الهدف تمزيق العرب.. ومصر تقاوم!
نعم هناك تهديد للمسجد الأقصى من الصهاينة بحماية من جيش الاحتلال الصهيوني، نعم الكعبة أصبحت مستهدفة من الحوثيين الشيعة، وربما يندهش البعض عندما أقول إن الإيرانيين أقاموا نموذجا يشبه الكعبة على أساس يتم الحج إليه بدلا من الكعبة المشرفة، ومن البديهي أن نعرف أن هناك محاولات لإشعال حرب دينية بين المسلمين واليهود في القدس حاول، كما يخططون لإثارة فتنة شيعية سنية تبدأ في المملكة وتنتشر في المنطقة العربية!
وسط هذا المناخ، القاهرة لا تملك رفاهية القرار، فهب كما أكد العبقري الراحل الدكتور جمال حمدان أن الموقع الجغرافي جعلها قلب ونبض العالم وليس الوطن العربي فقط، وهذا ليس اختيارها بل هبة الله في هذا الموقع الجغرافي الفريد، فهي دائما طرفا فعالا لأن أمنها يبدأ من حدود الشام وباب المندب(اليمن)، وأن أفريقيا هي العمق الإستراتيجي لمصر.
وبالتالي الأخطار تتزايد حولنا، ولا يزال البعض منا غير مدرك حقيقة ما يحدث في المنطقة بشكل عام ومصر بشكل خاص، والحقيقة تعود إلى عام 1973 وبعد انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، أدرك الغرب أن وحدة العرب شيء خطير على مصالحهم في المنطقة، فلو أننا نظرنا للتاريخ الحديث لوجدنا أن العرب توحدوا مرتين بشكل رائع المرة الأولى بعد نكسة 5 يونيه 1967 وذلك في المؤتمر القمة الذي عقد في الخرطوم، وبعد ثبت للسعودية وغيرها أن طريق الوحدة هو الطريق الوحيد أمام العرب، لهذا استطاع العرب تجاوز النكسة سريعا وتم بناء الجيش المصري وخاض معركة هي الأشرس مع العدو الصهيوني، والتي عرفت باسم حرب الاستنزاف، وفي عام 73 وفي توحد عربي رائع أوقف العرب البترول إلى العالم طالما يؤيد الكيان الصهيوني، وانتصرت الأمة العربية بقيادة مصر..
ومنذ ذلك الحين كان هناك رؤية للصهيوني كسينجر وزير الخارجية الأمريكية، لا بد من تمزيق الوطن العربي إلى دويلات صغيرة ضعيفة أو على الأقل يحكمها حكام ضعاف، وأول من دفع الثمن هو الملك فيصل الذي اغتالته المخابرات الأمريكية لأنه خرج عن السياسة الأمريكية أثناء حرب أكتوبر 73، مخطئ من يعتقد أن الحرب الأهلية في لبنان في السبعينيات كانت بعيدة عن تخطيط الغرب، والتدخل الفرنسي والامريكي لزيادة اشتعال الحرب في لبنان، الحرب العراقية الإيرانية في نفس المخطط..
الطريف أن الغرب كان يورد السلاح للفريقين، والهدف تحطيم القوتين، القوة الإيرانية المعادية لأمريكا بعد الثورة الإسلامية، والقوى العراقية المعادية للكيان الصهيوني، والتي حذر بن جوريون من ثلاث جيوش عربية، الجيش العراقى، الجيش السوري، الجيش المصري، ومن الغباء أن يدعي أحد أن صدام حسين عندما دخل الكويت كان بعيدا عن المخطط الغربي لتفتيت المنطقة، بل كان الخطوة الأهم للغزو الأمريكي للمنطقة وجاء ولم يرحل، وعلى يديه تمزقت الأمة العربية، العراق لم تعد العراق، سوريا في رحاب الله، فلسطين يزداد كل يوم تهويدها وعدد المستوطنات فيها، ليبيا تمزقت، والسودان أصبحت أربع دول، أن الملفات (فلسطين وسوريا والعراق والسودان)ملفات تحت أيدي ومخططات الغرب دائما!
أليس الغرب من دعم أسامة بن لادن، وطالبان، والقاعدة، بل هو صانع جميع قوى التطرف، وآخر العنقود داعش وليد المخابرات الأمريكية، أليست هي التي دعمت الحوثيين في اليمن والإخوان في مصر، ولا تزال تمارس تمزيقها بدعمها لقطر منذ البداية، واليوم طبيعي لا تريد حل المشكلة بين الدول العربية وقطر..
صديقي القارئ.. لا يزال البعض لا يدرك حجم ما يحيط مصر من قلاقل، وتناثر شظايا الحرب، بحق نحن في حرب مع الغرب.. ومع البعض منا الذين لا يشعرون بمدى التخطيط لسقوط مصر.. والله خير حافظا لهذه الأرض المباركة.. وشعبها الطيب.. ويارب تتولى حكومة تعرف ما يعاني منه الشعب، الحمد لله هدية وزير النقل الذي لا يكف عن التصريحات المحبطة، فقد قرر الجمعة الماضية رفع أسعار كل الأتوبيسات خمسون قرشا! حسبنا الله ونعم الوكيل!