رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. محمد جمال بورسعيدي تحدى استيراد «القمصان التركي»: نقدر نصنع الأجنبي بأعلى جودة.. السوريون يسيطرون على التصنيع بجسر السويس.. أحتاج دعم الدولة لإنشاء ورشة دون تعقيدات

فيتو

«صنع في مصر».. ثلاث كلمات شكلت شعارًا طالما حلمت الدولة والمصريون بتحقيقه، لكن يبدو أن شابًا قرر ترجمة الشعار عمليًا على أرض الواقع، فقرر صناعة موديلات الملابس التركي بدلا من استيرادها لمحاربة الغلاء وتوفير منتجات وطنية ذات قيمة وجودة عالية.


نقلة قوية
قرر محمد جمال، ابن محافظة بورسعيد، ذو الــــ32 عاما، والحاصل على بكالوريوس تجارة، أن ينقل حياته نقلة نوعية، من مجرد مستورد للملابس الرجالي التركي، إلى صانع لتلك الملابس بنفس موديلات الأجنبي، لينتج " شميزات" مصرية تضاهي الأجنبي وتتفوق عليها، وذلك لمحاربة ارتفاع سعر الدولار.

موهبة نادرة
فعندما تنظر إلى "جمال" تجده شابا هادئ الطباع، ولكن كل حواسه منصبه في وضع اللمسات الأخيرة في "الشيمزات الرجالي" مصرية الصنع ووضعها على الرفوف الخاصة بها، والتي يبدو من مظهرها الخارجي بأنها تشبه أكبر الماركات العالمية، مما يجعلك تشك في مصدر صناعتها.

السفر إلى تركيا
«مصر فيها كفاءات أقوى من الأجانب محتاجين بس الدعم» هكذا بدأ " محمد جمال" مصمم وصانع "الشميزات الرجالي" المصرية حواره لـ «فيتو».

وتابع: "كنت منذ أكثر من 5 سنوات أسافر إلى تركيا، وأستورد الملابس الرجالي من هناك وأبيعها في بورسعيد ومحافظات أخرى، وفي الفترة الأخيرة كنت أعاني من التصاريح الأمنية للسفر لتركيا للاستيراد بشكل دائم، وازدادت المشكلات عندما ارتفع سعر الدولار وتم تحرير سعر الصرف، مما جعل أسعار "الشميزات الرجال التركي" باهظة.

الانتقال للتصنيع
وأضاف: "من سنة تقريبا بعد ارتفاع سعر الدولار فكرت في تصنيع القمصان الرجالي بنفس التصميم الأجنبي ولكن بأيد وخامات مصرية داخل مصر، لمحاربة ارتفاع الأسعار وتكاليف الشحن، وبعد بحث الأمر تأكدت أننا ممكن نصنع المنتج الأجنبي بإمكانياتنا الضعيفة وبكفاءة أقوى عن جودة الأجنبي".

طريق النجاح
ويقول جمال "رغم إحباط كثيرين لي أحضرت الخامات، كنت على دراية بمراحل التصنيع وسلمت التصميم والخامات لإحدى الورش لتضع اللمسات الأخيرة بأقل التكاليف. 

وعن أسعار تلك القمصان قال جمال: "سعرها أقل من نصف ثمن القميص الأجنبي".

السوريون مكتسحون
واستطرد: "منطقة جسر السويس في مدخل القاهرة، كلها ورش لا حصر لها يعمل فيها "السوريون" وهي خاصة لتغليف الشميزات ووضع عليها الإكسسوارات وليس بها، للأسف، مصري واحد "فمجال تصنيع الشميزات بمصر في الورش مسيطر عليه السوريون، لذا نحتاج إلى تشجيع المصريين أكثر للدخول لذلك المجال".

دعم الدولة
ولفت "جمال" إلى أن البورسعيدية يقبلون على شراء "القمصان الرجالي" المصري من كل الأعمار بعدما لمسوا جودتها ومضاهاتها للأجنبي.

واختتم: "كل أحلامي من الدولة أنا وأمثالي، ورشة صغيرة نصنع فيها بدون مشكلات في التراخيص والإجراءات، محتاجين بس الدولة تشجعنا، وعندنا كفاءات وأيد عاملة تقدر تخلينا نصنع أحسن من الموديلات الأجنبية ونصدرها بره كمان".
الجريدة الرسمية