رئيس التحرير
عصام كامل

اختفى «الأشاوس» من وداع الشهداء!


ظننا -وبعض الظن إثم فعلا- أن عددًا كبيرًا من النشطاء الأكثر ضجيجًا في مصر على كل شاردة وواردة تحدث في البلاد سيكونون أكثر ذكاءً وسيكونون الأعلى صراخًا وغضبًا بعد حادث رفح.. فقد اندهشنا ذات مرة وعلنًا من سلوكهم بعد كل حادث كبير يتعرض فيه أبطال جيشنا للاختبار.. ففي سيناء أو غيرها حتى نصحناهم ساخرين بــ "تمثيل" الحزن!! حاجة "كده وكده" يعني ! لكنهم لم يفعلوها !


ونتساءل: أين هم من ملأوا الدنيا بكاءً -حتى بدموع التماسيح- عن الدماء الذكية التي سالت هنا وهناك؟ وأين من حدثونا طويلا عن الدماء الطاهرة التي روت الأرض الشريفة؟ أين من تغنوا مرارًا "عمال على بطال" بكلمات أحمد فؤاد نجم "دولا مين ودولا مين دولا عساكر مصريين"؟ أين التظاهرات غضبًا وحزنًا ؟ من الإرهاب وضده ؟ أين الاجتماعات المكثفة العاجلة لتأبين الشهداء ودعم أسرهم ؟ أين لجان أحزابهم في المحافظات التي شهدت لحظات الوداع الأخير لأبناء الجيش العظيم؟

أين المقدمات النارية الطويلة في البرامج الفضائية؟ أين المداخلات الهاتفية في الحلقات النارية ؟ أين دعاوى الاعتصام والتي لا تنفض إلا بعد الثأر للشهداء؟ أين التدوينات والتغريدات والمعلقات التي لا نفهم من أغلبها شيئا؟ أين وأين وأين وسلسلة من الاستفهامات التي لا أول لها ولا آخر وبما يدعونا للسؤال: هل هناك من سيغضب منكم إذا غضبتم لجيش بلادكم ؟ وهل هذا الغضب لا استثناءات منه ؟ هل هناك من سيتهمكم بالتراجع والتضامن مع السلطة إن فعلتم ذلك ؟ إن كان ذلك كذلك فلماذا لم تضامنوا ـ كده وكده يعني ـ هناك في الجنائز ومواكب الفخر والعزة ؟ وغيرها من صور التضامن بعيدة عن السلطة؟

أراني وقد انفعلت وأريد القول: أنت ياد أنت وهو ياد مش أنتوا اللي قلبتوا الدنيا عندما اعتدى العدو الإسرائيلي على غزة قبل أسبوعين؟ وكالعادة حاولتم الاصطياد في الماء العكر واتهمتم مصر بالصمت على العدوان ؟ وفي الآخر أخزاكم الله وتبين أنه لا شهيد ولا جريح واحد في العملية كلها ؟ بينما سقط في احتفالات العيد عشرات الشهداء والمصابين غرقى في النيل أو في حوادث الألعاب في مختلف الملاهي؟ أي أنكم تريدون الزج بجيشنا في أي مصيبة والسلام وتتناسونه عند الملاحم الفعلية؟!
بصراحة: خيبة الله عليكم وعلى غبائكم.. طيب مثلوا الحزن.. كده وكده يعني!!!
الجريدة الرسمية