التدخل المبكر يساعد في تعزيز المفردات اللغوية للأطفال الصم
توصلت دراسة أجريت في جامعة "كولورادو"الأمريكية، أن التشخيص والعلاج المبكر لفقدان السمع بين الرضع له نتائج إيجابية في تعزيز المفردات اللغوية للأطفال.
فقد وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من فقدان حاسة السمع، والذين يتم تشخيصهم، خلال الـ 3 أشهر الأولى من عمر الطفل ليتم التدخل المبكر في غضون 6 أشهر الأولى، يعمل على تعزيز المفردات اللغوية عندهم بصورة أكبر من التشخيص في وقت لاحق.
وقالت كريستين يوشيناجا، إخصائية السمع في "معهد العلوم المعرفية"، في بيان صحفي: "ما زال أمامنا بعض العمل للقيام به، لأن المخ يصبح شديد المرونة في الأشهر الأولى من الولادة، وكلما بدأنا التشخيص والعلاج مبكرا كلما حصلنا على نتائج جيدة في تطوير المهارات اللغوية للطفل، والأرجح سيصبح الطفل قادرا على تطوير المسار الصحيح مع أقرانه.
وكشفت الدراسة الأولى من نوعها فيما يتعلق بتقييم تأثير التدخل المبكر في الكشف عن مشكلات السمع، والتي نشرت في عدد يوليو من مجلة "طب الأطفال"، عن التوصيات والمبادئ التوجيهية الصادرة عن "معهد العلوم المعرفية" في مقدمتها، ضرورة مراجعة جميع الأطفال حديثي الولادة ممن يعانون من فقدان السمع خلال الأشهر الأولى من الولادة، وأن يتم تقييم أولئك الأطفال من قبل إخصائيين في غضون الثلاثة أشهر الأولى مع بدء التدخلات في الستة أشهر الأولى.
وقالت كريستين يوشيناجا، لا يمكننا تغيير مستوى سمع الطفل عند الولادة أو خلفيته التعليمية، إلا أننا يمكننا تطوير نظام أفضل للتشخيص، حيث يتعين على واضعي السياسات بذل كل ما في وسعهم للتدخل المبكر والسريع لضمان الحفاظ على قدرات الطفل في تطوير مفردات لغوية ثرية.
وكان الباحثون قد عكفوا على تحليل حالات 448 طفلا يعانون من فقدان السمع في الأذنين خلال ما بين الشهر 8 و39 شهرا من العمر في 12 ولاية أمريكية.. وأظهرت الدراسة أن 58% من الأطفال حققوا المبادئ التوجيهية لمبادرة التنمية البشرية في هذا الصدد.
وخلصت الدراسة إلى أنه على مقياس المفردات اللغوية من أصل 100، حقق الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع نحو 82 من المبادئ التوجيهية، في حين أن أولئك الذين يعانون من فقدان السمع لم يستوفوا المبادئ التوجيهية للتدخل المبكر حيث سجلوا 70، ليحتلوا أدنى مرتبة بنسبة بلغت 10%.
وشددت يوشيناجا في سياق النتائج المتوصل إليها، على أن الفشل في التشخيص المبكر لفقدان السمع، يمكن أن يخلق إعاقة ثانوية يمكن الوقاية منها، مما يجعل الأطفال وكأنهم مثل الذين يعانون من تأخر معرفي".