رئيس التحرير
عصام كامل

شهادات للتاريخ.. محمد نجيب لم يكن خيال مآتة! (1)


لم تكن محاولة "محمد ثروت" هي الوحيدة في مجال رد الاعتبار لأول رئيس وطني لمصر، بإصدار كتابه المهم في عام 2007 "الأوراق السرية لمحمد نجيب" بل ثمة محاولات لا تقل قوة وإنصافًا أذكر منها ما قاله المؤرخ العسكري الكبير اللواء جمال حماد أحد الضباط الأحرار، ومن بين ما قاله حماد عن نجيب: "إنه فاق كل الرجال وكل الأبطال لكنه للأسف لم يُظلم ولم تُسلب حريته إلا من زملائه أعضاء مجلس قيادة الثورة، وإذا كان جيل محمد نجيب لم ينصفه فأنا -والكلام للواء حماد- كنت أقول دائمًا لمن يشكو هذا: صبرًا فإن الأجيال القادمة سوف تنصفه وتضعه في المكانة اللائقة، وكذلك أقول لمن يدعي أن نجيب كان خيال مآتة لإنجاح الثورة.. كيف ذلك وكنا كلنا ضباطا صغارًا أكبر رتبة فينا مقدم ولا يتجاوز عددنا 90 ضابطًا بينهم 30 بين رائد ومقدم والبقية بين نقيب وملازم كلهم صغار سن، وهناك ناس كتير اتكلفت وهربت، ولو حمل البيان الأول للثورة توقيع رتبة صغيرة ما انضم أحد لها وقتها، فلم يكن أحد وقتها يعرف جمال عبد الناصر حتى الضباط الأحرار أنفسهم؛ فالحركة كانت سرية، وتم القبض على عبد الناصر حتى أنقذه يوسف صديق.


وأضاف حماد في شهادته التاريخية عن ثورة يوليو: ما كنا لننجح بدون محمد نجيب فهو ضابط عاقل وكبير انضم لثورة ضباط صغار وقاد الثورة فعلًا وأنجحها، وإذا كان الرجل لم يستمر ولم يستكمل رسالته فذلك يرجع لشخصيته المفرطة في الطيبة وصفاء نفسه، وقد جاءته الفرصة ليدمر أعضاء مجلس قيادة الثورة في أزمة 1954، بعد أن قدم استقالته وخرج الشعب كله في تظاهرات لم يسبق لها مثيل في ميدان سليمان باشا وسط القاهرة لإعادة نجيب إلى السلطة وأجبر مجلس قيادة الثورة على ذلك، وعاد نجيب بالفعل إلى المشهد من جديد بقرار الشعب لا بقرار مجلس قيادة الثورة وكان بإمكان نجيب القضاء على زملائه الذين مكروا به وأبعدوه عن القيادة لكنه لم يفعل.

أما الدكتور عماد أبو غازي فيذكر أنه كان تلميذًا في الابتدائية وأنه قال إن محمد نجيب هو أول رئيس لمصر رغم أن المدرسين كانوا يرتعدون من مثل هذا الكلام الذي يؤدي إلى السجن، وأن نجيب لم يكن وحده الذي تعرض لعدوان على تاريخه بل تعرض مصطفى النحاس وسعد زغلول أيضًا لتشويه تاريخهما بعد ثورة يوليو.. وبدون شك فإنه لولا محمد نجيب ما نجحت حركة الضباط الأحرار.. ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية