سمير كمونة: رضا البلتاجي «ذبحني».. وسيناريو صالح سليم وراء انتقالي للأهلي

• فاروق جعفر أنصفني في واقعة "الإشارة الخارجة"
• احتفالية حسام حسن في حمام السباحة أغضبت "الجوهري"
• لم أنس رسالة جوزيه بعد مباراة ريـال مدريد
• هذه ذكرياتى مع هدف الرجاء والبطولة العربية.. و"الجنرال" حذرنا من فضيحة كأس القارات
• شاركنا في أمم أفريقيا 98 بحثا عن اللقب.. وحكاية المركز الـ13 "أي كلام"
• الطائرة الإثيوبية أصابتنا بالرعب وياسر ريان "كان مسخرة"
• كنت شاهد عيان على رحلة صعود هداف ألمانيا التاريخى
• هذه حكايتى مع هانى رمزى وبالاك في الغربة

سمير كمونة.. واحد من أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم المصرية.. استطاع مع فريق المقاولين العرب لفت أنظار الجميع إليه، لينضم لمنتخب مصر ومنه للنادي الأهلي وبعدها الاحتراف في أحد أقوى الدوريات العالمية "الدوري الألماني".
"فيتو" التقت "كمونة" وتحدثت معه حول العديد من الملفات والأمور، في مقدمها كواليس انتقاله للعب في صفوف النادي الأهلي، وتفاصيل مكالمة الكابتن صالح سليم التي أعادته للقلعة الحمراء مرة أخرى وسبب إيقافه الشهير وسر الهزيمة الثقيلة أمام السعودية بخماسية في كأس القارات.
"كمونة" تحدث أيضًا عن ذكرياته مع التتويج ببطولة أمم أفريقيا 98 في بوركينا فاسو بعد الفوز على جنوب أفريقيا في المباراة النهائية بثنائية أحمد حسن وطارق مصطفى، كما تطرق إلى ذكرياته خلال سنوات الاحتراف في الدوري الألمانى وهانى رمزى زميله في بلاد الألمان بجانب التطرق لأزمة إيقافه التاريخية بعد مباراة الأهلي وغزل المحلة وكيف أنصفته شهادة فاروق جعفر.. فإلى نص الحوار:
*بمناسبة شهر رمضان الذي انتهى منذ أسبوع دعنا نتحدث عن ذكرياتك معه؟
أتذكر أن الهولندي رود كرول المدير الفني الأسبق للمنتخب الوطني، طلب من لاعبي المنتخب الإفطار في بطولة أفريقيا 96 التي أقيمت في جنوب أفريقيا، خاصة وأننا كنا على موعد مع مباريات مهمة في تلك البطولة، التي خرجنا فيها من دوري الثمانية أمام المنتخب الزامبي بعد الخسارة 1-3، ووقت إحتلاافى في ألمانيا النهار كان طويلا هناك، وكان لاعبو كايزر سلاوترن الألماني يشفقون على بسبب طول فترة الصيام، والغريب أنهم كانوا يطالبونني بشرب المياه واستكمال الصيام بعدها، خاصة وأنه لم يكن لديهم معرفة بتقاليد الدين الإسلامي والصيام في شهر رمضان.

لنعود سنوات عدة إلى الوراء.. حدثنا عن بدايتك مع الساحرة المستديرة ؟
بدأت لعب كرة القدم في مركز شباب الشرابية، وأذكر أن شقيقى الأكبر أحمد كمونة اصطحبنى إلى نادي المقاولون العرب وخضت الاختبارات وتجاوزتها، لألتحق بعدها بقطاع الناشئين بالمقاولون، وللعلم كنت قبلها قد خضت اختبارات الناشئين في النادي الأهلي، ونجحت فيها وكان يشرف عليها وقتها الكابتن السايس رحمة الله عليه، ولكني خفت ولم أذهب مرة أخرى بسبب ابتعاد المكان عن بيتي، وفضل شقيقي اللعب في المقاولين ليكون بجواري واصطحابي للنادي يوميا برفقته.

ماذا حدث بعد ذلك؟
تدرجت بعدها بصفوف الناشئين بالمقاولون العرب، وكنا نخوض لقاء ودي أمام ناشئي الأهلي وشاهدني الكابتن محمد أبو العز المدير الفني لمنتخب الناشئين، وأعجب بي وكان برفقته الدكتور محمد على، المدرب المساعد للمنتخب، واتفقا على ضمي لصفوف المنتخب، وبالفعل استطعنا تحقيق بطولة أفريقيا للناشئين وصعدنا لكأس العالم بالبرتغال وكان معي كل من هادي خشبة ووليد صلاح الدين ونادر السيد وإبراهيم المصري والعديد من النجوم الآخرين.

