«المجنون العاقل».. صحيفة أمريكية تنتقد التقليل من قدرات زعيم كوريا الشمالية: نعته بالجنان خطأ كبير.. «بيونج يانج» واجهت المجاعة وحافظت على استقرار الأسرة.. وصنع برنامج نووي يثير ال
نجحت وسائل الإعلام الغربية في شيطنة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في عيون مواطني العالم أجمع بالتركيز على نعته بـ"المجنون" مستندة إلى تهديداته النووية والصاروخية المتواصلة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وتنفيذ أحكام الإعدام ضد جنرالات الجيش وحتى شقيقه، دون محاولة تفسير أسباب سلوكه العدائي.
ورأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، في تقرير لها، أن المشكلة ليست في هجوم وسائل الإعلام على "بيونج يانج" وعلى "كيم كونج أون" فقط، واتبع دبلوماسيو وسياسيو الولايات المتحدة نفس النهج، مشيرةً إلى تصريح عضو الكونجرس برادلي بورن، أبريل الماضي عندما قال: "لا أعتقد أن قيادة كوريا الشمالية عاقلة. كيف تتعاملون مع شخص مجنون؟".
اتهامات بالجنون
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "نيكي هالي" قالت أيضًا: "نحن لا نتعامل مع شخص عاقل. تصرفات كيم مجنونة ولا يفكر بوضوح".
ونوهت المجلة بأن تحليل السياسيين والدبلوماسيين لتصرفات كوريا الشمالية خاطئ، وبالتالي فإن دبلوماسية التعامل معها نتائجها كارثية، مشددةً على أن نظام بيونج يانج قد يبدو مجنونًا من الخارج، ولكن الأسرة الحاكمة في كوريا الشمالية تعمل وفق هدف واضح ومحدد وهو الحفاظ على حكمها.
واعتبرت المجلة أن اعتبار قادة كوريا الشمالية مجانين ليس خطأ فقط، ولكن سلوك خطير؛ فأي سياسة ناجحة تعتمد على فهم منطق الجانب الآخر وليس على اتهامه بالجنون، محذرةً من تصاعد تهديدات أسرة كيم واندلاع حرب بسبب إثارة استفزازها بوصفها بالمجنونة.
دليل العقلانية
وأبرزت المجلة نجاح أسرة كيم في الثمانينيات من القرن الماضي رغم تعرضها للسخرية جراء التشبث بأسلوبهم القديم الذي عفا عليه الزمن وانهيار اقتصاد دولتهم ونصيحتها باتباع نفس أسلوب قادة أوروبا الشرقية مثل الزعيم الشيوعي والإصلاحي المجري كارولي جروز.
ولكن الآن قادة أوروبا الشرقية في سلة مهملات التاريخ، فمنهم من أطيح به، أو غرق في طي النسيان، في حين لا تزال أسرة كيم لا تتمتع بالسلطة فقط، ولكن بالنفوذ والثراء.
ولفتت المجلة أيضًا إلى مرور أسرة كيم بمرحلة صعبة، على مدى الـ 25 سنة الماضية، بسبب تعرض البلاد لمجاعة، وخسارتها للصين كحليفة دولية، والمواجهة مع القوة العظمى الوحيدة في العالم، ولكنها نجحت في تحقيق إنجاز بفضل التزامها.
سلوك عدائي
وكانت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية نشرت مقالا للكاتب إسرائيل شامير، أوضح فيه أسباب عداء كوريا الشمالية تجاه بعض الدول العالم منها الولايات المتحدة، لافتًا إلى تبلور شخصية وطباع سكان كوريا الشمالية في بوتقة الحرب الكورية الرهيبة، عندما دمر الأمريكيون البلاد بالكامل وقتلوا الملايين (بما في ذلك النساء والأطفال).
وقبل ذلك كان هناك الاستعمار الياباني الرهيب الذي لم يرحم السكان المحليين. وبسبب ذلك قرر الكوريون الشماليون أن بلاده لن تخضع لأي غريب بعد الآن وفي حوزتهم يوجد سلاح نووي يستخدمونه عند الضرورة بدون أي تردد.
بالإضافة لذلك تشتعل نفوس الكوريين الشماليين برغبة تصفية الحساب بالكامل مع اليابانيين والأمريكان وحلفائهم في جنوب شبه الجزيرة.