رسالة إلى السعودية «زينب البحراني»
انتفض كثيرون من الذين قرأوا مقال الكاتبة السعودية زينب البحراني عن "تيران وصنافير.. ما يعرف ولا يقال" تمثلت الانتفاضة في ردود عاطفية تثأر لكرامة مصر والمصريين، وللمنتفضين حق لا ألومهم عليه وللكاتبة حق في بعض من أوردت في مقالها.
فبعيدًا عن المعايرة التي يحملها المقال وحالة التشفى التي تمكنت من الكاتبة.. إلا أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر غير خافية على أحد، كما أن هذا الكم من العمالة المصرية في المملكة ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المصرى، وعودتها في الوقت الراهن تمثل عبئًا على الدولة.
أيضًا.. الحال تبدل، والمملكة الآن تختلف تمامًا عن فترة السبعينيات، لذلك يسعى البعض للحصول على عقود عمل، وطبيعى أيضا أن يكون وجود المصريين في السعودية وفقًا لاتفاق بين حكومة البلدين، كل هذا أوردته البحرانى في مقالها وأوافقها عليه، لكن باقى ما ذكرته في المقال أرفضه جملة وتفصيلا؛ لأنه يحمل إهانات تستوجب وقفة.
ذكرت الكاتبة أن السعودية حصلت على جزيرتى "تيران وصنافير" مقابل مليارات دفعتها لمصر، وتساءلت: لو تم دفع مليار لكل مواطن مصرى مقابل أن يتخلى عن الجنسية المصرية ويقيم في السعودية، على أن تأخذ السعودية مصر كلها وتسجلها باسمها، هل سيرفض كل المصريين ذلك.. أم سيقبله أكثرهم ويرفضه القلة؟
ثم قالت: الجواب تعرفه الحكومة السعودية جيدًا من خلال خبرتها بتجارب سابقة مع المصريين، كما أن مصر بحاجة إلى دعم مالى والمملكة سئمت من دفع الأموال دون مقابل، لذلك كان لابد من اتفاقية تحل المشكلة.
واختتمت زينب البحرانى مقالها مؤكدة أن هناك شريحة نادرة من المثقفين المصريين يملكون كرامة أصيلة وهم على استعداد للموت دون التفريط في شبر واحد من أرض مصر، لكن الأغلبية الساحقة تريد أن تعيش والسلام.
لا أعرف لماذا قفزت إلى ذهنى قصيدة الشاعر اليمنى المقنع الكندى التي يقول فيها:
يعيرنى في الدين قومى وإنما.. تدينت في أشياء تكسبهم حمدا
أسد بها ما قد أخلوا وضيعوا.. ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا
نعم زينب البحرانى.. مصر في أزمة اقتصادية، لكنك لو قرأت التاريخ ستدركين أن أهم أسباب الأزمة هو تمسك المصريين ليس فقط بحماية أرضهم ولكن بحماية كل الأراضي العربية، بداية من أربعينيات القرن الماضى وحتى الجملة الأشهر "مسافة السكة".
وإذا كانت "تيران وصنافير" حقًا للمملكة مثلما أكد من منحناهم الثقة.. فالشكر لمصر أن أعادت الحق لأصحابه بعد حماية استمرت عقودا لم يقدر عليها سوى الجيش المصرى، وإذا كانت كما تقولين ملك لمصر وبيعت للملكة فاعلمى أنها عائدة لا محالة.
وليس من قبيل التعالى الذي انطبع على مقالك، دعينى أستفز فيك نهم المثقف، وأقلب معك صفحات التاريخ ربما يستهويك التوقف أمامه وبعدها سوف تدركين حجم مصر ولماذا هي كبيرة وستظل، حتى لو تضاعفت سنوات كبوتها الاقتصادية، وربما تتأكدين أيضا من حجم ما بذله المصريون من اقتصادهم ودمائهم وأرواحهم نيابة عن كل العرب، عليك ياسيدتى أن تفخرى كعربية بمصر، حتى لو كنت شيعية وقلبك مع إيران كما لمست من بضعة سطور هي كل المعلومات المتوفرة عنك.
افخرى بمصر التي بذلت من أبنائها واقتصادها عام 1948 من أجل فلسطين بعد أن وافقت الأمم المتحدة على تقسيمها إلى دولتين يهودية وعربية.