وكيف تم تصعيدك للفريق الأول في المقاولون؟
بعد تحقيقنا بطولة أفريقيا للناشئين تم تصعيدي للفريق الأول بنادي المقاولون واستطعت من خلالها تحقيق الفوز ببطولتي كأس مصر وأفريقيا أبطال الكؤوس، وانضممت من خلال المقاولون للمنتخب الأول وكان يتولى تدريبه وقتها محسن صالح ليتابعني مسئولي الأهلي، وأتذكر وقتها أننى تلقيت عرضا من نادي الوحدة السعودي أنا وخالد الغندور، لاعب الزمالك، وكنت قد وقعت لهم وعندما علم مسئولا الأهلي بخبر احترافي تحدثا معي عن طريق عدلي القيعي الذي نجح في فسخ تعاقدي مع الوحدة السعودي بالتراضي ولأنتقل أنا ومعي زميلي بالفريق أحمد نخلة للقلعة الحمراء وكان انتقالي وقتها نظير مبلغ 150 ألف جنيه دفعها الأهلي لذئاب الجبل موسم 95 / 96 وعندما احترفت بألمانيا أدخلت خزينة الأهلي 5 ملايين جنيه.

من أول شخصية التقيت معها عندما التحقت بالنادي الأهلي ؟
كابتن صالح سليم حرص على الاجتماع بي فور توقيعي وأكد لي أننى لاعب كبير وأمتلك شخصية النادي الأهلي، وأنه يتوقع لي النجاح وأنني سأحترف بناد أوروبي كبير من خلال الأهلي، وأذكر أنه قال لى وقتها "إنت لاعب راجل".

هل تتذكر نصائح أخرى قدمها لك الراحل صالح سليم؟
طالبني بعدم الاعتراض في حالة عدم اللعب سريعا بصفوف الفريق، وطالبني بالصبر وهو ما تحقق خاصة أننى أخذت فترة حتى شاركت مع الفريق ونجحت بقوة بل احترفت بكايزرسلاوترن.

كيف كانت بدايتك مع النادي الأهلي؟
عند دخول الفريق لم أكن غريبا عليهم خاصة أن الفريق كان يضم مجموعة كبيرة من أصدقائي بالمنتخب مثل شوبير وحسام وإبراهيم ومحمد يوسف وهادي خشبة وياسر ريان فشعرت أننى في بيتي ولست غريبا عن الفريق، وانسجمت سريعا معهم، وما ساعدني على ذلك المؤازرة الجماهيرية الكبيرة لي عند انتقالي للفريق، وتألقت مع الفريق وحققت العديد من الألقاب كحصولي على جائزة أفضل لاعب في مصر موسم 98.

كم عدد البطولات التي حققتها أثناء انضمامك لصفوف النادي الأهلي؟
حققت مع الأهلي 11 بطولة مختلفة، منها 3 بطولات دوري وبطولتين لكأس مصر وأربع بطولات عربية وبطولة أفريقيا والسوبر الأفريقي وأحرزت مع الفريق 18 هدفا منها هدفي في مرمى الرجاء والذي منحنا البطولة العربية وقتها وكان في اللحظات الأخيرة، كما حققت مع المنتخب العسكري بطولة العالم ومع المنتخب الأول بطولة أمم أفريقيا 98.

صف لنا شعورك بعد هدفك القاتل في الرجاء ؟
هذا الهدف له قصة لا أنساها على الإطلاق، وهي السيناريو الذي وضعه أسامة عرابي للكرة حيث رفض أن أرفعها، وطالبني بالدخول لمنطقة الجزاء وقام بالنداء على أبو الدهب لرفعها وطلب مني محاولة إحراز هدف ومساعدة حسام حسن ومحمد يوسف وفيليكس، وبالفعل ما طلبه "عرابي" حدث وأحرزت الهدف، والطريف أن الكرة دخلت المرمى عن طريق كتفي حيث لمست رأسي وكتفي وذهبت في منطقة لا يتوقعها أحد فكانت الفرحة هيستيرية، حيث كنا مطالبين بالفوز لتحقيق البطولة وهو ما حدث حيث تم إحراز الهدف في الوقت الضائع، ولم أشعر بنفسي بعد الهدف حيث خلعت التيشيرت وتوجهت لمدرجات المصريين الموجودين بالمقصورة وقتها ورددت وقتها "البطولة البطولة أنا جبت البطولة".

