رئيس التحرير
عصام كامل

تفكيك الدول بـ «الكلام الحلو».. دبلوماسيون بدرجة «جواسيس».. السفير ناجى الغطريفي: مصر عصية على التفكيك... وأى دولة تقوم على أساس الدين وتدعو للتفرقة يسهل إسقاطها وإنهاء وجودها

السفير ناجي الغطريفي
السفير ناجي الغطريفي

تواجه بعض الدول هاجس تفكيكها وإسقاطها من قبل الدول الكبرى ذات الأطماع، وعملية تفكيك الدول دائمًا ما تسير في عدة محاور أمنية واقتصادية ودبلوماسية، فسفراء الدول الكبرى “بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا” جواسيس رسميون يحملون معهم أجندات التفكيك والإسقاط، وفق ما يؤكده المحللون السياسيون، يعملون على استقطاب عدد من المنظمات المدنية أو إثارة القلاقل والنعرات العرقية، للوصول إلى مصالح وتوجهات دولهم بالمكاسب التي تحقق أهدافهم.


من جانبه قال السفير ناجى الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق: البعض يرى أن بعض الكيانات السياسية، تحاول زعزعة دول كبرى، متوهمة أنها قادرة على تدميرها وإفشالها، لكن مصر دولة قوية وعصية على الإسقاط، فمصر دولة منذ آلاف السنين، وهى التي صنعت التاريخ.


وأكمل: أي دولة تقوم على أساس الدين وتدعو للتفرقة يسهل تفكيكها وإنهاء وجودها على الساحة السياسية في المنظومة السياسية الدولية، حسبما قال السفير الغطريفي، فبناء الدول على أساس دينى أو قائم على أيديولوجية ما يجعل من السهل على دبلوماسيات الدول الكبرى تفيكيك تلك الدول من خلال النزاعات السياسية والاستقطابات وخلق أزمات، ومن ثم إسقاطها.


وأكد الغطريفى أن الإخوان لو كانوا استمروا في حكم مصر، خاصة أنهم كانوا يريدون أن تذوب شخصية مصر الوطنية تحت رايتهم، هنا كان سيسهل تفكيك الدولة وإسقاطها، من قبل الغرب وباستخدام دبلوماسيات الدول الكبرى.


سيناريو التفكيك
وحول إمكانية تفكيك الدولة دبلوماسيا قال الدكتور أشرف الصباغ، الباحث والمحلل السياسي: هناك تجارب في ذلك الإطار حدثت لدول وأحلاف سواء في إمبراطورية الاتحاد السوفييتي أو بالنسبة لحلف وارسو الذي كان يضم أوروبا الشرقية مع الاتحاد السوفييتي، فعملية تفكيك الدول لا يأتى اعتباطًا لكن الأمر مهم ويكون مبنيا على تجارب.


جهود ونشاطات الدبلوماسية الأجنبية، وخاصة دبلوماسية الدول الكبرى “الدول الخمس الأعضاء الدائمية بمجلس الأمن عدا “الصين”، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا عمليًا يستخدمون الأساليب الدبلوماسية والقيام بجهود ونشاطات لحرف منظمات المجتمع المدنى عن أهدافها الحقيقية، حسبما أكد الصباغ، الذي أشار أيضا إلى أن منظمات المجتمع المدنى لها دور مهم في كل دول العالم، لكن هناك بعض الدبلوماسيات وخاصة التي تنتمى للدول الكبرى الأربعة الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، يتم استخدام وتوجيه هذه المنظمات وانحرافها عن أهدافها الإنسانية والمدنية والخدمية الحقيقية الموجودة في المواثيق، حسب قوله.


الدول الكبرى
وتابع: هناك أدوار كثيرة للسفراء الأمريكان والفرنسيين والبريطانيين في الاتحاد السوفييتي أدت عمليًا لإثارة القلاقل والشقاقات العرقية أو الدينية أو السياسية، وهناك معادلة صعبة فعلينا الموازنة ما بين ضرورة وجود منظمات المجتمع المدنى بالشكل الصحيح ووفقًا للمواثيق التي بُنيت عليها من ناحية، ومن ناحية أخرى إصرارها على دق “الأسافين” سواء بين الديانات أو الأعراق، أو إثارة الفتن الثقافية بتقليد الثقافات، وهذا شكل من أشكال العنصرية والتمييز، وإذا ما حدثت في مجتمع فإنها تسبب فيه المشكلات، وهناك دول تم تفكيكها وإمبراطوريات انهارت لهذا السبب.


الحروب الدبلوماسية موجودة بشكل دائم كالحروب الأمنية والاقتصادية، حسبما أكد الدكتور الصباغ، كاشفًا أن الحروب الدبلوماسية أحيانًا تأخذ شكل المنافسة أو شكل الصراع أو الوصاية، فالدبلوماسيات الكبرى مدعومة بالسلاح والأموال الضخمة والمحافل الدولية، التي تسعى لتحقيق قراراتها في الواقع.


وأضاف: كل دول العالم في صراعات دبلوماسية، لكن لا نستطيع القول إن مصر مستهدفة دبلوماسيًا 100%، فالاستهداف الدبلوماسى في كل دول العالم، لكن من المهم تحصين الدبلوماسية المصرية.


التحصين
وأشار إلى أن تحصين الدبلوماسية يأتى من خط ينطلق من المصالح الوطنية حصرًا، وليس مصالح أي دولة أخرى، بالإضافة لربط الدبلوماسية المصرية بأجهزة الاستخبارات الخارجية، أي أن أجهزة المخابرات الخارجية تحديدًا تكون ممثلة تحت غطاءات معينة داخل وزارة الخارجية المصرية، وذلك ما تفعله الدول الكبرى.


ويرى “الصباغ” أن تحصين الدبلوماسية المصرية أيضًا يكون بضبط عمل السفارات بالخارج، حيث قال: الاستهداف الدبلوماسى يحدث باستغلال علاقة السفارة السيئة بمواطنيها في الخارج، وعلى السفارة أن تكون حريصة على خدمة المصريين بالخارج كإحدى المؤسسات المصرية بالخارج، حتى لا يتم استقطاب المصريين بالخارج ويخلق نوعًا من الكراهية بين المواطنين المصريين.
الجريدة الرسمية