أبوعوف: «كدة ميت وكدة ميت.. هخاف من إيه»؟!
«أرض مزجت صفاتها بصفاتي، وتركت فوق أديمها بصماتي، أرض إذا يوما نايت تساءلت، في قلبها الذرات عن ذراتي، هشت إلى دروبها فزرعتها، وزرعت في أرجائها خطواتي، ياما جسست ربيعها فتشبثت، أعشابها بأصابعى الفرحات، وأذعت سرى في معابد حسنها، وتوضأت بعبيرها كلماتي، ولقيت كل مصيبة بثبات، وحملت في قلبى الجريح جراحةا، بدم الوفاء مخضب الرايات، لا تطلبوا منى الرحيل فنشأتي، كانت هنا.. وهنا يكون مماتي»، أبيات الشاعر الفلسطينى خالد نصرة تحاكي الظروف التي يمر بها أهالي «جزيرة الوراق».
مع استمرار الأزمة التي بدأت الأسبوع الماضى، أثناء تنفيذ قوات الشرطة قرارات الإزالة، التي راح ضحيتها سيد حسن الجيزاوى الشهير بـ«الطفشان»، عاشت «فيتو» يومًا مع الحاج عبدالمنعم محمود أبو عوف، وهو الأطول عمرًا على أرض «جزيرة الوراق»، الذي رصد قصة 85 عامًا من عمره داخل «الجزيرة»، إضافة إلى الكشف عن عقود ملكية الأراضى والمنازل التي توارثها من أجداده.
«عبدالمنعم» بدأ كلامه عن علاقته بأرض جزيرة الوراق قائلا: «اتولدت على أرض الجزيرة ولم أستطع يومًا أن أتنفس الهواء خارجها»، مضيفا «حياتى كلها للأرض، وكل ما أفعله هو الزراعة منذ طفولتي، والعيش من ترابها أنا وأولادى».
وواصل «أبوعوف» قائلًا: «لم ألتحق يومًا بمدرسة، لتصبح الزراعة هي مدرستى ومنهجى في الحياة، فمن الذي يستطيع أن يعوضنى عن مصدر رزقى الوحيد أنا وأسرتى التي تتكون من 50 فردا»، وأشار إلى أن الأموال التي تريد الحكومة أن تعوضه بها مقابل التخلى عن أرضه ومنزله لا تسمن ولا تغنى من جوع.
على الجانب الآخر قال «عبدالمنعم»: مساحة الجزيرة «1800 فدان»، وتبلغ أملاك الدولة بها 60 فدانا، عبارة عن 30 فدانا ملكا للأوقاف، ومثلهما لهيئة التعمير والتنمية الزراعية ومؤجرة للمواطنين مقابل حق انتفاع، مشيرًا إلى أن أرض أملاك الدولة بجزيرة الوراق يوجد مقيمون عليها بوضع يد بشكل قانونى، ويتم تحصيل إيجارها سنويا سواء زراعية أو مبانٍ، وتحديث بيانات واضعى اليد سنويا مساحة الأرض المقام عليها مبانٍ في حدود 7 أفدنة وبها نحو 450 منزلا.
وأكد «أبو عوف» أن التاريخ سيتحدث في يوم عما نفعله دفاعًا عن أرضنا، وسيكون درسًا قويًا لكل من يسعى في تشريد الأهالي مقابل مصالح شخصية قائلًا: «لدينا عقود ملكية تفوق أعمارنا ولم تشفع لنا لكننا لن نتخلى عن أرض أجدادنا».
أما عن تصريح وزير الري، ألذى أكد أن قرار إخلاء الجزيرة خوفًا على الأهالي من الغرق رد قائلًا: «كنا بنغرق أيام السد العالى ومفكرناش نسيب أرضنا وهنفضل موجودين مش هنخرج مهما كانت الضغوظ».
واختتم عبدالمنعم قائلًا: «هناك محاولات للضغط على الأهالي من أجل التنازل، من خلال منع المعديات لعدم تواصلنا مع العالم لأنها هي شريان الحياة بالنسبة لنا، إضافة إلى منع الدقيق والأنابيب» لكن للأسف العنف يأتى بنتيجة عكسية، وأهل الجزيرة رجل واحد لذلك لا يستطيع أحد الصمود أمامنا، و«ربنا معانا وهينصرنا لأننا أصحاب حق».