رئيس التحرير
عصام كامل

الشقيقة الكبرى تدعم العراق.. سامح شكري يعرض تدريب القوات العراقية.. المساعدة في إعمار الموصل والمدن المدمرة.. وقيادات بغداد: السيسي يعزز التضامن العربي.. وأزمة قطر ضمن المباحثات

فيتو

توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة العراقية "بغداد" صباح اليوم، في زيارة رسمية، وصفت بالمهمة، في توقيت هام، تواجه فيه الأمة العربية العديد من التحديات التي تتطلب توحيد الصف العربى لمواجهتها، بعد أن باتت تمثل خطرا محدقا على الأمن القومي العربي، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب والتطرف.


تأتى زيارة وزير الخارجية بعد الانتصارات التي حققتها القوات العراقية على تنظيم داعش الإرهابي، وتحرير مدينة الموصل العراقية، وتأكيد مصر على مساندتها السياسية للعراق في محاربتها للإرهاب، وإعادة تأهيل وتدريب القوات الشرطية والجيش العراقى حتى يعود العراق إلى موضعه الحقيقى ليس في المحيط العربي بحسب، ولكن على المستويين الإقليمي والدولي أيضا.

القاهرة بغداد
كانت مصر من الدول الأولى عربيا ودوليا أشد حرصا على الحفاظ على الأمن القومي العربي، ولا زالت تسعى للحفاظ عليه، خلال تعاملها مع العديد من الملفات السياسية، وخلال زيارة سامح شكري لبغداد اليوم، كان حريصا بعقد العديد من اللقاءات مع الرئيس العراقي فؤاد المعصوم، إياد علاوي، نائب رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري،  بالإضافة إلى عدد من القيادات والرموز السياسية العراقية.

وتدعم مصر العراق؛ لأنها دولة عربية شقيقة وحفظ أمنها واستقرارها يمثل حفظ الأمن القومي العربي ككل، أما العراق تنظر إلى مصر على أنها الشقيقة الكبرى للدول العربية، وأنها دولة محايدة تقف على مسافة واحدة من جميع أطياف الشعب العراقي.

ولم تخلو لقاءات وزير الخارجية سامح شكرى مع المسؤولين العراقيين الأزمة القطرية مع الدول العربية، وتوضيح شكرى الأسباب التي اتخذتها الدول العربية الأربع "مصر، السعودية، الإمارات، البحرين" تجاه الدوحة.

لقاء رئاسي 
والتقى وزير الخارجية مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، اليوم، في إطار زيارته الرسمية الحالية إلى العاصمة العراقية بغداد.

وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الخارجية، بأن الوزير شكري نقل في بداية اللقاء تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أخيه الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وأعاد التهنئة بتحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، منوها في هذا الصدد بالإنجاز الكبير الذي حققته القوات العراقية في ظل التحديات الداخلية والإقليمية التي يواجهها العراق.

علاقات عميقة
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن شكري أكد خلال لقائه مع الرئيس العراقي على أن العلاقات المصرية العراقية ستظل دائما علاقات عميقة وذات خصوصية، مشيرا إلى أن الزيارة التي يقوم بها إلى العراق حاليا هي تأكيد على الإرادة المصرية على الوقوف إلى جانب العراق ومساندته في التصدي للتحديات التي يواجهها، على ضوء حرص مصر على استعادة العراق لمكانته العربية والإقليمية والدولية، مشددا في هذا الصدد على الموقف المصري الداعم لوحدة العراق وسيادته على أراضيه، وعلى التزامها بدعم مؤسسة الدولة الوطنية، ووقوفها على مسافة واحدة من مختلف مكونات الشعب العراقي.
      
إشادة بالسيسي
ومن جانبه، أعرب الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن شكره للموقف المصري الداعم للعراق، وتقديره الكامل للجهود التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ من أجل تعزيز التضامن العربى وإعادة العراق إلى محيطه العربي، ومساعدته لمواجهة الضغوط الخارجية التي يعاني منها، منوها في هذا الصدد إلى استمرار التحديات التي يواجهها العراق على الصعيد الداخلي بعد تحرير الموصل، وفي مقدمتها قضية النازحين، بالإضافة إلى إعادة إعمار المدن والمناطق المحررة من قبضة تنظيم داعش، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها جراء انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية.

تفعيل لجان عليا
وذكر المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية، أكد في ذات السياق على أن هذه الزيارة تأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية المصرية بتطوير العلاقات الثنائية مع العراق في شتى المجالات، وفي مقدمتها المجال الاقتصادي، مشيرا في هذا الصدد إلى تفعيل اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين، والتي من المزمع أن تعقد أولى اجتماعاتها في العاصمة العراقية بغداد، في أغسطس المقبل.

