رئيس التحرير
عصام كامل

هذا ما حدث في سيناء


قراءة متأنية للعملية الغادرة الأخيرة على منطقة البرث تؤكد أننا أمام عملية نوعية توحي بأن شيئا ما يتغير في منهج الإرهابيين وأننا أمام حقائق جديدة تفرض علينا استقراء الواقع بطريقة عملية للوصول إلى طرق أكثر نجاحا في مواجهة هذا الخطر الداهم والحقائق الجديدة يمكن اختصارها على النحو التالى:

أولا: تمكن قواتنا الباسلة من قتل أربعين إرهابيا يوحى أن عدد المهاجمين ربما زاد عن المائة إرهابي وهو الرقم الذي يستلزم عددا من السيارات يزيد عن عدد السيارات التي قامت قواتنا بتدميرها وهي ست سيارات دفع رباعي.

ثانيا: عدد السيارات والإرهابيين يؤكد أيضا أننا أمام طابور من سيارات الدفع الرباعي لا بد وأن يكون قد خرج من منطقة قريبة جدا من كتيبة الصاعقة المستهدفة وهو ما يؤكد عدم استبعاد فكرة عودة الأنفاق مرة أخرى من غزة إذ يصبح من الصعب أن يمر هذا العدد من السيارات على الأرض لمسافة بعيدة دون رصد من أجهزة المعلومات التي ترصد كل شاردة وواردة على الأرض.

ثالثا: التخطيط لاستهداف كتيبة صاعقة أمر لا بد وأن يكون قد حظي بتخطيط على مدي زمنى بعيد مما يعنى أن قوى الشر جمعت معلومات على مدي زمني كبير أيضا، خاصة وأن الهدف ليس سهلا من حيث الإعداد والتأهيل لقوات خاصة تحظى بما لا تحظى به قوات نوعية أخرى وهو ما يوحي عدم استبعاد أن يكون المتورطون في الهجوم الإرهابى كانوا في الماضي ينتمون إلى مؤسسات عسكرية لديها خبرات خاصة وأن الهاربين من كل مناطق المطاردة في المناطق العربية المحيطة ليس مستبعدا أن يصلوا إلى عمق سيناء.

رابعا: لا يمكن تصور أن تتم عملية بهذا الحجم دون مشاركة أجهزة مخابرات ومصادر تمويل دولية وتخطيط قد يتم وفق معلومات لأجهزة لديها تقنيات لا تمتلكها جماعات أو أفراد وهو ما يوحى بالتورط الدولى في العملية خاصة وأن قطر لها امتدادات مع تل أبيب وغزة والسودان.

خامسا: تراقب إسرائيل حدودها معنا بمنطاد يحمل تقنيات حديثة وآلات تصوير دقيقة تجعلها ترى كل شيء على الأرض بوضوح وقد لا يكون مجافيا للحقيقة أن يكون لدى إسرائيل معلومات حول العملية إن لم تكن قد استطاعت تصويرها ونحن على يقين أن قواتنا المسلحة تمتلك أدوات يمكنها مراقبة كل شاردة وواردة على الأرض وهو الأمر الذي يدعونا إلى دعم جيشنا بكل ما يمكنه من امتلاك أدوات تجعله أكثر قدرة وفاعلية على المبادرة وهو الجيش رقم عشرة على مستوى العالم.

سادسا: إن الثقة في قواتنا المسلحة لا حدود لها ونحن على يقين أن أبطالنا الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن هم سبب بقاء هذه الأمة حية نابضة على مدار تاريخها وهو الأمر الذي يدعونا دوما إلى الوقوف صفا واحدا من خلفها داعمين لها وحريصين عليها ومؤمنين بها وبقدراتها على صون الأرض ومواجهة الأخطار.
الجريدة الرسمية