رئيس التحرير
عصام كامل

يوم النصر


كان بعضنا مشغولا بمصيفه الناعس فوق رمال ناعمة ومياه زرقاء وليل صاخب بشتى أنواع الموسيقى وكان بعضنا مهموما بلقمة عيش ينتوى السعي إليها بعد صلاة فجر جديد وكان فريق منا قد اختطفته وحوش التواصل الاجتماعى إلى حالة من السخط والإحباط وكان منا من لا يزال يراوح سريره يناضل من أجل نومة هادئة بعد صراع مع خيالات لا علاقة لها بالواقع.

على الطرف الآخر.. هناك.. على الحدود الأبية جنود لا يعرفون النوم.. رجال لاتلهيهم تجارة عن حراسة الوطن.. أبطال ينتصبون خلف مواقعهم يرصدون وينتظرون لحظة ثأر من أيادي الغدر التي تقودها عواصم الشر العربية والغربية.. وفريق آخر من أبالسة الإنس يخططون بغدر.. ينتظرون الأوامر من سماسرة الدم وتجار النار.. يعبئون سياراتهم بمتفجرات الموت.. لحظات وينفجر كل شيء …تروى الدماء الزكية رمال طالما رويناها بأرواحنا على مدار التاريخ.

ينتفض المنسي ورفاقه الباقون على قيد الحياة.. يصولون ويجولون.. يقاتلون فيَقتِلون ويُقتَلون.. تخرج زفرات النصر من أفواههم تحرق كل غدار أثيم.. تزلزل الأرض من تحت أقدامهم.. يواجهون الموت بهتاف الله أكبر.. يزرعون الأرض بأرواح طاهرة.. يغرقون العدو الغادر بوابل من الرصاص.. يحاصرون المكيدة ويحصرونه.. غادر منهم الحياة وعلى وجهه علامات الرضا فقد نال ما تمنى وانضم إلى قوافل الشهداء الأبرار.

تواصلت أرواحهم الخالدة مع رفاق راحوا هنا فوق هذه الأرض الطيبة منذ فجر البشرية.. عانقوا السماء المفتوحة.. انطلقوا إلى حيث لا غدر ولا حقد ولا كراهية.. أصبحوا في ذمة الواحد الأحد.. سافروا إلى ظل الله يوم القيامة إن شاء الله.. أصبحوا ذكرى لا تنسى وأسماء من نور.. أضحوا في عالم لا يعرف الصراع ولا الجدال ولا الخراب.

على الفور انطلقت طائرات زملائهم تجوب الأرض تحرق كل أثر لخائن.. تقتل كل عميل ينتظر المدد من الدوحة ومن أنقرة.. تحصد الخسة وتقتلعها من على وجه الأرض.. تمشط الأرض الطاهرة لاجتثاث الخبث ووأد المؤامرة.. تثأر لكل روح بريئة اختارها الله إلى جواره.. تلقى بحمم براكينها على رءوس عتاة الإجرام وتقصف خوارج العصر بقذائف الحق المبين.. هذا هو يوم النصر الذي فيه تفرحون.. تفرحون بنصركم وتفرحون بشهدائكم وتفرحون بأن الأرض الطيبة لا تزال تلد أبطالا أبرارا يواجهون الموت أينما حل.. يموتون من أجل أن تحيا بلادهم كريمة أبية بين الأمم.
الجريدة الرسمية