رئيس التحرير
عصام كامل

رد الاعتبار لأول رئيس لمصر تعرض للتجاهل والجحود!


في ظني أن ثورات الشعوب في مصر وغيرها في حاجة لدراسة موضوعية جادة تقدم صورة حقيقية لما جرى وتستخلص منها الدروس والعبر الواجبة، وتعيد الاعتبار للأدوار والأوزان الحقيقية لكل من أسهم في إشعالها وإنجاحها، فالشعوب صانعة الأبطال وليس العكس.


لقد أنصف الرئيس السيسي أحد أهم صانعي ثورة يوليو اللواء محمد نجيب بإطلاق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة، تكريمًا وتخليدًا لدوره المهم في إنجاح تلك الثورة، ولا نجاوز الحقيقة إذا قلنا إنه الأب الروحي للثورة والحاضنة التي وفرت لها أسباب القبول الشعبي والنجاح وهو ما لا يعرفه كثير من أجيالنا الجديدة، ويحضرني في هذا السياق أن جاءني الزميل الصحفي محمد ثروت - وكنت يومها رئيسًا لتحرير كتاب الجمهورية- بمشروع كتاب مدعم بالوثائق يكشف حقيقة غائبة في حياة اللواء محمد نجيب؛ ذلك الشخص الفذ المثير للجدل..

وقد قال لي ثروت إن الفكرة راودته بقوة عام 2000 عندما جرى إغفال اسم اللواء نجيب في الاحتفال بذكرى ثورة يوليو، ولم تأتِ وسائل الإعلام وقتها على اسمه من قريب ولا من بعيد، وكأنه لم يكن على رأس تلك الثورة، فقرر ثروت إعادة الاعتبار إليه وإضاءة منطقة تاريخية جرى حجب الضوء عنها، لوضع نجيب في مكانه المستحق بين الخالدين، وإخراجه من زوايا التجاهل والنسيان والجحود والإهمال، واختار لكتابه المهم عنوان "الأوراق السرية لمحمد نجيب".. وها هو الرئيس السيسي يعيد الاعتبار بقوة لهذه الشخصية التاريخية المهمة.

وهذا لا يقلل أبدًا من الدور العظيم الذي قام به جمال عبدالناصر ورفاقه في إنجاح ثورة يوليو المجيدة التي غيرت الحياة على وجه أرض مصر وكان بها من الإيجابيات الكبيرة.. وأيضًا السلبيات وهكذا هي الثورات.
الجريدة الرسمية