محاربة داعش
كما دار نقاش بين الجانبين حول الأوضاع الإقليمية، تم خلاله تناول التداعيات المترتبة على التدخلات التركية وبعض الدول الأخرى في المنطقة، كما أشار الرئيس فؤاد معصوم إلى أهمية القضاء على تنظيم داعش في سوريا، كشرط أساسي لاستعادة الأمن والاستقرار ليس في العراق وسوريا فقط، وإنما في منطقة المشرق العربي ككل.

تهديدات قطر
وفيما يتعلق بالأزمة مع قطر، قدم الوزير شكري للرئيس العراقي شرحا كاملا وتوضيحا مفصلا للأسباب التي دعت دول الرباعي لاتخاذ الإجراءات والتدابير التي أعلنتها ضد قطر، وتمسكها بكافة المطالب التي قدمت إلى قطر، مستعرضا في هذا الصدد التدخلات القطرية في الشئون الداخلية المصرية، وسياساتها التي مثلت تهديدا للأمن القومي المصري، فضلا عن محاولاتها المستمرة لزعزعة الثقة في الجيش المصري، مشيرا في ذات السياق إلى الدور السلبي الذي لعبته قناة الجزيرة القطرية على مدى السنوات الماضية، باعتبارها الأداة الإعلامية التي تستخدمها قطر لتنفيذ مخططاتها وأهدافها.

لقاء وزاري
كما التقى شكري مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وتناولت محادثات الوزير شكري مع رئيس الوزراء العراقي، بشكل مفصل مسار العلاقات الثنائية بين البلدين.

وبحسب المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أكد العبادي على عمق وقوة العلاقات المصرية العراقية، معربا عن تطلعه لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أرحب في شتى المجالات، وعقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين، والتي ستعقد أولى اجتماعاتها في أغسطس المقبل في العاصمة العراقية بغداد.

إعادة العراق لمكانتها
ومن جانبه، ثمن وزير الخارجية العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن الزيارة الحالية تأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية المصرية لتكثيف التواصل والتعاون مع العراق على مختلف الأصعدة، خلال هذه المرحلة الدقيقة والهامة التي يمر بها العراق، منوها في هذا الصدد بمساعي مصر المتواصلة؛ لإعادة العراق إلى محيطه العربي واستعادته لمكانته بما يعزز من القدرات العربية على مواجهة التحديات الجسام التي تهدد أمنه واستقراره في المرحلة الراهنة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف، والتدخلات الإقليمية الخارجية.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير شكري أعرب أيضا خلال اللقاء عن تقديره للجهود التي يبذلها رئيس وزراء العراق؛ للوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية، والعمل على دعم مؤسسات الدولة العراقية والحفاظ على وحدة وسيادة العراق، منوها في هذا الصدد إلى أن مصر تنظر إلى العراق من منظور مؤسسي تحكمه المصالح المشتركة بين البلدين.

إعادة إعمار وتقديم خبرات
ومن جانبه، أكد العبادي على الانتصارات التي حققتها القوات العراقية على تنظيم داعش تأتي في إطار مسئوليته عن أمن شعبه واستقرار بلاده، منوها بضرورة اجتثاث التنظيم من جذوره من مناطق تمركزه خاصة في سوريا حتى يتسنى استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. وأكد الوزير شكري في ذات السياق على استعداد مصر التام لتقديم المساعدة وتوفير ما تملكه من خبرات لدعم قدرات العراق على حفظ أمنه واستقراره، وإعادة إعمار مدنه.

تدخلات تركيا وأزمة قطر
كما تطرق النقاش إلى أبرز المستجدات المتعلقة بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التحديات الإقليمية المحيطة بدولة العراق، والنتائج المترتبة على تدخلات بعض الدول وعلى رأسها تركيا في المنطقة، بما يتطلب مزيدا من الدعم السياسي للعراق لمواجهة تلك التحديات.  كما تم تناول تطورات الأزمة مع قطر، حيث استعرض وزير الخارجية الأسباب التي أدت إلى اتخاذ دول الرباعي للإجراءات والتدابير المعلنة ضد قطر.

وفي ختام اللقاء، شدد الجانبان على أهمية تحمل المجتمع الدولي لمسئوليته والتصدي بكل حزم لخطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد الأمن القومي العربي والسلم والأمن الدوليين، من خلال إيجاد رؤية متكاملة لمكافحة هذه الظاهرة تضمن تجفيف منابع تمويلها والقضاء على أدوات الترويج لها، حيث أكد الوزير شكري في هذا الصدد على الأهمية التي توليها مصر لتعزيز التعاون والحوار بين الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية في العراق لتجديد الخطاب الديني والبعد عن التطرف.


