رئيس التحرير
عصام كامل

عادل صادق يكتب: طبيب نفسي اسمه إحسان

فيتو

في مجلة طبيبك الخاص عدد يوليو 1974 كتب الدكتور عادل صادق أستاذ الأمراض النفسية بجامعة عين شمس مقالا قال فيه:

شهدت الرواية المصرية تطورا رائعا في السنوات الماضية، فقد تخطت مرحلة الحدوتة، أو السرد التاريخى إلى مرحلة الموقف الإنساني.


إنها بلا شك مرحلة نضج حيث يكون المضمون هو مناقشة معاناة الإنسان من خلال لقطة بارعة تجسد الأعماق المضطربة لإنسان العصر.. ذلك الإنسان الحائر القلق بل والمريض نفسيا.

تحول الروائى بذلك إلى طبيب نفسي ليشرح النفس البشرية والبحث في سر تعاستها، ويبرز لنا العلة النفسية بشكل فنى يدعونا إلى المناقشة والبحث عن حل.

هو إذا نضج في فكر وشخصية الروائى المصري الذي تحول من مجرد راو لحكاية إلى مفكر وعالم نفسى.

هذا التحول وهذا النضج عشناه مع أدب إحسان عبد القدوس.. فالمتتبع لأدبه يدرك أن إحسان اليوم "السبعينات" استطاع بفكره وإحساسه العميق ووعيه أن ينفذ إلى أعماق النفس البشرية، وأن يجسد لنا صورا عديدة من حياة الإنسان المصري في الثلث الأخير من القرن العشرين.

استطاع إحسان برؤيا الطبيب النفسى أن يبرز العلل النفسية للإنسان ليؤكد أن أي تطور يصاحبه ارتفاع في معدل المرض النفسى اقتصادى أو سياسي أو اجتماعى.

كما أنه لابد أن يكون هناك جيل وسط يتحمل عبء هذا التطور والانتقال من القديم إلى الجديد... وهذا الجيل الذي يعيش في عشرينات وثلاثينات عمره الآن هو جيل التضحية.

استطاع إحسان بمهارة فائقة أن يبرز مأساة إنسان العصر، وأن يركز أكثر على مشكلة المرأة ومدى عذابها.

وأبرع ما كتبه عبد القدوس في ذلك روايتى "أين عقلي" و"العذاب فوق شفاه تبتسم" الذي يناقش الخيانة الزوجية وجوهر الزواج والحب بين الزوجين.. "أين عقلي" تسجيل دقيق لعقدة نفسية يعانى منها أبناء هذا الجيل وتتحمل العبء الأكبر فيه المرأة.
الجريدة الرسمية