رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. كورنيش النيل «فسحة العائلات والحبيبة»

فيتو

"امتى الزمان يسمح يا جميل واسهر معاك على شط النيل"، كلمات غناها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، أغنية تغنى بها جيل كامل، وأمنية تمنتها أجيال لاحقة، فكورنيش النيل تلك الخروجة المجانية والفسحة التي تصلح لكل أفراد العائلة ولكل المناسبات، فهي تعد أرخص فسحة، حيث يمكنك أخذ عائلتك والتوجه لكورنيش النيل وبداية جولة من أرخص وأمتع الجولات التي قد تمر بها.

  

 

ففي ظل هذه الشمس المحرقة ودرجات الحرارة التي ترتفع بلا تريثٍ أو هوادة، فكل يوم يضرب رقمًا قياسيًا في الحر عن سابقه، وفي ظل ارتفاع الأسعار وارتفاع الضغوط اليومية، أصبحت الخروجات العائلية والتنزه لمن استطاع إليه سبيلا، فمن ذا يقدر على أن يأخذ أسرته والذهاب بهم إلى الأماكن ذات الأسعار المرتفعة؟

ومع ارتفاع كل الأشياء، يظل الكورنيش ليلًا هو الحل لكل مأزق، فهو الهواء الطلق على النيل، بينما الشمس تلهب الجميع بسياطها على مدار النهار، وباعته الجائلين هم أيضا – رغم جشعهم في بعض الأحيان- هم الحل للمتعة النيلية، فبإمكانك أن تشتري من هنا "غزل البنات" وقد تأخذ معه حديثًا جانبيًا مع البائع لربما خلاله يحكي لك قصة حياته منذ أن ولدته أمه.

 

ولا يقتصر الكورنيش على "الحبيبة" فقط رغم كثرتهم هناك، فقد شهد النيل وكورنيشه على قصص حبٍ عاشت وماتت على ضفافه، بدأت وانتهت وتأججت بينما النيل ساكن ينظر للجميع في هدوء وحكمة، وظلت المقاعد الحجرية شاهدا على قصص الحب بأسمائهم المحفورة عليها.

"الأتوبيس النهري" هو خير شاهدٍ على أن الكورنيش للجميع، وأن العائلات لهم الحظ الأوفر منه، فعلى متن "الأتوبيس النهري" تقفز البهجة من الوجوه لاقتناصهم يومًا للخروج من هذا الملل الجاثم على الصدور، وبهذه المناسبة يتسارع الجميع في التقاط صور تسجل ذكريات مبهجة لهذا اليوم المميز.

 

 

وفي أثناء هذه الأجواء العائلية، تجد سائق "الأتوبيس النهري" ذا المهام المتعددة، له وظيفةً أخرى غير أن يقود هذا المركب لمدة ساعة في النيل، فهو بين الحين والآخر ينبه كل من يتجاوز من ركاب المركب العاشقين بالضوء والصوت: أن انتبهوا، فهذا المركب للعائلات، فلم يدفع الأب لكل فردٍ من أفراد العائلة عشرة جنيهات – ثمن التذكرة - كي يكون في جوٍ يُعكِر صفوه إذ يتعرض طفله لمنظر خارج يشاهده على مركبٍ جُعِلت خصيصًا للعائلات.

 

ويظل "الحنطور" هو سيد الموقف، فمهما ازدحمت القاهرة، لن يفقد ركوب الحنطور متعته، فكما ترتبط الثنائيات ببعضها البعض يرتبط الكورنيش بالحنطور، كما لا يلزمك ركوبه كي تستمتع به، فمجرد النظر إليه كافٍ جدًا لتشعر بالبهجة.

 

 

"الحلبسة" أو "حمص الشام"، تعددت الأسماء والمكان واحد، فهذا المشروب هو الأجمل على كورنيش النيل، فلن تجد مسافة على الكورنيش إلا ونُصِبت فيها أدوات صنع الحلبسة.

وبالطبع إن كنت من مدمني الشاي فلن تعدمه خلال هذه الفسحة، إذ يفترش الباعة الجائلون فرشتهم لإعداد الشاي بكثرة، وتجد أيضا أن الذرة المشوي يحتل مكانه اللائق به على الكورنيش، وينافسه التين الشوكي والترمس وغيرها من المسليات، ولكن في أثناء فسحة الكورنيش ستجد الكثير والكثير من الأيادي الممدودة من المتسولين، ولربما من اللحوحين أيضا، ممن ينتهزون فرصة أن يكون عاشق مع حبيبته، فيبدأ الإلحاح حتى يشتري العاشق الورد رغمًا عنه.

 
الجريدة الرسمية