تدريب الجيش والشرطة العراقية

وعقد وزير الخارجية جولة حوار إستراتيجي مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، وهنأ في بداية جولة الحوار الاستراتيجي نظيره العراقي بتحرير مدينة الموصل، مؤكدا في هذا الصدد على دعم مصر السياسي الكامل للعراق في مواجهة داعش، واهتمامها بالمساهمة في مجالات التدريب وبناء القدرات للجيش والشرطة العراقيين لمساعدتهما على حفظ الأمن والاستقرار في مرحلة ما بعد داعش، بالإضافة إلى جهود إعادة إعمار المدن والمناطق المحررة. ومن جانبه، أعرب الوزير الجعفري عن شكره وتقديره لدور مصر المساند للعراق في كل المراحل، مؤكدا على عمق ومتانة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين. كما أشاد بجهود القوات المسلحة العراقية وما بذله الشعب العراقي بمختلف أطيافه، لمواجهة الإرهاب والتطرف وتحرير المدن العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.

مصر الشقيقة الكبرى
ومن جانبه، أكد الوزير الجعفري على أن مصر هي دائما الشقيقة الكبرى للدول العربية، وأن العراق حريص على استمرار مصر في الاضطلاع بدورها في حماية وصون العلاقات العربية العربية. كما أشاد الجعفري بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات العراقية المصرية، معربا عن تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين.

الأوضاع العربية
كما تم التطرق خلال جولة الحوار الإستراتيجي إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث استعرض الجانبان رؤيتهما للأوضاع في المنطقة العربية وأبرز التحديات التي تواجهها، وفي مقدمتها التدخلات الخارجية من جانب بعض القوى الإقليمية في المنطقة، وتفشي ظاهرة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وإصلاح جامعة الدول العربية.

وفيما يتعلق بالأزمة مع قطر، عرض الوزير شكري بشكل مفصل للأسباب والدوافع التي أدت إلى اتخاذ الإجراءات المعلنة ضد قطر من قبل دول الرباعي، مع التأكيد على تمسك الدول الأربع بالمطالب المقدمة إلى قطر، على ضوء إستمرارها في المماطلة والتسويف وعدم جديتها في التعاطي مع جذور المشكلة وإعادة النظر في سياساتها.

الأزمة السورية
 وأردف المتحدث باسم الخارجية، أن الجانبين تطرقا إلى تناول أبرز التطورات على الساحة السورية ومخرجات جولات المفاوضات في كل من جنيف والأستانة، حيث أكد الوزير شكري لنظيره العراقي في ذات السياق على التزام مصر بموقفها القائم على أن التسوية السياسية هي الطريق الوحيد لحل الأزمة في سوريا. 

كما تناول الجانبان الملف الليبي، حيث استعرض وزير الخارجية جهود مصر لحلحلة الأوضاع في ليبيا، والتوصل إلى حل شامل يرضى جميع الأطراف الليبية بما يحفظ لليبيا وحدتها وسيادتها على أراضيها ويصون مؤسساتها ويحقق تطلعات وآمال شعبها.

وفي ختام جولة الحوار، أكد الوزير شكري على وقوف إلى جانب العراق ومساندته في التصدي للتحديات التي يواجهها، على ضوء حرص مصر على استعادة العراق لمكانته على مختلف الأصعدة، مشددا في هذا الصدد على الموقف المصري الداعم لوحدة العراق وسيادته على أراضيه، وعلى التزامها بدعم مؤسسة الدولة الوطنية.

لقاء شعبى
كما التقى وزير الخارجية سامح شكري، في إطار زيارته الحالية للعاصمة العراقية بغداد، برئيس مجلس النواب العراقي د. سليم الجبوري، وبحضور رؤساء لجان البرلمان العراقي وعدد من النواب من ممثلي الأحزاب السياسية المختلفة.
 
المصالحة الوطنية
كما أكد الوزير شكري على دعم مصر للعراق في المرحلة الحالية التي يواجه فيها العديد من التحديات داخليا وإقليميا، مشددا في هذا الصدد على ضرورة تضافر الجهود بين مختلف أطياف الشعب العراقي لوأد مساعي دس الفتنة بين أبناء الشعب العراقي، مثمنا كافة الجهود التي تستهدف تحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية. كما كرر التهنئة بتحرير مدينة الموصل، مشيرا إلى استعداد مصر التام لمساندة ودعم العراق في جهود إعادة إعمار وحفظ الأمن في المناطق المحررة من تنظيم داعش.

ومن جانبه، أعرب رئيس مجلس النواب العراقي عن تقديره للموقف المصري الداعم لوحدة العراق واستقراره وسيادته على كامل أراضيه، واستعرض في ذات السياق الجهود المبذولة حاليا من أجل التأكيد على مفهوم المواطنة، ومواجهة محاولات العزف على الوتر الطائفي في المجتمع العراقي، منوها بأن الشعب العراقي يسير حاليا بخطوات ثابتة نحو الطريق الصحيح.
الجريدة الرسمية