إحالة رئيس قطاع الآثار المصرية للمحاكمة العاجلة بسبب تمثال المطرية
أحالت النيابة الإدارية كلا من رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، ورئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري ورئيس البعثة المصرية الألمانية المشتركة للتنقيب عن الآثار ومدير منطقة آثار المطرية وعين شمس وحارس أمن منطقة آثار المطرية، للمحاكمة العاجلة.
وكانت النيابة الإدارية باشرت تحقيقًا بناءً على مذكرة أعدها مركز المعلومات والإعلام بالنيابة الإدارية حيال ما أثير بالعديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من اكتشاف تمثال أثري يعود للملك "بسماتيك الأول" من الأسرة السادسة والعشرين بالدولة الحديثة (أكثر من 600 عام قبل الميلاد) بـ "سوق الخميس" بمنطقة المطرية من قبل البعثة المصرية الألمانية المشتركة للتنقيب عن الآثار.
وأشارت المذكرة إلى استخدام حفار لاستخراج القطعة الأثرية من باطن الأرض وترك التمثال عقب استخراجه في العراء دون حراسة ليعبث به بعض الصبية يوم الخميس الموافق 9-3-2017 دون اتباع الأسس والقواعد العلمية والتقنية لاستخراجها والتعامل معها.
وباشر التحقيقات حسن يوسف – رئيس النيابة في القضية رقم 192/2017 بإشراف المستشار ناجي عبد الحميد – نائب رئيس الهيئة مدير النيابة الإدارية للآثار، حيث أمر بتشكيل لجنة علمية متخصصة من كبار أساتذة كلية الآثار بجامعة القاهرة برئاسة الدكتور العميد الأسبق لكلية الآثار بجامعة القاهرة.
وكانت النيابة استمعت إلى شهادة الخبير الألماني "ديترش راو كلاوس" رئيس البعثة الألمانية للتنقيب عن الآثار والذي شهد بأنه في صباح يوم الثلاثاء 7-3-2017 تم اكتشاف بقايا تمثال أثري (قطعتين) بموقع العمل بسوق الخميس بالمطرية، وعليه تم إبلاغ المختصين بوزارة الآثار على الفور وطلب إحضار طلمبات شفط مياه لوجود التمثال في تربة طينية مشبعة بالمياه.
وأشار إلى أنه تم استخراج الجزء الأول من التمثال باستخدام معدة ثقيلة (حفار) رغم أنه لم يكن مسموحًا استخدام الحفار بموقع التنقيب لخطورة ذلك وما قد يترتب عليه من إتلاف للقطع الأثرية، وأنه عقب استخراج الجزء الأول من بقايا التمثال الأثري يوم الخميس الموافق 9-3-2017 تم تركها في العراء حتى السبت الموافق 11 مارس 2017، مما عرضها للعبث من قبل بعض الصبية والمارة وهي مسئولية الجانب المصري الذي كان يتعين عليه تغطيتها عقب استخراجها بالأساليب التقنية المتعارف عليها ووضع الحراسة اللازمة عليها.
وأكد أنه تم استخراج باقي جسد التمثال باستخدام الرافعة الثقيلة لكونه يزن أكثر من ثمانية أطنان ومغروسة بالتربة الطينية وفقًا للأصول العلمية المتبعة في هذا الشأن.
كما استمعت النيابة للجنة الفنية السابق تشكيلها برئاسة الدكتور العميد الأسبق لكلية الآثار بجامعة القاهرة، والتي قدمت تقريرها عقب إجراء المعاينة الفنية والذي انتهى إلى أن عملية استخراج الجزء الأول من التمثال الأثري شابها بعض الأخطاء والتي تمثلت في استخدام الحفار بتربة طينية بمنطقة حفائر، وهو أمر من شأنه تعريض ما قد يوجد من قطع أثرية للخطر، فضلًا عن ترك القطعة الأثرية الأولى في العراء لمدة يومين دون تعامل تقني ودون الحراسة اللازمة مما سمح بالعبث بها من قبل بعض الصبية والمارة.
وأشارت اللجنة إلى أنه بالنسبة إلى استخراج باقي أجزاء التمثال الضخم باستخدام الرافعة، فلم يكن هناك أية ملاحظات بشأنه وتم وفقًا للقواعد والأصول العلمية المتعارف عليها وقد اتفق أعضاء اللجنة على أن انفصال التمثال إلى جزأين تم في عصور سحيقة وقبل اكتشافه ومباشرة أعمال استخراجه من الأساس.
كما قامت النيابة بمواجهة المتهمين بما كشفت عنه التحقيقات من مخالفات شابت استخراج الجزء الأول من التمثال يوم 9-3-2017، حيث انتهت النيابة إلى قرارها السابق بإحالتهم للمحاكمة العاجلة، وذلك لما نسب إليهم (كل في اختصاصه) من:
1- التقاعس في اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال توفير الخامات اللازمة لتغليف القطعة الأثرية الأولى، وتركها في العراء بالموقع دون التعامل الفوري معها ونقلها لمعامل الترميم في حينه حتى يوم 11-3-2017 مما سمح لبعض المارة والصبية من العبث بها.
2- كما أهابت النيابة بالقائمين على قطاع الآثار أن يكون التعامل مع تراث مصر الحضاري بما يتفق وبلاد صاحبة أقدم حضارة في التاريخ، باعتبار أن آثار مصر ونفائسها هي الكنز الحقيقي الذي تناقلته الأجيال عبر آلاف الأعوام راسمة في طريقها تاريخ هذا البلد وعظمته منذ فجر التاريخ.