رئيس التحرير
عصام كامل

محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق: قطر تتاجر بقضية الأقصى.. ومصر أكبر داعم لفلسطين

فيتو

  • أستبعد أي حلول بعيدا عن "مجلس الأمن"
  • التفكك الفلسطيني والضعف العربي يساعد إسرائيل في مزيد من الانتهاكات 
  • اجتماع الاتحاد البرلماني العربي لا فائدة منه.. وكان الأفضل توجيه المصروفات للجرحى 


تفكك فلسطيني وعدم قدرة عربية وغياب الرغبة الأمريكية والتعنت الإسرائيلي.. بهذه الكلمات لخص السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، وزير الخارجية الأسبق، ما تشهده القضية الفلسطينية في صراعات وانتهاكات في حق الشعب.

لم يكن يعول الدبلوماسي السابق في حوار خاص لـ"فيتو" كثيرًا على بيانات الشجب والإدانة التي طالما اعتمدت عليها الدول العربية تجاه هذه القضية، مؤكدًا أنه لا بديل عن الذهاب إلى مجلس الأمن... وإلى نص الحوار:


* كيف ترى التحرك العربي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى؟
- ليس على المستوى المطلوب، ونحتاج لتحرك أفضل بعيدا عن بيانات الشجب والإدانة لما تشهده القدس من انتهاكات على يد الإسرائيليين.

* إذن بصفتك وزير خارجية سابقا.. كيف ترى الحل لتلك الأزمة المتكررة؟
- نحتاج إلى تحرك دولي من دول يكون لها ثقل في المنطقة، ويكون لها تأثير في القرار الدولي مثل مصر والأردن والولايات المتحدة الأمريكية.

* معنى ذلك أنك ترى أن الحل في اللجوء إلى المنظمات الدولية؟
- بالفعل لابد من توجيه كل الجهود من أجل تدخل مجلس الأمن الدولي في هذه الأزمة لوقف المهازل الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني.

* لكن على مدى سنوات الاحتلال.. ونحن نتشدق بالمنظمات الدولية بلا حل للقضية الفلسطينية؟
- إسرائيل، وفقا لمجلس الأمن، هي دولة احتلال، وتقع عليها التزامات تجاه الفلسطينيين، وفقًا للمعاهدات والمواثيق الدولية، لذا يجب الضغط في ناحية إلزام إسرائيل باحترام تلك المعاهدات والحفاظ على حق الشعب الفلسطيني، وهذا لن يتم إلا من خلال الضغط عن طريق بعض الدول ذات الثقل في المنطقة.

* في العاصمة المغربية "الرباط".. هناك اجتماع للاتحاد البرلماني العربي هل سيكون له أثر في تهدئة الأوضاع ووضع حلول للأزمة الفلسطينية؟
- لن يكون له أي تأثير.

* لماذا؟
- ما سيقوم به الاتحاد البرلماني العربي مخاطبة البرلمانات الأخرى وإسرائيل لن تأبه بما سيخرج عنه من توصيات، ونتائج هذا الاجتماع لن تتعدى مجرد بيانات إدانة وشجب لما يحدث، لكن الصحيح هو الضغط من خلال إلزام المنظمات الدولية بإجبار إسرائيل على التخلي عن سياستها العدائية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

* هل تعتبر أن اجتماع الرباط مضيعة للوقت؟
- كان من الأولى توجيه الأموال التي يتم صرفها في هذا الاجتماع لإنقاذ الجرحى والمصابين من الفلسطينيين في الأحداث الأخيرة، فما يشهده المؤتمر مجرد مصروفات لن تؤتي ثمارها، وليس هذا هو التحرك الصحيح تجاه حل أزمة القضية الفلسطينية.

* نعود إلى أساس الأزمة الفلسطينية.. ما السبب وراء استمرارها؟
- تفكك فلسطيني وعدم قدرة عربية وغياب الرغبة الأمريكية والتعنت الإسرائيلي، كل هذه الأربعة أسباب مشتركة وراء استمرار الأزمة دون حل حتى الآن.

* البعض يعول أكثر على حالة الانقسام والخلاف بين الفصائل الفلسطينية خاصة بين حركتي فتح وحماس؟
- هذا حقيقي.. وهو يعزز المقولة الإسرائيلية "مش عارفين طرف نتعامل معاه"، وبناءً عليه فإن استمرار الصراع والتخوين بين الفصائل الفلسطينية الخلاف فيما بينهما يصب في مصلحة إسرائيل ومنحها كل الدوافع من أجل استمرار انتهاكاتها في حق الشعب الفلسطيني.

* وما الحل إذن؟
- لن يتم حل الأزمة الفلسطينية إلا بالتفاهم والتحاور بين الفصائل الفلسطينية المتصارعة لتكون هناك جهة واحدة يمكن التحاور معها سواء مع الجانب الإسرائيلي، أو حتى لتحمل القضية إلى المحافل الدولية.

* وماذا عن الجامعة العربية والتزامها الصمت حتى الآن؟
- أعتقد أنه على الجامعة العربية أن تتحرك القضية في اتجاه مجلس الأمن حتى يكون هناك قرار نهائي بشأن تلك القضية، أما بيانات الشجب والإدانة فلن تقدم أو تؤخر كما فعلت من قبل، لابد أن يكون هناك تكاتف عربي من أجل الوصول إلى حلول حقيقية وسريعة للأزمة الفلسطينية.

* وماذا عن التحرك الدبلوماسي المصري تجاه القضية الفلسطينية؟
- وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري، زار فرنسا مؤخرًا، وتناول القضية الفلسطينية، وتلك التحركات لها دور ملموس في حل نهائي للأزمة الفلسطينية.

* وما ردك على الاتهامات بالتخاذل المصري تجاه القضية الفلسطينية؟
- كلام غير صحيح على الإطلاق.. مصر كانت، وستظل، السند الأساسي والداعم الأول للقضية الأم في الوطن العربي وهي قضية فلسطين.

* هل بالفعل قطر أحد المستفيدين من الصراع القائم؟
- هذا أمر طبيعي.

* كيف ذلك؟
- قطر تستغل الأزمة وتحاول الظهور وكأنها المدافع الأول عن الشعب الفلسطيني.

* وهل بالفعل لها يد في تأجيج الصراع ومساندة إسرائيل؟
- لا يمكن البت في هذا الأمر، ولكن قطر ما زالت عضوا في جامعة الدول العربية، وملتزمة بكل ما تخرج به من قرارات.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية