أنا مصري في قطر !
في شهر سبتمبر المقبل أكون قد أكملت 10 سنوات عمل في قطر، حيث حضرت إلى الدوحة يوم 20 سبتمبر من عام 2007 ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن وأنا حريص جدا على عدم الكتابة أو الحديث في السياسة لسببين الأول يتلخص في أنني أكرهها –رغم أنني خريج اقتصاد وعلوم سياسية- ولا أجد نفسي فيها أو الحديث عنها منذ صغري.. والثاني هو انشغالي الأكبر بالرياضة التي أجد نفسي فيها بشكل جعلني والحمد لله أجيد فيها منذ بداية عملي بمهنة البحث عن المتاعب.
وفي ظل الأزمة المثارة حاليا بين مصر وقطر من ناحية والدول الخليجية الثلاث وقطر من ناحية أخرى يكون الحديث أو الكتابة في هذا الموضوع بمثابة الدخول في عش الدبابير خاصة لدى مرضى العقول في مصر من إعلاميين ومحتكري الزعامة والوطنية من منازلهم، حيث اتهامات الخيانة والعمالة جاهزة.. ولذلك قررت الحديث في هذا الموضوع بشكل مختلف، بعد أن فاض بيا الكيل وبما يمليه عليَّ ضميري المهني والأخلاقي في نفس الوقت وبعيدا تماما عن كل ما هو مثار في وسائل الإعلام.
بصراحة وبكل وضوح أجد نفسي خجلانا من عدد ليس بقليل لوسائل الإعلام المصرية ومن بعض النقاد الرياضيين.. فجزء من الإعلام المصري أصبح يتحدث عن الوضع الداخلي في قطر وكأنه يعيش معنا.. فهو يتحدث بلا معرفة وبدون معلومة صحيحة ويصر على تلفيق المعلومات بشكل يجعلني ويجعل الكثيرين من المصريين في قطر يضربون بكف على كف.. ولا أكذب إذا قلت لكم إنني في بعض الأوقات أشعر بأنني لا أعيش في قطر بسبب ما أجده في إعلامنا عن قطر.. فما يقال ليس له أي علاقة بالواقع.. ويكفي أنني أحلف ليل نهار لوالدتي بأن ما تسمعه من الإعلام المصري لا وجود له.. أما إذا كان الهدف هو خلط النواحي السياسية بالأمنيات التي في داخل من يتحدثون في وسائل الإعلام فهذا لن يحقق إلا مزيدا من اللطم على إعلامنا وما وصل إليه من ضحالة في التفكير و"هرتلة" في التقديم ونقص واضح ومفضوح في المعلومة.
فيا سادة يا بهوات يا من تجلسون تحت المكيفات وتتقاضون الملايين شهريا وتتحدثون عن الوضع الداخلي في قطر وأنتم لا تعلمون حتى أسماء شوارع قطر.. بالله عليكم كفوا عن كل هذه الهرتلة.. فضحتونا والله.
أما الجزء المتعلق بالنقاد الرياضيين أو الإعلاميين المتخصصين في المجال الرياضي فهذا أيضًا بمثابة المصيبة والكارثة والصدمة الكبرى بالنسبة لي.. وباختصار شديد جدًا ودون الدخول في تفاصيل قد تفضح الكثيرين من هؤلاء.. أنتم أو جزء كبير منكم حضر إلى قطر وكنتم تتغنون بقطر وكرم القطريين بل منكم من كان يطلب صراحة أن يأتي في المناسبات الرياضية ومنكم من كان ضيفا دائما أسبوعيا في جميع المحافل الرياضية ومنكم ومنكم ومنكم...إلخ.. فلا تركبوا الأمواج من أجل إظهار الوطنية عن طريق الإهانات وقذارة اللسان.. فالأزمة في النهاية إن عاجلا أو آجلا سيتم حلها ولكن للأسف الشديد ما يخرج من الفم لا يمكن أن يعود من جديد.. أو على الأقل اتركوا السياسة لمن هم أهل لها ولا تنصبوا أنفسكم محتكري الوطنية.. ففي قطر مصريون أكثر وطنية حقيقية منكم وفي قطر قطريون يحبون مصر أكثر منكم!