رئيس التحرير
عصام كامل

إيجابيات معركة رفح و«المستحيلات الأربعة»!


يمكن أن تذهب إلى برج القاهرة في أي وقت وبمحيطه على ارتفاعه الشاهق تختلف الرؤية، فهناك من يرى النيل وهناك من يرى الناحية الأخرى.. بل من يرى النيل بالرؤية المجردة غير رؤيتها بالمنظار الشهير!


الخلاصة واقترابا من نظرية نصف الكوب الممتلئ فإن للموضوع الواحد عشرات الرؤى والرؤية الدقيقة تمكن صاحبها من اكتشاف ما لا يراه الآخرون.. وفي حادث الأمس برفح في سيناء هناك من يدرك أن الحرب على الإرهاب مستمرة، وأن مصر تخوض حربا حقيقية فرأى أن قواتنا انتصرت بقتل 40 إرهابيا، وهذا يعني أن قدرة الإرهاب على الضرب والانسحاب بسرعة لم تعد ممكنة، وأن اقتحام المعسكرات بالانتحاريين انتهت وأن من سيقترب لن يذهب إلى نزهة..

الآن نذهب إلى الأرقام التي نستخدمها دائما للتدليل على الفكرة التي نؤمن بها ونتبناها.. ونقول إن بلادنا الشقيقة التي ضربها الإرهاب ودمرها لكنها بإذن الله سترجع كامله بغير إرهابي واحد هذه البلاد دمرت لأن الإرهاب اجتاحها كاملة من أولها إلى آخرها ومن دون ذكر أقاليم أو محافظات إلا أننا نعرف جميعا أن عواصم عربية غالية سقطت في يد الإرهاب الغاشم وفي دول أخرى سقطت مساحات كبيرة من البلاد وصلت إلى أكثر من ثلثي المساحة الكلية ورغم الانتصارات الكبرى وسوف تستمر إن شاء الله إلا أن محافظات كاملة تحت سيطرة الإرهابيين.. إلا أن معركة الأمس تمت في أحد الأكمنة في مدينة رفح التي تبلغ مساحتها 4 آلاف "دونم" و"الدونم" هو معيار قياس المساحات في عدد من الدول الغربية ودول الشام كلها بما فيها فلسطين العربية.. 

و"الدونم" عربيا ألف متر طبقا لذلك تكون المعركة تمت في كمين في مدينة- المدينة نفسها- تبلغ مساحتها 4 كيلو متر وعدد سكانها في أقصى الإحصائيات 75 ألف نسمة (ملحوظة: تبلغ مساحة حي بولاق الدكرور 143 كيلو متر وعدد سكانه 850 ألف نسمة).. بينما تبلغ مساحة العمليات كلها في مثلث الشيخ زويد ورفح والعريش كله 256 كيلو من أصل 27 ألف كيلو هي مساحة شمال سيناء هي أصلا أقل من نصف مساحة سيناء التي تصل إلى 61 ألف كيلو متر هي كلها 6 % من مساحة مصر التي تبلغ مليون كيلو متر مربع!

ماذا تعني الإحصائية السابقة؟ تعني أن المصريين فزعوا واحتشدوا بكاملهم- عدا المجرمين وعملائهم- لمعركة تمت في كمين على مساحة من الأرض أقل من 1 على 15 ألف من مساحة سيناء التي هي كلها 6 % من مساحة مصر!!

وماذا يعني ذلك أيضا؟ بالنظر إلى رغبات التطوع التي انتشرت أمس والجيش ليس في حاجة لها أصلا وضبطها مع في معادلة واحدة مع مساحة المعارك التي تخضع لحرب العصابات واعتمادها على منطق الضرب والهروب والاختفاء مع اعتبارات قيود معاهدة كامب ديفيد على حركة قواتنا وحرص القوات أيضا على سلامة الأهالي الأبرياء نجد أن تهديد الإرهاب لمصر واحتمال تكرار ما جرى في بلادنا العربية الشقيقة ليس أمرا مستحيلا فحسب وإنما من رابع بل ومن عاشر المستحيلات أن الأمر ليس إلا مسألة وقت ولا أمل للإرهاب على الإطلاق ولا بأي درجة ولا على أي مستوى!
الجريدة الرسمية