بريطانيا تضع صورة الروائية «جين أوستن» على عملاتها النقدية
تشكل احتفالات الأمم وتكريم الشعوب لمبدعيها مددا لتشجيع المواهب الصاعدة بقدر ما تثري التاريخ الثقافي للدول في الشرق أو الغرب كما هو الحال في احتفالات تشهدها بريطانيا حاليا بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لرحيل الروائية جين أوستن وكما هو الحال في مصر التي تستعد لافتتاح متحف أديب نوبل نجيب محفوظ بحلول نهاية العام الحالي.
وتحدث مثقفون عبر صحف ووسائل إعلام بإعجاب عن وضع صورة لجين أوستن على العملة البريطانية من فئة الـ 10 جنيهات استرليني لتكون أول كاتبة في العالم تحظى بهذا التكريم وليتداول صورتها كل البشر الذين يتداولون هذه العملة.
ولئن ثار نوع من الجدل حول خلفيات هذا القرار ومعايير اختيار كبار المبدعين والشخصيات الأدبية التي توضع صورها على العملات النقدية فواقع الحال أن قرار اعتماد صورة جين اوستن على ورقة البنكنوت من فئة الجنيهات العشر الاسترلينية جاء بناء على التماس رفع للبنك المركزي في بريطانيا ووقع عليه 35 ألف شخص.
وتحمل أوراق البنكنوت صورة جين اوستن مع خلفية للبيت الذي نشأت فيه وعبارة جاءت على لسان شخصية في روايتها "كبرياء وتحامل" وهي :"ارى الآن وفي نهاية المطاف أنه لامتعة لامتعة تعادل متعة القراءة".
وجين اوستن التي ولدت في بلدة "اوستن" بمنطقة ستيفنسن يوم السادس عشر من ديسمبر عام 1775 وقضت يوم الثامن عشر من يوليو عام 1817 هي صاحبة روايات ذاعت شهرتها في العالم وبعضها تحولت إلى أفلام سينمائية مثل "كبرياء وهوى" و"كبرياء وتحامل" و"العقل والعاطفة" فيما تتناول رواياتها جوانب من حياة طبقة ملاك الأراضي البريطانيين في القرن الثامن عشر.
وصاحبة روايات "ايما" و"مانسفيلد بارك" و"اقناع" و"دير نورثانجر" مازالت حاضرة في المشهد الثقافي الغربي بابداعاتها التي باتت من أهم "الدروس لطلاب الكتابة الابداعية" كما تقول صحيفة الجارديان البريطانية ضمن تغطية مكثفة ومستمرة في الصحافة الثقافية البريطانية والغربية بمناسبة المئوية الثانية لرحيل الرمز النسوي الأكثر شهرة في عالم الأدب المكتوب بالإنجليزية.
وامتدت الاحتفالات المستمرة في بريطانيا بالذكرى المئوية الثانية لرحيل جين اوستن للبرلمان الذي وصفها "بكاتبتنا الأعظم التي مازالت حية" فيما يشير سام جورديسون في صحيفة الجارديان إلى أن هذه الاحتفالات اكتسبت طابعا عالميا مع الاهتمام الكبير من جانب صحف متعددة حول العالم بمرور 200 عام على رحيل جين اوستن.
ومن حين لآخر يثير متحف جين اوستن التي قضت عن 41 عاما جدلا عبر الصحف ووسائل الإعلام التي ترصد مسارات مقتنيات هذه الكاتبة الكبيرة وقد يؤدي هذا الجدل لاحتجاجات داخل وخارج بريطانيا مثلما حدث اعتراضا على شراء المغنية الأمريكية كيلي كلاركسون لخاتم فيروزي يخص هذه المبدعة بمبلغ وصل إلى 126 ألف جنيه إسترليني مما دفع الفنانة الأمريكية لإهداء الخاتم للمتحف.
ومتحف جين اوستن المقام في البيت الذي عاشت فيه سنواتها الأخيرة ببلدة شوتون في منطقة "هامشاير" من المتاحف الأدبية المعروفة عالميا ويضم مقتنياتها التي تحولت إلى "جزء من الثروة القومية والتراث الوطني البريطاني" وينهض بدور مشهود على صعيد "السياحة الثقافية في بريطانيا" مع تدفق الزائرين من خارج البلاد على هذا المتحف خاصة في احتفاليات مثل احتفالية المئوية الثانية لرحيل هذه المبدعة.