هل لديك مواقف أخرى لا تنسى مع الأهلي ؟
هناك موقف لا أستطيع نسيانه على الإطلاق عند ذهابنا لمواجهة البن الإثيوبي في إثيوبيا وفي طريقنا لأديس أبابا تعرضت الطائره لمخاطر كبيرة وكانت مهددة بالسقوط وتعبيرات الجميع ودعائهم وقتها واستغفارهم ورعب ياسر ريان وقتها خاصة أنه من اللاعبين الذين يخافون من الطيران بطبعهم، وكان وقتها في حاله يرثى لها وبعد استقرار الأوضاع الجميع توجه للحمام من الرعب.

كيف كان انتقالك للدوري الألمانى ؟
بعد مشاركتى ببطولة أمم أفريقيا وكأس العالم للقارات بدأت عيون السماسره ترصدني وأحضر لي أحدهم عقدا للانتقال لفريق كايزرسلاوترن، وكان بطل الدوري وقتها وانتقلت لهم بالفعل وشاركت معهم في دوري الأبطال الأوروبي، وظهرت بشكل أكثر من رائع، وأذكر هنا أننى في بداية فترة الاحتراف كنت أواجه معاناة شديدة من الغربة، إلا أن وجود هاني رمزي ومايك بالاك نجم منتخب ألمانيا وكان في بدايته ساعدنا في الغربة و"هون عليا الغربة هناك".

هل تجمعك مواقف مع "بالاك"؟
نعم.. أتذكر أنه في أحد الأيام اصطحبنى إلى أحد الأماكن، وتحديدا على الحدود بين ألمانيا وفرنسا لحضور حفل، إلا أننا بعد وصولنا فوجئنا أنه ممنوع دخول العرب به وشرح لهم بالاك أننا لاعبون كبار بنادي كايزر سلاوترن وتعرف علينا أحد الألمان هناك وسمحوا لنا بالدخول وكسرنا القاعدة، ومن بعدها أصبحوا يوافقون على دخول العرب، وكان بالاك حريصا على الوجود معنا بصفة دائمة وكان من أقرب اللاعبين لنا حتى انتقل بعدها وأصبح أحد أهم هدافي ألمانيا وأوروبا.
ومن المواقف التي لا أنساها كذلك قصة صعود كلوزا هداف ألمانيا التاريخي، حيث كنا نخوض مرانا للفريق الأول في الملعب الرئيسي للتمرين، وكان الناشئون يتدربون في نفس التوقيت في ملعب مجاور لنا، وأصيب مهاجم الفريق أثناء التقسيمة وطلب المدير الفني أوتورهاجيل تصعيد لاعب وبالفعل رشحه مدربه بالناشئين لنا لينضم إلينا كلوزا وظهر بشكل قوي جدا وأحرز العديد من الأهداف لينال إعجاب أوتورهاجيل والذي أشركه في جزء من مباراة مع الفريق ليتألق ويحرز هدفا ويتمسك بالفرصة ليصبح كلوزا اللاعب صاحب الاسم الكبير الذي يعرفه الجميع وأصبح الهداف التاريخي لألمانيا بكأس العالم، وهذه القصة درس لكل الناشئين بمصر يتعلموا منها كيفية التمسك بالفرصة عندما تسنح لهم.

ماذا بعد ألمانيا وانتقالك لتركيا ؟
انتقلت لتركيا وشاركت مع فريق بورصا سبورت التركي وتألقت معهم، لكن اتصال الكابتن صالح سليم بي ومطالبتي بالعودة للنادي الأهلي الذي يحتاجني، جعلني أفضل العودة للقلعة الحمراء، وبالفعل عدت مرة أخرى للفريق موسم 2000 وحققت مع الفريق بطولتي كأس مصر مع ديكسي وفتحي مبروك، وكان الفريق يمر بمرحلة إحلال وتجديد حتى جاء لقاء المحلة الشهير والذي تسبب في إيقافي موسما كاملا.

ما حقيقة سعى مسئولي الزمالك لضمك إلى صفوف الفريق أثناء وجودك في ألمانيا ؟
بالفعل تحدث معي مسئولو الزمالك وحضر لي أتوفيستر في ألمانيا وطالبني باللعب للزمالك وشرح لي طريقة لعبه وأنه سيقوم ببنائها على لأشارك مع الفريق بصفة دائمة، وتحدث معي حلمي طولان إلا أننى رفضت وتمسكت بالأهلي، وبعد اتصال الكابتن صالح سليم بي عدت على الفور لمصر للانضمام للأهلي مرة أخرى لأن الفريق كما قلت كان في حاجة إلى وجودى بين صفوفه.

