رئيس التحرير
عصام كامل

بالونات سياسية


دون شك أنه أمر مفرح أن يتم تكوين تجمعات طوعية للدفاع عن حرية التعبير، أو حرية الصحافة أو حرية المصريين.. كما أنه من الأمور المفرحة أن تتكون ائتلافات وروابط ونقابات.. الخ.

فكل هذا أولاً دليل على حيوية المجتمع ورغبة تكتلاته الفئوية والفكرية والإجتماعية للدفاع عن نفسها وتطوير الأداء الديمقراطي في البلد.
إذا كانت هذه التجمعات مهمة أيام مبارك، فقد ازدادت أهميتها بعد خطف التنظيم السري للإخوان وحلفائه للدولة المصرية.. وللأسف سوف تدخل الحريات الفردية والعامة نفقاً مظلماً وغير مسبوق في تاريخ مصر الحديث.
لكن الخطورة هي أن هذه التجمعات لاتعيش.. ولعل القارئ الكريم يتذكر العدد الهائل من الائتلافات الذي انتشرت بعد الثورة، وكلها ذهبت أدراج الرياح، أي بدون تأثير على الأرض. لم يتبق منه سوى تعبيرات رنانة من نوع: المتحدث باسم الائتلاف الثوري.. الخ. ويتبٍقى أيضاً " شوية بيانات" يتم إرسالها عبر الميلات للصحفيين والإعلاميين. ونضيف على ذلك وفرة من اللقاءات التليفزيونية، تجعل تصور قائد الائتلاف الوهمي عن نفسه أكثير بكثير جداً من وجوده على الأرض.
لماذا كل هذه المقدمة المطولة، لأنني أخشى على الوليد الجديد "اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير" على هذا المصير، والقائمين عليها أصدقاء أعزاء. ولكنها لم تكن بحاجة لمقابلة الأستاذ محمد حسنين هيكل. ولكنها كانت تحتاج أولاً نقاشا واسعا حول آليات عملها،مع أكبر عدد من الصحفيين والإعلاميين، ولا يتم الاختيار فيها عبر العلاقات الشخصية أو السياسية.
ولا يقتصر معظم التواجد فيها على رؤساء التحرير وأعضاء مجلس النقابة. كان لابد قبل لقاء الأستاذ هيكل أن يبحثوا الكيفية التي سوف تمكنهم من رصد الانتهاكات، وعقد لقاءات توثيقية للضحايا والطريقة التي ستقاوم بها التوحش الإخواني السلفي، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن.
واتمنى ألا تتحول مثل سابقيها إلى فرصة لمقابلة من هم مثل الأستاذ هيكل، وفرصة لحضور "شوية برامج توك شو" .. ثم لا شىء.
إذا فعلوا ذلك، وأرجو ألا يغضبوا" فإنها الانتهازية والبحث عن تواجد شخصى.


الجريدة الرسمية