رئيس التحرير
عصام كامل

نداء إلى الرئيس


في واحدة من مراحل التاريخ الحساسة لا بد وأن يكون لنا وقفة مع النفس.. وقفة نتأمل فيها ماذا صنعنا وماذا قدمنا لمصرنا التي تحبها ونحبها جميعا المختلفون معك والمؤيدون لك؟ ومتابعة جيدة يا سيادة الرئيس لما حدث وما يحدث يفرض علينا أن نكون صرحاء مع أنفسنا ومعك ومع الوطن الذي نحيا به ومن أجله.. مراجعة بسيطة لصور التقطتها كاميرات الواقع في لحظات انتصار حقيقية على الحكم الفاشى تؤكد لك أن شيئا ما يحدث مغاير لما كنا وكنت تحلم به.

في هذا الوقت العصيب تحاول قوى الشر أن تنال من وحدتنا ونحن على يقين أنه لا انتصار دون وحدة الصف ولا خروج من أزمتنا إلا بوحدة الصف ولا تقدم دون أن نكون جميعا في سفينة تديرها ونحن معك شركاء لا متربصين ولا شامتين.. سفينة الكل فيها واحد.. سفينة تعبر البحار وتقفز فوق الأمواج وتصل إلى بر الأمان.. مراجعة يسيرة يا سيادة الرئيس تؤكد لك أن من عارضوك إنما عارضوك لأنهم جزء من تجربتك التي يجب أن تنجح ولا بد وأن تنجح بك وبهم وبكل وطني غيور والحمد لله أن كانت ثورتنا الثانية ثورة فرز ولم تكن ثورة مراهقة عابرة.

سيادة الرئيس:
إن دعوة للحوار الوطنى تقودها بنفسك من شأنها أن تجمعنا في مواجهة أعداء الثورة وأعداء الوطن.. دعوة تجالس فيها من قال لك لا ومن يردد نعم إنما هي فرصة ذهبية لمواجهة شق الصف وتسلل قوى الشر إلى وحدتنا.. حوار نتصارح فيه أحزاب ونقابات وأفراد.. كتاب وعمال وفلاحون.. مؤسسات مجتمع مدنى ونخبة وشباب.. حوار يجمعنا على كلمة واحدة.. حوار نحدد فيه أولوياتنا وأهدافنا متشاركين لا متصارعين.. مجتمعين لا متشرذمين.. حوار بين الرجل الذي اخترناه واتفقنا معه أو اختلفنا فالأمر جد خطير.

بهدوء العقلاء وتكاتف الخبراء وتعانق الفرقاء نجتمع ونناقش.. نتفق ونختلف.. مؤتمر وطنى نجتمع فيه على كلمة سواء في مواجهة خارطة جديدة ترسم ملامحها في عالم لا يعترف بالضعفاء وأنت قوى بنا ونحن أقوياء بك وبوحدتنا.. خارطة ستنال قريبا من أمتنا العربية التي لن يكون لها إلا نحن.. خارطة ستنهش أمتنا وليس في أمتنا جيش إلا وحدتنا.. أمة تتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة إلى القصعة.. أمة ليس لها إلا جيش مصر ووحدة مصر وقوة مصر وساعتها سنكون صفا واحدا نقاتل من أجل مسئولياتنا التاريخية.

سيادة الرئيس:
الحوار لغة الأقوياء والخلاف نهج الأقوياء والتنافس من أجل الوطن مشروع ومصر وطن يستحق منا أن نجتمع عليه مهما تباينت وجهات نظرنا.. الحوار ظاهرة صحية تقوى الأوطان لا تضعفها، تنهض بالبنيان ولا تقوضه.. ترسم ملامح الصمود ولا تنال منه.. ترسى قواعد المواجهة وتعلى من شأن الشعب وتلزمه مسئولياته الوطنية وتضعنا جميعا أمام مهام تاريخية نحن أحوج إليها الآن.

سيادة الرئيس:
ليكن عامك الرابع هو عام الحوار بين أطياف المجتمع لنبدأ مرحلة جديدة من المشاركة الفاعلة نكون فيها جميعا متكاتفين في مواجهة القادم فالقادم أسوأ فلم يعد حصار مصر أمرا سريا يشارك فيه الأصدقاء قبل الأعداء.. حصار نراه كما نرى الشمس تتوسط السماء.. حصار في الماء والغذاء.. حصار في الماضى والحاضر والمستقبل.. حصار يغرس مخالبه في عنق الوطن.. حصار تمارسه عواصم أفريقية وعربية وأوروبية.. حصار لن تجدى معه إلا وحدة الصف والإيمان بقدراتنا منفردة.. وإرادتنا المجتمعة وحدها كفيلة بمواجهته والانتصار عليه.
الجريدة الرسمية