رئيس التحرير
عصام كامل

الصحفية "ندى".. ومجلس نقابة ضحايا "الحنجرة"


فى زمن أصبحت فيه الصحافة مهنة "كل برغوت على قد دمه"، تستحل ميليشيات الجماعة "المقطورة" بسهولة دم الحسينى أبوضيف وتنتهك كرامة زملائه، ويتهم وزير إعلامها "النقيب بالإنابة" سابقا، بالتحرش بالصحفية الشابة ندى محمد بألفاظ الحارة "المزنوقة" لرئيسه، بعد أسابيع من اتهام السكرتير العام صاحب أعلى الأصوات فى الجمعية العمومية الأخيرة، بتهديد "زميلته" الصحفية أمل أيوب بالضرب بالجزمة.


داخل محيط الاتحادية كانت الرسالة الإخوانجية للصحفى الشهيد وأمثاله قوية، كررها لى لفظا أحد المتأخونين أمس، "وإيه اللى يوديه هناك..هو مش عارف إن وجوده خطر على حياته"، مستكملا تعليقه على تحرش الوزير فى مؤتمر بدت طبيعته فى حضور جماعته فوضوية "وده كان سؤال بالذمة لما الريس تنازل عن كل القضايا ضد الصحفيين وماحبسهومش؟!"

وداخل محيط النقابة استمرت فى المقابل "الولولة" التى تتوارثها مجالس جمعت مرارا "حنجورية" مناهضة النظام ومريدى سرادقات العزاء، قبل إهمالهم وتصدير ملفات قضاياهم إلى خارج مبنى "جنة" عبدالخالق ثروت، عادة لم ينج منها الراحل أبوضيف وقبله "نوال على" أشهر ضحايا أربعاء الاستفتاء الأسود فى 25 مايو 2005 .

نوال التى أهملت قضيتها نقابيا أعادتها جهود منظمات مدنية مصرية إلى نقطة الصفر بقرار من المحكمة الأفريقية قبل أسابيع، يرد على قرار النائب العام المصرى وقتئذ بحفظ التحقيقات بحجة "أن لا وجه لإقامة الدعوى لعدم معرفة الفاعل"، مما يؤكد وجود أزمة إدارة قانونية لقضايا الزملاء على المستوى النقابى، لكن الأخطر أن تكون وجهة النقابة خلال دورة المجلس الحالى نحو تصدير المواجهة القانونية للخارج، فتتلقى المنظمات ملف "أبوضيف" وكذا ملفات أزمات الزملاء مع مؤسساتهم.

التطور المثالى لأداء المجالس الفاشلة المتعاقبة هو "الهيصة والزمبليطة" مجددا على موقف وزير نظامى مع "ندى" الصحفية غير المتمتعة بمظلة جنة عبدالخالق ثروت، واستدعاء قضيتها صوريا إلى "سلالم" النقابة فى مظاهرات تدارى فشل المجلس فى حل أزمات أعضاء الجمعية العمومية، وإهماله المتعمد حل أزمات "ندى" وزميلاتها وزملائها غير النقابيين فى علاقاتهم بمؤسساتهم قبل نيلهم "عقود الرضا"، التى يصطدمون بعدها بكارثة إدارة النقابة بطريقة سكرتيرها العام ووكيلها الأول ومن يستنسخون أداءهما.

ولأننى عشت كـ"ندى" وغيرها سنوات طويلة قبل تسجيلى كلمة "صحفى" بخانة المهنة فى البطاقة الشخصية، عانيت خلالها الأمرين من ممارسات التعدى الفاضحة على حقوقى فى أجر عادل وتأمين اجتماعى تلاشى قبل 4 سنوات وسط تواطؤ مجلس النقابة مع ملاك صحيفتى المتعاقبين، وقيام رؤساء تحرير ومجالس إدارات من عينة المناضلين ضد حكم مبارك بنهب حقوقى لصالح السكرتارية والأرشيف وهتيفة الشوارع، أشعر بمرارة قد تلحق بالصحفية الشابة عقب تراجع التعاطف مع قضيتها وإهمال حقوقها "الحقيقية" كغيرها من الضحايا الذين سبقوها.

التحرش سيتكرر مع "ندى" وغيرها والقتل سيتكرر بحق آخرين بعد الشهيد الحسينى، والتشريد سيتزايد بحق ضحايا جدد فى "العالم اليوم، التحرير، نهضة مصر والدستور"، كما جرى مع أبناء "الشعب، آفاق عربية، الحقيقة، العربى، الأحرار، شباب مصر، الديار، الطريق والبديل" وغيرها، وسيرتفع عدد ضحايا المهنة من المحررين والمحررات الشباب، ولن يكون هناك دور فاعل لمجلس نقابة فى حمايتهم أو إنقاذهم.

سيمر عامان على مجلس متهم سكرتيره العام بتهديد الزميلة "أمل أيوب" بالضرب بالجزمة دون تحقيق، وسيطبع فى نهاية مدته كتاب بإنجازاته أشبه بكتاب "مرسى"، يضم "منحة" التضامن "بالتظاهر" مع الزميلة ندى فى واقعة التحرش اللفظى للوزير الإخوانجى، زميل وصديق أغلب أعضائه، دون إنجاز سوى الكيد له، ويظل الصحفيون ضحايا صراع "أكابر مهنتهم"، وتظل حقوقهم ضائعة تحت أقدام "البراغيت" الكبار.. فتلك سنتهم ومصيبتنا.

الجريدة الرسمية