مجلس الأمن يفرض أشد العقوبات على كوريا الشمالية
صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع، أمس السبت، على فرض أشد عقوبات حتى الآن ضد كوريا الشمالية. وصوت أعضاء مجلس الأمن الــ15 لصالح فرض حزمة جديدة من العقوبات على بيونج يانج من شأنها خفض العوائد التصديرية لكوريا الشمالية ردًا على إطلاقها تجربتين على صواريخ باليستية عابرة للقارات في يوليو.
وتهدف العقوبات إلى توجيه صفعة قوية إلى بيونج يانج من بتشديد القيود المفروضة على صادرات الفحم والحديد وخام الحديد ليصبح حظرًا كاملًا إلى جانب حظر صادرات الرصاص وخام الرصاص والمأكولات البحرية.
ويشار إلى أن عائدات الفحم حققت نحو 40% من عائدات التصدير الخاصة بكوريا الشمالية عام 2016، بقيمة 1.2 مليار دولار تقريبًا، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
كما أن العقوبات ستجمد عدد تصاريح العمل للعمال الكوريين الشماليين العاملين في الخارج على المستويات الحالية وستضع تسعة أشخاص ضمن القائمة السوداء وستجمد أصول أربع شركات، كما يحظر الإجراء تأسيس أو التوسع في مشروعات مشتركة مع كيانات أو أفراد من كوريا الشمالية.
وأعرب القرار عن الأسف إزاء "تحويل (كوريا الشمالية) كمية ضخمة من مواردها النادرة تجاه تطوير أسلحة نووية وعدد من البرامج باهظة التكلفة الخاصة بالصواريخ الباليستية"، ودعا إلى استئناف "المحادثات السداسية"، وهي محادثات دولية حول نزع السلاح النووي عن شبه الجزيرة الكورية، وتتألف أطرافها من الكوريتين والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا. وكان آخر اجتماع لهذه الأطراف عام 2008.
ترحيب أمريكي
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعقوبات، وغرد على صفحته على موقع تويتر قائلًا إن "قرار الأمم المتحدة يشكل رزمة العقوبات الأكبر التي تم فرضها على كوريا الشمالية. ستكلف هذه العقوبات كوريا الشمالية أكثر من مليار دولار".
ومن جانبها، قالت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، أمام مجلس الأمن الدولي عقب التصويت إن العقوبات الجديدة المفروضة على كوريا الشمالية هي "مجموعة العقوبات الأكثر صرامة ضد أي دولة خلال جيل"، وأضافت هالي أن: "هذه العقوبات ستسبب ضررًا بالغًا ومن خلال القيام بذلك ستذوق قيادة كوريا الشمالية طعم الحرمان الذي اختارت أن تذيقه لشعب كوريا الشمالية". وأوضحت هالي في بيان أن العقوبات المشددة يمكن أن تقتطع نحو مليار دولار من عائدات التصدير السنوية للبلاد والبالغة 3 مليارات دولار.
وصف وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ووزيرة الخارجية الكورية الجنوبية، كانج يون هي، العقوبات الجديدة بأنها نتيجة طيبة للجهود الرامية إلى الضغط على بيونج يانج لإنهاء برنامجها النووي وتجاربها الصاروخية، والتقى تيلرسون وكانج على هامش اجتماع أمني إقليمي في مانيلا.
مخاوف روسيا
ومن جانبه أعرب فاسيلي نبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أمس السبت، في نيويورك، عن مخاوفه حيال نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد"، ومهمة قامت بها حاملات طائرات أمريكية في الآونة الأخيرة إلى شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى أن ذلك قد يمثل المزيد من التهديدات لأمن المنطقة.
وقال نبينزيا أمام مجلس الأمن عقب التصويت: "إن أي مغامرة عسكرية يمكن أن تتحول إلى كارثة تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي"، وأعرب عن أمله في أن تكون تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم الأربعاء الماضي بأن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام أو تسريع إعادة توحيد كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية أو ذريعة لإرسال قوات أمريكية إلى المنطقة، صادقة.
وذات الموقف عبّرت عنه الصين، التي دعمت العقوبات لكنها في الوقت ذاته انتقدت المناورات العسكرية الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية، مشيرة إلى أن بيونج يانج تعتبر ذلك "تهديدا".
ودعت روسيا والصين إلى اتباع خيار "التجميد من أجل التجميد"، حيث ستتوقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن مناوراتهما العسكرية، وفي المقابل ستفعل كوريا الشمالية نفس الشيء، وردًا على سؤال حول هذا الاقتراح قالت هالي للصحفيين إن المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تتسم بالشفافية ومستمرة منذ 40 عامًا وأن الأمر متروك الآن إلى كوريا الشمالية لوقف نشاطها قبل استئناف المحادثات السداسية.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل