فايدة كامل.. أرادتها لــ«السادات» فذهبت لـ«مبارك»
“عناصر شاذة”.. الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، استخدم المصطلح السابق لوصف 60 ألف مواطن مصرى، رفضوا التعديلات الدستورية، في بدايات العام 1980، الخاصة بـ”مدد الرئاسة”، وهى التعديلات ذاتها التي وافق عليها 11 مليون مصرى، رأوا منح “السادات” فرص حكم مصر “مدى الحياة”.
المثير في الأمر هنا ليس الوصف الذي أطلقه الرئيس المؤمن على معارضيه، لكن الوقائع التي سبقت الاستفتاء على “مدد الرئيس”، حيث يتضح أن الأمر وقفت وراءه مجموعة من نائبات البرلمان، وقتها، بزعامة النائبة “فايدة كامل”، وهو ما دفع البعض لوصف التعديلات تلك بــــ”تعديلات الهوانم”.
ويعود الأمر إلى أوائل عام 1980 قدمت السيدة فايدة كامل، عضو مجلس الشعب، اقتراحا بتعديل المادة 77 من الدستور، يسمح للرئيس السادات بأن يبقى رئيسا للجمهورية لمدد غير معلومة، وكانت المادة 77 تنص على أن مدة رئيس الجمهورية 6 سنوات ويجوز أن تجدد لمدة واحدة أخرى، ليرحل بعد التعديل بأقل من عام الرئيس السادات ويستفيد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك من «مجاملة فايدة» الدستورية.
بعد 30 عاما، من التعديل الذي تزعمت معركته المطربة والنائبة – فيما بعد- فايدة كامل، خرج علينا الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، ليسترجع تاريخ اللحظات تلك، وقال: في لحظات شرود وتأمل وأنا أتابع أحوال الدنيا من حولى، وجدت نفسي أعود إلى الماضي القريب وأتذكر الدستور المصري قبل عام 1980.. لم يكن سيئا في مجمله، وكان ينص صراحة على أن تكون مدة رئاسة الجمهورية فترتين لا ثالث لهما، ومدة كل فترة ست سنوات، وبهذا يضمن الدستور تداول السلطة، وهذا ما يحدث في غالبية بلاد الدنيا، إلا أن مصر المحروسة خرجت من هذه الغالبية بإرادة مجموعة من السيدات بزعامة السيدة فايدة كامل، وبمساندة الدكتورة زينب السبكي والأستاذة فاطمة عنان.
ويزعم البعض أن الأمر كله من تدبير السيدة الأولى في ذلك الوقت «جيهان السادات»، لأن السيدات الأوليات يفضلن الاستمرارية.. والسيدة فايدة كامل مطربة شعبية ومن أغنياتها الشهيرة «يا واد يا سمارة» و«أنا بنت ستاشر سنة»، ثم صارت نائبة في مجلس الشعب الموقر.
وأكمل: هذه السيدة «الفاضلة» وقفت في مجلس الشعب، وطالبت بأن يكون الرئيس السادات ــ رحمة الله عليه ــ رئيسا لجمهورية مصر العربية مدى الحياة، حدث هذا قرب انتهاء مدة الولاية الثانية.. وحدث التصفيق الحاد والتهليل والموافقة، ولكن كيف يحدث ذلك والدستور يمنع ويحول؟.. ولأن الدستور في عرف البعض.. ليس كتابا مقدسا وهو من وضع البشر، فعليهم تطويعه وتعديله حتى يلبى الرغبات السيادية.. وتم التعديل.. وتم النص على أن تكون «مدد متعددة» أي مفتوحة وإلى ما شاء الله.. ولأن الشعب المصري يعشق السخرية من الأحوال المائلة، فقد أطلق على هذا التعديل.. تعديل الهوانم.