رئيس التحرير
عصام كامل

البابا تواضروس لـ«أسامة كمال»: السيسي يستمد قوته من ربنا.. شعرت وشيخ الأزهر بضياع مصر بعد لقائنا «مرسي».. توسيع دائرة الطلاق لتشمل «الزنا والهجر والإدمان والإلحاد».. ومها

البابا تواضروس الثاني،
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية

حل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ضيفًا على برنامج «مساء DMC»، المذاع عبر فضائية «DMC»، تقديم الإعلامي أسامة كمال ليتحدث في العديد من الموضوعات المهمة المثارة في الشارع المصري الفترة الأخيرة.


مكانة العذراء
وقال البابا تواضروس الثاني: إن السيدة العذراء مريم لها مكانة كبيرة في كل الأديان السماوية، مؤكدًا أن قرابة ثلث كنائس مصر على اسم السيدة العذراء مباركة بها؛ فالعديد من المسيحيين يتباركون بالسيدة العذراء ويسمون بناتهم على اسم "الشفيعة" مريم.

وأكد أنه لم يتوقع أن يتم ترشيحه للمنصب الباباوي، كما يسعى منذ توليه إلى تحقيق السلام الداخلي في مصر، وكان يصلي من أجل ذلك.

ضياع مصر
وأضاف بابا الإسكندرية: إن الكنيسة الكاتدرائية أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، وعام 2013 شهد أول حادث اعتداء عليها، وكان لدي شعور في تلك الفترة التي تزامنت مع حكم الإخوان أن مصر بتتسرق، لافتا إلى أنه يوم 18 يونيو عام 2013، تواصل مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ليتحدثا معًا إلى الرئيس المعزول مرسي، ويوضحان له أن الشارع فيه غضب، مؤكدًا أن نتيجة اللقاء كانت سلبية للغاية ولم يكن لدى مرسي إحساس بالمسئولية.

وتابع: «بعد اللقاء أنا وشيخ الأزهر بصينا لبعض وحسينا إن مصر بتضييع، ووصلي شعور إن كل المصريين هيضيعوا».

حرق الكنائس
وقال البابا: إنه بعد نجاح ثورة 30 يونيو بدأت فترة حرق الكنائس في مصر، وكنت متأكدًا أن تلك الأفعال ليست من صنع أشقائنا المسلمين، مشيرا إلى أن الله ألهمه جملة قالها بعد حرق الكنائس وهي: «لو حرقوا الكنائس هنصلي في الجوامع مع المسلمين، ولو حرقوا الجوامع هنصلي إحنا والمسلمين مع بعض في الشوارع».

وروى بابا الإسكندرية، موقفا حدث معه من جيرانه المسلمين عند وفاة والده؛ حيث فتحوا له منزلهم ليتلقوا عزاء والده لأن مساحة المنزل كانت أكبر من منزله.

قوة السيسي
وقال البابا تواضروس الثاني: إن مسئولة كبيرة قالت له كيف يرفض المصريون ويثورون ضد محمد مرسي رغم أنه رئيس منتخب، مؤكدًا أنه أوضح لها أن مرسي باع أجزاء من سيناء، وكان يخطط لبيع أجزاء أخرى من مصر، وتفهمت وقتها لماذا خرج المصريون ضده، منوها بأن المصريين أبدعوا في ثورة 30 يونيو لأنهم وقفوا مضحين بأرواحهم ضد الإخوان.

وأوضح أن الرئيس السيسي يعمل بكل جهد من أجل مصر، ومستقبلها وليس لحل المشكلات الحالية فقط، مضيفًا: «السيسي يستمد قوته من ربنا وليس من الذين حوله»، كاشفا أن أول زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي للكنيسة الكاتدرائية كانت مفاجأة كبيرة له ولكل المصلين فيها.

تفاعل مع الشباب
وقال البابا: إنه يتابع موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ويشارك الشباب في التعليقات ويرد على رسائلهم، ويجيب على أسئلتهم.

وأضاف أن بعض برامج "التوك شو" تتجه إلى النقد السلبي فقط ولا تسلط الضوء على نماذج النجاح الرائعة، والإعلام لم يسلط الضوء على علماء مصر رغم أن فيها 70 ألف باحث شاب، بحسب المؤتمر العلمي الأخير الذي عقد في "عيد العلم".

فصل المتفوقين
وكشف أنه كان في نفس المدرسة الثانوية التي تخرج منها العالم الراحل أحمد زويل، وكان في المدرسة فصل للمتفوقين والمدرسة كانت تهتم بهذا الفصل فقط، ولكن بعد أن تم إلغاء فكرة فصل المتفوقين وتم توزيع الطلاب المتفوقين على كل الفصول أصبحت المدرسة كلها متفوقون، وهذا يرجع إلى رؤية الطلاب لزملائهم المتفوقين.

