رئيس التحرير
عصام كامل

الشعوب صانعة التاريخ.. وليس حاكمها!!


ثمة رسائل عديدة حواها خطاب الرئيس في الاحتفال بتخريج طلبة الكليات العسكرية.. والذكرى الـ65 لثورة يوليو.. رسائل للخارج وللداخل أيضًا، فقد أعاد الرئيس السيسي الاعتبار لأول رئيس مصري وهو اللواء محمد نجيب الذي تعرض لظلم وجحود، ولم ينل حقه الواجب كأعلى رتبة عسكرية منحت حركة الضباط الأحرار غطاءً ومصداقية ما كان لثورة يوليو أن تنجح بدونهما سواء بين ضباط الجيش وجنوده أو بين الشعب المصري، الذي بادر بالتأييد وإسباغ المشروعية على الثورة، أو خارج مصر، ناهيك عن دور الرجل في إشعال لهيب الثورة التي انكوى بنارها..


أما رسالة الرئيس للخارج خصوصًا تنظيمات الإرهاب ورعاته في الدول المارقة فمؤداها أن مصر شعبًا وحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحاك ضدها وما يرتكب في حقها من جرائم إرهابية تحصد رقاب فلذات الأكباد، وأنه لا تهاون مع ممولي الإرهاب وداعميه ثم جاءت الرسالة الأهم للشعب المصري البطل الحقيقي للمشهد الذي صبر وتحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادي رغم صعوبتها الأمر الذي جعل الرئيس يقول: أنا فخور بالشعب الذي رفع كرامتي في الخارج بتحمله تلك الأعباء الصعبة في جلد..".

هذا الشعب بجيشه وشرطته يقف بالمرصاد ضد كل محاولات الأعداء والأشرار وجماعة الإخوان الإرهابية لإفشال مصر.

أما إنصاف الرئيس السيسي للواء محمد نجيب أول رئيس لمصر فأظنه درسًا للمؤرخين وكتاب التاريخ بضرورة إعادة كتابة هذا التاريخ على أسس موضوعية لا تتلون بألوان السياسة فترضى عمن يرضى عنه الحكام، وتبغض من يبغضونه، فالتاريخ الحقيقي هو تاريخ الشعوب وليس فقط تاريخ حكامهم وإنجازاتهم أو إخفاقاتهم؛ ومن ثم فليس عدلًا أن ننسب كل المزايا لمن هم في السلطة حتى إذا غادروها، أهلنا عليهم التراب وسلقناهم بألسنة حداد.. صحيح أن للزعماء دورًا طليعًا لا غنى عنه، فإن الله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن لكن هذا الدور لا يمكنه أن يحقق وحده شيئًا ما لم يدعمه الشعب ويسهر على تحقيقه..

وما كان لثورة أن تنجح ما لم يتجاوب معها المواطنون.. وفي التاريخ شواهد كثيرة على ذلك، فقوة سعد زغلول استمدها من الناس وقال: "إذا هب الشعب واقفًا على قدميه أحسُ أنني أقوى ألف مرة مما أنا فيه، وإذا تخاذل الشعب وضعف وتهاون أحس أنني أضعف ألف مرة مما أنا فيه".

ثورة يوليو العظيمة نهضت بها زمرة من الضباط الأحرار وما كان لها أن تنحج لولا مساندة الشعب.. وثورة 25 قام بها الشعب ولم تكن لتحقق شيئًا لولا تأييد الجيش لها ثم اختطفها الإخوان بمعاونة ضعاف النفوس ممن يطلق عليهم "نشطاء" وقوى مدنية تشابكت مصالحها مع "الجماعة" حتى كادت بلادنا تنزلق لحافة الهاوية لولا ثورة 30 يونيو التي فجرها الشعب وساندها الجيش لتخليص البلاد من حكم فاشٍ وإنقاذها من حرب أهلية كادت تأكل الأخضر واليابس.
الجريدة الرسمية