رسائل إلى حمدين صباحى.. (2)
ربما اخترناك من بين كل زعماء المعارضة المصرية الآن، لأنك الوحيد من بينهم الذي تستند أيديولوجيا إلي تجربة عظيمة في الحكم.. ولم تكن أحد المؤمنين بها فحسب، وإنما كنت أيضا أحد أهم المبشرين بها، المحافظين علي طرحها ومبادئها والمتمسكين بثوابتها.. كما أنك تمتلك بشخصك تجربة سياسية ثرية ممتدة وعيا وممارسة، ما شاء الله، لأربعة عهود.. أنجزت فيها ما أنجزت ونعتبره وتعتبره مؤكدا جهادا في سبيل الله والوطن.. وكان ما تطرحه وتؤمن هو النقيض الموضوعي لنظام مبارك.. ويمتد التناقض الموضوعي لنظام الإخوان.. وهو سبب إضافي لاختيارك .. فلا خلاص للشعب المصري إلا بطريق آخر خلاف ما سار عليه حكامه في الأربعين عاما الماضية، وأدي إلي ما آل إليه حاله الآن.. كما أننا عرفناك وشاهدناك ورأيناك كيف تحب أن تكون ملتزما علي الأقل بالحد المقبول من الصلة بالله.. ويبقي مالله يعلمه وحده عز وجل.. ولنا أن نحكم بما نراه.. لذا إن استحلفناك بحق الدين.. وبحق التجربة الوطنية الناصرية التي تؤمن بها.. أن تتوقف الآن لتعيد تقييم الفترة التي تلت الانتخابات الرئاسية مباشرة.. وما فيها وما لها وما عليها.. مع مراعاة أن أي تقييم حقيقي وموضوعي يستلزم أولا توفير الأجواء المناسبة للقيام به.. وأولها البعد عن كل العوامل ذات الصلة به.. وإلا وقعتم في دائرة التأثير ذاتها التي ساهمت في الموضوع محل التقييم.. ولنا في قصة الحزب الناصري الموحد ثم الانتقادات الشديدة لجبهة الإنقاذ حتي من أقرب مؤيديها.. دليل ومثل!..
وللحديث بقية..