افخرى بمصر التي حاربت في اليمن ثمانى سنوات بدأت عام 1962 من أجل وحدته وترسيخ نظام الحكم.
افخرى بمصر التي حاربت في الجزائر دعما لثورتها ضد الفرنسيين وقدمت الدعم المادي والعسكري.
افخرى بمصر التي حاربت إسرائيل نيابة عن العرب في 1967 وعانى اقتصادها كثيرا.
افخرى بمصر التي دعمت العراق في حربها على إيران بعد أن تتحرري من حبك لبلاد الفرس المتربصين ببلدك.
افخرى بمصر التي قهرت إسرائيل نيابة عن العرب في 1973.
افخرى بمصر التي تصدت للعدوان العراقى على الكويت وأماتت حلم صدام في الاستحواذ على دولة شقيقة ذات سيادة.
افخرى بمصر التي خاضت -وما زالت - حربا ضد جماعة الإخوان التي كادت أن تزحف إلى كل الدول العربية لتمحو حدودها وتصهرها في دولة خلافة واحدة.
افخرى بمصر التي تخوض حربا الآن على الإرهاب نيابة عن كل العرب وقد ذاقت المملكة بعضا من مرارته ولم نكن نتمنى لها ذلك.
افخرى بجيش مصر الذي لم يعد سواه في المنطقة سدًا منيعًا وشوكة في ظهر كل من يتربصون بالمنطقة العربية.
افخرى بمصر التي تمسكت بعروبتها وغضت الطرف عن كل المغريات الإيرانية، وأعتقد أنك تعلمين بحكم ميولك الإيرانية حجم ما ترغب إيران في تقديمه لمصر مقابل مجرد فتح قنوات اتصال معها.
وإذا وجدت لديك متسعا من الوقت.. أنصحك بأن تعودي إلى الوراء واقرأي التاريخ لتعلمي أن جيش مصر كان درع الخلافة الإسلامية عام 1187 في معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبى.
وكانت الدرع أيضًا التي أعادت للخلافة الإسلامية هيبتها في معركة "عين جالوت" عام 1260 بقيادة سيف الدين قطز.
أيضا كان الجيش المصرى القوة الأكبر في معركة المورة باليونان عام 1824 عندما أخمد الثورة التي اندلعت ضد العثمانيين، واقرأى أيضا عن "معركة عكا" التي فتحت حصونها أمام الجيش المصرى عام 1831 ليقع والي عكا أسيرا.
هو نفس الجيش الذي خاض معركة قونية عام 1832 وانتصر على الأتراك.
ومعركة نصيبين عام 1839 التي لقن فيها الجيش المصرى القوات العثمانية درسًا لن ينساه الأتراك.
عليك أن تفخري كشقيقة سعودية بمصر وجيشها، واعلمى أن مصر التى خاضت كل هذه الحروب كانت تئن اقتصاديا ثم تنهض من كبوتها.
مصر تحارب منذ سنوات من أجل كرامة العرب، وهي حرب تنعكس سلبا على اقتصادها، لكنها لا محالة ناهضة.. هكذا علمتنا دروس التاريخ، افخرى يازينب بمصر جيشا وشعبا، واعلمى أن المصرى على مر التاريخ يضحى بروحه دفاعا عن أرضه، ولا يمكن لشخص بهذه الوطنية أن يضحى بشبر واحد من أرضه مقابل مليارات الدنيا، لأنه لا شيء أغلى من الروح.
افخرى يازينب بمصر، ثم اقرأى الفاتحة على روح أخى الذي قضى شهورًا في حفر الباطن حاملًا سلاحه لتنامى أنت قريرة العين ويحمي هو حدود المملكة من أطماع صدام حسين.
basher__hassan@hotmail.com
وليس من قبيل التعالى الذي انطبع على مقالك، دعينى أستفز فيك نهم المثقف، وأقلب معك صفحات التاريخ ربما يستهويك التوقف أمامه وبعدها سوف تدركين حجم مصر ولماذا هي كبيرة وستظل، حتى لو تضاعفت سنوات كبوتها الاقتصادية، وربما تتأكدين أيضا من حجم ما بذله المصريون من اقتصادهم ودمائهم وأرواحهم نيابة عن كل العرب، عليك ياسيدتى أن تفخرى كعربية بمصر، حتى لو كنت شيعية وقلبك مع إيران كما لمست من بضعة سطور هي كل المعلومات المتوفرة عنك.