الجميع أجمع على عدم قيامك بأى فعل خارج.. فما كان سبب إيقافك موسما كاملا ؟
في هذه الواقعة قمت بعمل حركة للاحتفال تتم في كل أندية أوروبا وقام العديد من اللاعبين بعدي بفعلها، لكننى لم أقم بأي حركة بها خروج على النص أو إشارة خارجة كما أكد الثنائي رضا البلتاجي حكم اللقاء ونادر عبد المقصود مساعد الحكم وقتها، وأكدت في التحقيق معي ذلك، بل أكد وقتها فاروق جعفر، المدير الفني لنادي غزل المحلة، أننى لم أرتكب أي إشارة خارجة وطالبتهم بالاحتكام للفيديو، إلا أن كل هذا تم تجاهله، وأكدوا أن الحكم ومساعده كتبا في تقريرهما أنني ارتكبت فعلا خارجا وكانت هناك نية مبيتة لإيقافي، خاصة أن الأهلي وقتها كان يُحارب بقوة من قبل مسئولي الجبلاية لحسابات خاصة ولكن لم أتوقع أن يتم إيقافي سنة كاملة.

حدثنا عن تفاصيل الأيام التي تلت قرار إيقافك؟
تحدث معي مانويل جوزيه بعد مباراة ريـال مدريد التي أشركني في جزء منها، مؤكدا أننى لاعب كبير وأنه كان سيعتمد على بشكل كبير إلا أن الإيقاف سنة يحتم عليه عدم مشاركتي، وأنه غير طبيعي أن أشارك كل فترة في مباريات أفريقيا أو لقاءات ودية وأن هذا سيؤثر في مستواى دون شك واتفقنا على الاحتراف في السعودية، وعدت بعدها للأهلي ومن بعدها للاتحاد والمصري وبتروجت واعتزلت بعدها كرة القدم.

كيف حقق المنتخب بطولة أمم أفريقيا 98 خاصة في ظل تصريحات الجوهري بأننا سنحقق المركز الـ13؟
في هذه البطولة كنا جاهزين بقوة وحققنا بطولة ودية في كوريا وكان اللاعبين في "فورمة" عالية، وطالبنا "الجوهري" في العديد من المحاضرات بأن تصريحاته للإعلام فقط ولرفع الضغوط عنا، لكننا سنلعب من أجل الفوز بالبطولة فنحن نمتلك فريقا مميزا وفرصنا كبيرة، والسيناريو الذي وضعه الجوهري للبطولة تحقق بالفعل.
وأتذكر أنه أثناء البطولة كان عيد ميلاد حسام حسن، واتفقنا أننا بعد الإفطار سنقوم بحمل حسام حسن وإلقائه في حمام السباحة احتفالا به وبالفعل نفذنا ما اتفقنا عليه ولكننا سقطنا معه بالحمام وأصبنا بالبرد وكنا مهددين في إحدى المباريات بالغياب، وهو ما أغضب الكابتن الجوهري.

بم تفسر ما حدث في لقاء السعودية ببطولة العالم للقارات 99؟
خلال هذه البطولة قدمنا مستوى مميزا أمام بوليفيا والمكسيك، وتعادلنا معهم وكان الجميع يتوقع أننا سنفوز على السعودية، إلا أن الحكم في هذا اللقاء كان متربصا بنا وفي أول 25 دقيقة قرر طرد عبد الستار صبري وحازم إمام، أحد أهم اللاعبين في الفرقة، وتم طردى في الدقيقة 74 وللعلم حذرنا الكابتن الجوهري من حكم اللقاء قبلها وما حذرنا منه تم ولو أعيدت هذه المباراة مليون مرة لن تخرج بهذا السيناريو.

كم هدفا أحرزت خلال مسيرتك الكروية ؟
أحرزت 35 هدفا مع المقاولون والأهلي وكايزرسلاوترن ومنتخب مصر.

تعجب البعض من تركك التدريب بالدوري والعوده لقطاع الناشئين في النادي الأهلي.. ما الأسباب التي دفعتك لاتخاذ هذا القرار؟
أنا عاشق للنادي الأهلي، وهو صاحب الفضل عليّ فيما وصلت له وعندما احتاجني وكان هناك مخطط لقطاع الناشئين واجتمع بي المهندس محمود طاهر ووضع لي هذا التصور وافقت ولبيت نداء النادي، خاصة أننى أحد أبنائه وأتشرف بخدمته في أي مكان، واحترامًا مني لشخص المهندس محمود طاهر الذي له مكانة في قلبي كبيرة منذ أن كان عضوا بالمجلس أثناء لعبي للفريق وزادت بعد ثقته الكبيرة في.

هل تلقيت عروضا للعودة للدوري الممتاز مرة أخرى ؟
بالفعل تلقيت العديد من العروض أحدها لفريق بالدوري وفريق آخر صاعد حديثا، وتلقيت عرضا من ناد في الدرجة الثانية وينافس على الصعود لكننى لم أحسم أمرى بعد.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"