الأمل هو الحياة
كل صباح تتجدد الحياة، وكلما اكتشفنا أننا ما زلنا على قيد الحياة يجب أن نحمد الله على تلك النعمة والفضل أن أعطانا الفرصة لكى نعمل عملا صالحا نقصد فيه وجه الله تعالى.
والحياة عمل والعمل مصدره الحافز وإن لم يوجد الحافز فإنه لا يوجد عمل، وقد يجد الإنسان نفسه محبطا لا يرجو في يومه خيرا فإنه لا يجد الرغبة في إتمام أي عمل بل ستخور القوى وتبدأ السلبية في عقد حلقاتها حوله بإحكام ليدور حول نفسه مرهقا هزيلا بلا هدف.
وعلى النقيض فإن من يبدأ بالأمل في غد أفضل وتقبل التحديات فإن لديه الحافز على تخطى الصعوبات من أجل تحقيق هدف ينظر إليه ويؤمن به ولا يجد صعوبة في الطريق إذ أن رغبته في تحقيق هدفه تتخطى كل الصعوبات وإن كل خطوة يخطوها تمثل له دافعا للتقدم.
الأمل هو السر الذي يخلق المعجزات ليس فقط لمن يريدون تحقيق الأهداف بل أيضا لمن أصابهم مرض فكم من عليل ذهب للطبيب ووجد الأمل كانت مراحل شفائه أسرع، وكم من سليم ذهب لطبيب أعطاه سلبية وإحباطا خرج من العلاج على وشك الانتهاء.
الأمل هو الذي يضخ الدماء في الشرايين وهو الذي يبث الروح في الجسد ويفتح الأبواب للنور والهواء لكى يحيا الإنسان ليصل غدا إلى محطة أخرى تالية من محطات الحياة.
نعيش اليوم ولا نملك الغد بل إن أكثر ما نتأكد منه أننا أحياء الآن فقط وأما غدا فهو في علم الله وهو أعلم أين سنجد أنفسنا فيما بعد فلا تدرى نفس ماذا تكسب غدا ولا تدرى نفس بأى أرض تموت.
من اليوم نبدأ ببث الأمل إلى كل من نجده على محطات الحياة وكما نزرع الأمل سنجنى نفس الشىء من جنس العمل.
سنزرع الأمل الذي هو الحياة وسنترك على الأرض خيرا ونماء أينما كنا فلعل ذلك يكن شفيعا لنا عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. من اليوم سننتهز كل صباح ليكون حمدا لله.. حمد الشاكرين على نعمة الحياة.. ولعلها أعظم نعمة على الإطلاق.