رئيس التحرير
عصام كامل

الأمانة الكبيرة التي وضعها الشعب في عنق السيسي!


لأن الرئيس السيسي يدرك جيدًا حجم الأخطار والمؤامرات وحروب الجيل الرابع والخامس ضد الدولة المصرية.. فهو يخرج علينا بين وقت وآخر محذرًا ومنبهًا ويبث في الوقت ذاته روح الصمود والمقاومة والعزيمة فينا.. وشتى أجهزة الدولة.. ألا يستلزم ما نحن فيه من حرب ضد الإرهاب وأفكار التطرف أن يسارع الرئيس لاستنهاض الهمة الشعبية، وإبقاء جذوة التحدي على قوتها التي ظهرت عليها يوم خرجت الملايين إلى الشوارع تفويضا للمشير السيسي لحرب الإرهاب، وحماية الدولة واسترجاعها من براثن الفوضى، وأتون الاقتتال الداخلي الذي كادت الجماعة الإرهابية تدفعنا إليه بقوة مثلما جرى في سوريا وليبيا وغيرهما.


ما قاله الرئيس حول ضرورة تثبيت أركان الدولة وحمايتها من المتربصين بها وما أكثرهم لمن يحب أن يفهم حقيقته ومقاصده ليس وليد اللحظة ولا هي المرة الأولى التي ينبه فيها الرئيس لمثل هذا الخطر فقد قال الرئيس في مستهل رئاسته للبلاد في أحد لقاءاته مع المثقفين، ردًا على سؤال حول رؤيته لما يجري وأولوياته فقال: إنها تتلخص في ضرورة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، فتلك في رأيه أمانة كبيرة وضعها الشعب في عنقه يوم اختاره رئيسًا للبلاد، وفوضه قبلها لمحاربة الإرهاب.

ويقيني أن الرئيس يهمه أن يعي المصريون حقيقة ما يجري حولهم وأن تتكون لديهم -لفرط خطورته- "فوبيا إسقاط الدولة" ليس تخويفًا ولا تهويلًا بل تحصينًا لوحدتهم من رياح الفتنة وتأمينًا لدولتهم من عواصف التآمر التي تبغي النيل منهم ومن وطنهم.. ولِمَ لا وقد رأوا بأم أعينهم كيف جرى تحضير "عفريت داعش" في المشرق العربي ثم ذاب هذا المارد فجأة وتسرب أعضاؤه إلى جبهات أخرى يجرى تجهيز مسرحها لمعارك مشابهة، تهلك الحرث والنسل وتفشل الدول وتذهب بأمنها واستقرارها إلى الأبد.. دون أن يسأل أحد هؤلاء المشككين الساخرين أنفسهم: من فعل ذلك.. ولماذا.. وكيف نحمي أنفسنا من مأساة سيناريو مشابه؟!
الجريدة الرسمية