افخرى بمصر التي بذلت من أبنائها واقتصادها عام 1948 من أجل فلسطين بعد أن وافقت الأمم المتحدة على تقسيمها إلى دولتين يهودية وعربية.
افخرى بمصر التي حاربت في اليمن ثمانى سنوات بدأت عام 1962 من أجل وحدته وترسيخ نظام الحكم.
افخرى بمصر التي حاربت في الجزائر دعما لثورتها ضد الفرنسيين وقدمت الدعم المادي والعسكري.
افخرى بمصر التي حاربت إسرائيل نيابة عن العرب في 1967 وعانى اقتصادها كثيرا.
افخرى بمصر التي دعمت العراق في حربها على إيران بعد أن تتحرري من حبك لبلاد الفرس المتربصين ببلدك.
افخرى بمصر التي قهرت إسرائيل نيابة عن العرب في 1973.
افخرى بمصر التي تصدت للعدوان العراقى على الكويت وأماتت حلم صدام في الاستحواذ على دولة شقيقة ذات سيادة.
افخرى بمصر التي خاضت -وما زالت - حربا ضد جماعة الإخوان التي كادت أن تزحف إلى كل الدول العربية لتمحو حدودها وتصهرها في دولة خلافة واحدة.
افخرى بمصر التي تخوض حربا الآن على الإرهاب نيابة عن كل العرب وقد ذاقت المملكة بعضا من مرارته ولم نكن نتمنى لها ذلك.
افخرى بجيش مصر الذي لم يعد سواه في المنطقة سدًا منيعًا وشوكة في ظهر كل من يتربصون بالمنطقة العربية.
افخرى بمصر التي تمسكت بعروبتها وغضت الطرف عن كل المغريات الإيرانية، وأعتقد أنك تعلمين بحكم ميولك الإيرانية حجم ما ترغب إيران في تقديمه لمصر مقابل مجرد فتح قنوات اتصال معها.
وإذا وجدت لديك متسعا من الوقت.. أنصحك بأن تعودي إلى الوراء واقرأي التاريخ لتعلمي أن جيش مصر كان درع الخلافة الإسلامية عام 1187 في معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبى.
وكانت الدرع أيضًا التي أعادت للخلافة الإسلامية هيبتها في معركة "عين جالوت" عام 1260 بقيادة سيف الدين قطز.
أيضا كان الجيش المصرى القوة الأكبر في معركة المورة باليونان عام 1824 عندما أخمد الثورة التي اندلعت ضد العثمانيين، واقرأى أيضا عن "معركة عكا" التي فتحت حصونها أمام الجيش المصرى عام 1831 ليقع والي عكا أسيرا.
هو نفس الجيش الذي خاض معركة قونية عام 1832 وانتصر على الأتراك.
ومعركة نصيبين عام 1839 التي لقن فيها الجيش المصرى القوات العثمانية درسًا لن ينساه الأتراك.
عليك أن تفخري كشقيقة سعودية بمصر وجيشها، واعلمى أن مصر التى خاضت كل هذه الحروب كانت تئن اقتصاديا ثم تنهض من كبوتها.
مصر تحارب منذ سنوات من أجل كرامة العرب، وهي حرب تنعكس سلبا على اقتصادها، لكنها لا محالة ناهضة.. هكذا علمتنا دروس التاريخ، افخرى يازينب بمصر جيشا وشعبا، واعلمى أن المصرى على مر التاريخ يضحى بروحه دفاعا عن أرضه، ولا يمكن لشخص بهذه الوطنية أن يضحى بشبر واحد من أرضه مقابل مليارات الدنيا، لأنه لا شيء أغلى من الروح.
افخرى يازينب بمصر، ثم اقرأى الفاتحة على روح أخى الذي قضى شهورًا في حفر الباطن حاملًا سلاحه لتنامى أنت قريرة العين ويحمي هو حدود المملكة من أطماع صدام حسين.
basher__hassan@hotmail.com