لتعود كما بدأت ثاني أقدم وأكبر شبكة مواصلات حديدية في العالم.. الإصلاح لم يعد ترفًا.. ولا تكفيه الأماني والنوايا الحسنة.. بالتخطيط الجيد وسرعة الإنجاز والإرادة الفولاذية يمكننا وضع السكة الحديد ومنظومة النقل كلها على خريطة العالمية، بحسبانها وسيلة حضارية تحترم الإنسان ولا تكلفه ما لا يطيق.. وهذا يحتاج إلى التفكير خارج الصندوق.. فهل تملك وزارة النقل رؤية واقعية للإصلاح؟!
الجريدة الرسمية