رئيس التحرير
عصام كامل

التحليل الكامل للفيلم الحربي «Dunkirk» للمخرج كريستوفر نولان

فيتو

حصل الفيلم الحربي الشهير "Dunkirk"، الذي أنتجه وأخرجه وكتب السيناريو الخاص به المخرج الشهير كريستوفر نولان على تقييم مميز على موقع "الطماطم الفاسدة"؛ حيث وصل إلى 93% من تقييم العام وهي نسبة عالية.


وتدور قصة الفيلم حول الإجلاء الإعجازي لجنود الحلفاء من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا؛ حيث تقطعت السبل بجنود الحلفاء، وحاصروا بواسطة الجيش الألماني في شواطئ ومرافئ «دونكيرك» الفرنسية، منذ 27 مايو، وحتى 4 يونيو، من عام 1940، أثناء قتال فرنسا في الحرب العالمية الثانية.

وعند طرح اسم المخرج كريستوفر نولان فهي شهادة بأن ما سيعرض أمامك سيكون من الدرجة الفاخرة، وفيلم "Dunkirk" ليس بمختلف، فمن خلال هذا الفيلم قدم لنا المخرج "نولان" قصة قد تبدو وكأنها أحد أخبار الصحف اليومية إلا أنه استطاع أن يحولها من مجرد قصة إجلاء إلى قصة ملحمية، ولن يكون منصفا للفيلم ألا نتطرق للإخراج وإن كانت الشهادة في "نولان" مجروحة، إلا أننا في هذا الفيلم شاهدنا آليات جديدة، رغم قلة النص إلا أن الصورة تحدثت بألف كلمة، ما بين مشهد السفينة الحربية والسفينة الخشبية، إلى مشهد الطائرات إلى مشهد البداية، جميعها نطقت بما يحاول أبطال الفيلم إخبارك به.

وننتقل من أسطورة إخراجية إلى أسطورة تلحينية؛ حيث لم يكن الإخراج سيذهلك لولا المؤثرات الصوتية التي عزفها لنا هانز زيمر، فبعض المشاهد التي بدت عادية الإخراج والأحداث بدت مذهلة نتيجة الألحان التي عزفها بتحديث نيابة عن المخرج، صحيح أن بعض الألحان طغت على روعة المشاهد وبعضها كان عاليًا جدًا رغم بساطة الحدث إلا أن التسلسل ما بين لحد إلى آخر جعل هذا الفيلم معزوفة كلاسيكية.

لن نرفع للفيلم بسبب الإخراج والألحان؛ فالفيلم موجه بالدرجة الأولى للبريطانيين ويعكس نظرة المجتمع لحادثة "دونكيرك" وبالدرجة الثانية لعشاق المخرج كريستوفر نولان، إلا أن الفيلم لن يناسب متذوقي الأفلام الأخرى غير الحربية، خاصة وأن معظم الأحداث باردة كما يسميها البعض والتصعيد في الفيلم سيجعلك تنتظر حتى النهاية لتكتشف المصير وإن كنت تعلم به منذ البداية، وعدم وجود حبكة فعلية في الفيلم ونقص الحوار ما بين الشخصيات انقص من روعة الفيلم بصريًّا وسمعيًّا.

أيضًا بعض المشاهد تكررت وبمدة أطول عن السابق لتعيد نفس المشاهد وبنفس الفكرة خاصة مشاهد الطائرات فأصبح الأمر مملًا بعض الشيء، والجميل في الأمر أن رغم الكوكبة الفنية الضخمة إلا أنه لم يتم التركيز على ممثل دور الآخر بل بدأ الجميع بنفس المستوى ونستطيع القول أن الفيلم كان سينجح حتى إن الاستبدال بالممثلين الكبار ممثلين أقل شهرة وهو لي تقليل من شأن الممثلين الكبار إلا أن الفيلم كان يعتمد بشكل كبير على الإخراج والأحداث الفيصلية ليس إلا.
الجريدة الرسمية