وتابع: أن التعليم مفتاح الخروج من كل المشكلات التي تواجه مصر، والحل يبدأ من المدرسين وخاصة مدرسي المرحلة الابتدائية، مطالبًا بوجود وزير لمرحلة التعليم الابتدائي في مصر.

قانون بناء الكنائس
وقال بطريرك الكرازة المرقسية: إن إقرار قانون لبناء الكنائس أمر جيد للغاية، والقانون ينقسم لشقين، الأول يخص مسألة إنشاء الكنائس الجديدة، والثاني يخص تقنين الكنائس غير المقننة، متابعا: الكنيسة تلقت 2000 طلب حتى الآن لبناء وتقنين الكنائس في كافة محافظات مصر.

وفي سياق متصل، كشف أن الأديرة نشأت على أرض مصر قبل أي دولة في العالم، وفكرة الأديرة ونظام الرهبنة نشأت مع اتجاه البعض للحياة من أجل الله فقط، مؤكدًا أن مصر بها 50 ديرا، منها 10 للراهبات، والباقي للرهبان.

الاعتراف بالمعمودية
وقال بابا الإسكندرية: إن 90% من أقباط مصر وكثير من مسلميها يحبون زيارة الأديرة، فالمسيحي يذهب للصلاة، والمسلم يذهب من أجل الزيارة والحصول على البركة.

وأضاف أن المصريين بمسلميهم ومسيحيهم ما زالوا يحافظون على عادة "إشعال شمعة" داخل الكنائس في وقت الشدة، موضحًا أن الشمعة لها دلالات منها أن شعلتها تنحني للرياح ثم تعود لقوتها وتعمل في صمت حتى آخر لحظة في عمرها.

مهد المسيحية
وأكد أن بدايات المسيحية كانت في القدس وسوريا والإسكندرية وروما وإسطنبول، لافتًا إلى أن المناقشات مع الكنائس حول مسألة "سر المعمودية" لم ينته، لكن أحد الصحفيين فهم الموضوع خطأ وقال إن البابا تواضروس أنهى مشكلة عمرها 1500 عام، وهذا لم يحدث، وكل ما حدث أننا اتفقنا على سرعة إنهاء المناقشة.

وتابع: «إننا نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارس في كنيستنا للشخص الذي يريد الانضمام للكنيسة الأخرى حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاث في نيقية والقسطنطينية وأفسس».

يشار إلى أن «سر المعمودية» هو أحد أسرار الكنيسة المقدسة، مأخوذ عن معمودية المسيح في نهر الأردن، ويتمثل طقسها في أن الآباء الكهنة يغطسون الأطفال 3 مرات داخل إناء ممتلئ بالماء، مرددين «باسم الأب والابن والروح القدس».

توسيع دائرة الطلاق
وقال بابا الإسكندرية: إنه لا أحد يملك تعديل نص إنجيلي، ولكننا نملك فهم النصوص وتفسيراتها، والزواج قرار شخصي يتم برضا الطرفين، ولكنه يحتاج كل العناية في الاختيار.

وأضاف أن هناك لجان مصالحات بكل كنيسة للإصلاح بين المتزوجين، كما أن الكنيسة تعد مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين واتفقت على محاوره باقي الكنائس.

وأوضح البابا تواضروس الثاني، أنه تم توسيع دائرة أسباب الانفصال والطلاق أو بطلان الزواج بعدما كان قاصرًا على الزنا، كاشفًا أن مسودة القانون التي تتضمن «الهجر 5 أعوام دون تواصل باحتفاظ الكنيسة بأحقية منح التصريح الثاني للزواج، والإدمان والإلحاد والأمراض الخطيرة، وما في حكم الزنا».

الهجوم على الشعراوي
وقال بطريرك الكرازة المرقسية: إن 20% من دخل المستشفيات التابعة للكنيسة يتم توزيعه على المحتاجين و30% من دخل الكنائس موجه للفقراء.

ووجه الإعلامي أسامة كمال، سؤالا تلقاه من مشاهد للبابا تواضروس مفاده «ما ردك على بعض القنوات المسيحية التي تسيء للإسلام وتقول إن الشيخ محمد متولي الشعراوي داعشي؟».

ورد البابا قائلا: إن الكنيسة المصرية لديها مجموعة قنوات وهي مسئولة عنها، وكلها تحمل احترامًا للجميع، ولكن هناك قنوات أخرى ممكن أن تكون تابعة للقطاع الخاص يظهر فيها بعض الكهنة المتقاعدين ويسيئون للإسلام، وهذه القنوات لا تمثل الكنيسة.

وتابع: لا أتواصل مع تلك القنوات ولا الكهنة الذين يظهرون فيها، ولكن يجب أن أوجه لهم النصيحة، وأذكرهم بإن السيد المسيح لم يتلفظ بلفظ واحد مسيء.
الجريدة الرسمية