رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة إماراتية: تضاعف أعداد فقراء جنوب الصحراء الأفريقية يثير الهلع

فقراء جنوب الصحراء
فقراء جنوب الصحراء الأفريقية - صورة أرشيفية

أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية، اليوم الجمعة، إلى أن البنك الدولى يؤكد أن عدد الفقراء فى جنوب الصحراء الأفريقية تضاعف أكثر من ثلاث مرات خلال العقود الثلاثة الماضية وهى حالة مثيرة للهلع لأن ذلك يعنى أن 440 مليونا من الأشخاص فى حالة من الفقر المدقع.


وقالت تحت عنوان "المشكلة الحقيقة" : إذا أضفنا إلى هذا الحجم الضخم فقراء القارات الأخرى وبالذات في آسيا وأمريكا الجنوبية فهذا يعني أن مئات الملايين من البشر يتقلبون في نار الفقر، مشيرة إلى أن العالم ينتج العنف والعالم ينتج تجارة المخدرات والعالم ينتج تجارة البشر والعالم ينتج كل أنواع الموبقات لأنه ينتج بالدرجة الأولى الفقر.

وأوضحت الصحيفة أن أرض الفقر خصبة لإنتاج كل ما سبق والعلاقة بين الفقر وكل هذه القبائح علاقة مطردة كما تشير إلى ذلك كثير من الدراسات فالصورة المرَضية واضحة لكن العلاج يذهب في اتجاهات أخرى والقارة الأفريقية ليست فقيرة بمواردها بل إن وفرة مصادرها الطبيعية كما يبدو أسهمت في فقرها فقد تكالبت على هذه المصادر الأمم القوية فجرفت ثروتها وما زالت ولم تمكنها من الاستفادة من خيراتها وهي اليوم كما في الماضي تتنافس على استغلال الثروات الإفريقية من دون اهتمام بأهلها لأن هذه الخيرات متقاسَمة بين شركات عالمية ضخمة ونخبة فاسدة في كثير من البلدان الأفريقية .

وأضافت الصحيفة "يبدو من سياسات البلدان القوية وبالذات الغربية أنه أسهل وربما أنسب لحكوماتها أن تضع الموازنات الضخمة لمكافحة العنف وتجارة المخدرات والبشر وغيرها من أن توجهها لتطوير البلدان الفقيرة وتحديثها والنظرة الانطباعية تخبرنا أنه كلما تزايد الفقر في العالم تزايدت الآفات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتفشت في المعمورة".

وتساءلت الصحيفة - في الختام - هل هذا التوجه الخاطيء من البلدان هو قِصر نظر أم مصلحة لها؟ أي هل يا ترى أن محاربة الآفات مناسبة اقتصاديا وسياسيا لهذه الحكومات؟ البعض يظن أنها كذلك لأنها تمكن البلدان القوية من أن تتخذها أعذارا للمضي في هيمنتها على العالم وهذا البعض يرى أن الشركات الكبرى ترى خطرا في تطور البلدان الافريقية لأن من نتائجه أنها قد تنتبه إلى حجم الاستغلال الذي تتعرض له وبالتالي تعمل على أن تقوم هي نفسها بالاستفادة من مواردها.. الحل سهل إذا انصرف الكبار المستغلون إلى محاربة جرثومة الآفات كلها.
الجريدة الرسمية