وراء كل مصيبة امرأة.. زوجة وزير التعليم السابق تلاعبت في تعيين قيادات الوزارة.. قرينة مسئول بالمطبعة السرية وراء تسريب امتحانات الثانوية العامة.. وسيدة «الشيحي» ضمن القائمة
«فتش عن المرأة» ينطبق هذا المثل على الكثير من زوجات المسئولين اللاتي ارتكبن انتهاكات مخالفة للقانون، مستغلين منصب ونفوذ أزواجهن، لكن «الكرسي لا يدوم لمسئول» فوقعن في شرك أعمالهن.
مخالفات التعيين
«التلاعب في تعيين القيادات التعليمية» كانت أبرز كوارث زوجة وزير التعليم سابقا الدكتور«محب الرافعي» خلال فترة توليه حقيبة التربية والتعليم.
فبالأمس كشف تقرير أصدرته الرقابة الإدارية عن تورط الدكتورة «جيهان كمال محمد» مدير المركز القومي للبحوث التربوية، بالتلاعب في تعيين القيادات التعليمية خلال فترة تولي زوجها الدكتور «محب الرافعي» منصب وزير التربية والتعليم الأسبق.
وأوضح التقرير أنه بتاريخ 9 ديسمبر 2014 أعلنت وزارة التربية والتعليم عن حاجتها لشغل 94 وظيفة من الوظائف القيادية بديوان عام الوزارة، منها وظيفة رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، وهي الوظيفة التي تقدمت لها هناء محمد سعد الله وآخرين من العاملين بالوزارة.
وأضاف تقرير الرقابة، أنه في 5 فبراير 2015 اجتمعت اللجنة الدائمة للوظائف القيادية بديوان عام وزارة التربية والتعليم طبقًا لتشكيلها الوارد بالقرار الوزاري رقم 7 لسنة 2015 برئاسة محب الرافعي وزير التربية والتعليم حينذاك، وعضوية كل من الدكتور محمد أحمد يوسف، نائب الوزير للتعليم الفني والتدريب والمستشار أشرف سيد إبراهيم، المستشار القانوني للوزير، والدكتورة جيهان كمال محمد، مدير المركز القومي للبحوث التربوية «زوجة الوزير» والدكتور مجدي محمد محمود، مدير المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي.
وتضمن تقرير الرقابة الإدارية، أنه بفحص محضر اجتماع اللجنة الدائمة للوظائف القيادية بالوزارة تبين وجود كشط وتعديل بمحضر اجتماع اللجنة قرين وظيفة رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، حيث تم إضافة عبارة «لم يتم اختيار أحد المتقدمين لعدم حصولهم على نسبة النجاح» بالمخالفة للحقيقة.
وتبين من التقرير حصول هناء محمد سعد الله على 70 درجة من 100 درجة وفقًا لكشوف التقييم الخاصة بأعضاء اللجنة أثناء المقابلة، مما يؤكد عدم صحة ما تم إثباته من عدم حصول أي من المتقدمين على نسبة النجاح المطلوبة والمحددة بنسبة 50%.
وأكدت الرقابة الإدارية وجود تعمد من بعض أعضاء اللجنة في عدم شغل «هناء محمد سعد الله» وظيفة رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب وزير التربية والتعليم، وأن الفحص أسفر عن قيام الدكتورة جيهان كمال محمد، مدير المركز القومي للبحوث التربوية، وزوجة الوزير محب الرافعي بوضع كلمة «يحجب» على كشف التقييم الخاص بها رغم أن أعضاء اللجنة منوط بهم وضع درجات التقييم فقط، بالإضافة إلى وجود كشط وتعديل في الدرجات الموضوعة بمعرفتها.
اقرأ: «نساء الأزمة».. الزيارات الميدانية والقوانين والمهرجانات «مطباتهن» للمسئولين
تسريب الامتحانات
فضيحة أخرى تسببت فيها زوجة مسئول بالمساهمة في تسريب امتحانات الثانوية العامة، ففي يونيو 2016، ألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، القبض على المتسببين في تسريب امتحانات الثانوية العامة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتبين من التحقيقات أن العاملين بالمطبعة السرية بوزارة التربية والتعليم وأقاربهم لهم علاقة بتسريب الامتحانات، حيث توصل فريق البحث أن «عاطف. ع» هو من يقف خلف ارتكاب تلك الواقعة، بجانب "هالة ى.م" – "تهاني ى.م" – "صباح.ع".
وتبين أن «هالة. ى» استغلت طبيعة عمل زوجها «عاطف. ع» بإدارة الامتحانات بوزارة التربية والتعليم للحصول منه على أسئلة الامتحانات منذ عام 2014.
وعثر بمنزل المتهمة «تهاني. ى» على (هاتف محمول، جهاز تابلت، جهاز كمبيوتر، فلاشة)، وبمواجهتهم أقروا بما أسفرت عنه التحريات واعترفوا بارتكاب الواقعة.
تابع: ضبط زوجة رئيس قسم بالمطبعة السرية بتهمة تسريب امتحانات الثانوية
مخالفة ترقية
وكان لـ«إيمان أحمد إسماعيل» زوجة الدكتور«أشرف الشيحي» وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق، نصيب من الفساد أيضا.
ففي أغسطس 2016، كشفت مستندات عن إخطار إدارة المعهد العالي للعلوم الإدارية الذي تعمل به «الدكتورة إيمان» في وظيفة مدرس جامعي بتقدمها إلى لجنة الترقيات، للحصول على درجة أستاذ مساعد، وأرفقت بطلبها 5 أبحاث علمية تم عرضها على اللجنة الدائمة للترقيات التي أصدرت تقريرا بعدم أهليتها للترقي بتلك الأبحاث حيث حصلت على تقدير ضعيف، فتوجهت لتقديم تظلم للمجلس الأعلى للجامعات، وهو من حق أي متقدم.
لكن الخطوة التالية حملت مخالفة غير مسبوقة في عمل لجان الترقيات العلمية، حيث أضافت زوجة الوزير بحثا إضافيا إلى الأبحاث الخمسة بالمخالفة لقواعد التظلم التي تنص على ضرورة فحص لجنة التظلمات نفس الأبحاث المتظلم من تحكيمها، وفي حال رغبة الباحث في تعديل قائمة الأبحاث المتقدم بها للترقية، عليه التقدم من جديد إلى لجنة الترقيات الدائمة في العام التالي بالأبحاث الجديدة.
وأشارت أوراق الواقعة إلى مفاجأة هي أن المجلس الأعلى للجامعات الذي يضم في عضويته الدكتور أشرف الشيحي، حينذاك، سرعان ما وافق على ترقية الدكتورة إيمان إسماعيل في محضر اجتماعه بتاريخ 16 مارس 2014، بعد موافقة اللجنة الاستشارية على ترقيتها بمجموع درجات 36.776 درجة، وحصلت على تقدير جيد في بحثين ومقبول في ثلاثة وضعيف في بحث واحد.
وجاء هذا القرار مخالفا للقواعد المعمول بها، فتوجه أعضاء اللجنة الدائمة لترقية أساتذة الإحصاء إلى مقر أمانة المجلس، للاعتراض على المخالفة الواضحة للقواعد.