رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور والفيديو ..فيتو ترصد كرامات "الشيخة صباح" فى مقام طنطا..ألاف المريدين يتوافدون على المسجد لنيل بركة "العارفة بالله" .. و الخادم: اختفت يوم زفافها ووجدها والدها فى جسم نورانى بالمنزل

فيتو

على بعد 92 كيلو مترًا من العاصمة..وتحديدًا فى شارع البحر بمدينة طنطا محافظة الغربية، يقع مسجد الشيخة "صباح" التى يعتبرها أهالى المنطقة أحد أوليا الله الصالحين، يتبركون بها ويلجأون إليها عند الحاجة.. "فيتو" اتجهت بعدستها إلى مقام "ست الحبايب نور الصباح" كما يلقبها أهل البلدة، للتعرف على قصتها وكرامتها التى تروى وتحكى على مر أعوام -من وجهة نظر المريدين-، وكان اللقاء مع الشيخ "الصادق المندوة" خادم المسجد الذى اصطحبنا فى جولة حول المقام..


يروى الخادم السيرة الذاتية للشيخة المبروكة، قائلا إنها بدر الصباح بنت محمد بن علي بن محمد الغباري ولدت عام 1248 هجرية 1832 ميلادية، وتربت في جو صوفي حتي فتح الله عليها ونور قلبها وذاع صيتها وعاشت عذراء لنحو ثمانين عاما قضتها في أعمال البر ومساعدة المحتاجين ومعالجة العقماء والمصروعين وإيواء الفقراء والمساكين.

ولدت بدر بقرية ميت السودان بمحافظة الدقهلية، كان والدها الشيخ محمد الغباري له ثلاثة ذكور حسن وأحمد وعلي وابنه وحيدة هي بدر الصباح التي اشتهرت بعدها بنور الصباح وكانت تشترك في إحياء هذه الندوات وما يتلي من الذكر الحكيم والإنشاد .. وكانت تحب السيد البدوي حبًا شديدًا وكانت تتردد علي آل البيت.

يتابع الخادم: تقدم لخطبتها شاب من أهل القرية، وافق الوالد ولكنها قالت لأمها: "احنا ناس بتوع ربنا وبتوع أهل البيت قولي لوالدي خلي الطابق مستور"، إلا أن الأم رفضت إبلاغ الأب.

تمت إجراءات الزواج دون رضاها وزفت إلي بيت العريس وأغلقوا عليها الباب لتنتظر عريسها، وعند دخول أهله الغرفة لم يجدوا أحدًا، وظل الجميع يبحث عنها فيما جلس الأب حزينا واستنكر أن تهرب ابنته التي اشتهرت بالصلاح وذهب إلي المنزل ودخل المضيفة فوجد امرأة ترتدي ثوبًا أسود فصاح من أنت؟

أجابت صباح " ألم تقل لك أمي احنا ناس بتوع ربنا لا تفش السر وخلي الطريق مستور، نظر إليها بإمعان وتدبر وبعد صمت طويل قال لها ..هل أنت هكذا؟؟ قالت "نعم، وتوكل علي الله"، من هنا ذاع صيت نور الصباح.

تحدث الخادم عن أعمالها واصفًا إياها بـ"العارفة بالله صباح"، أنها أنشأت ثلاث تكايا واحدة في قرية ميت السودان، والثانية في طنطا بالغربية، والثالثة في مركز دسوق بكفر الشيخ، واتخذت السيدة صباح تكية طنطا دارا لإقامتها نظرًا لحبها الشديد للسيد البدوي لذا قررت أن تقيم بجواره ..وكانت تكاياها معدة لاستقبال الزائرين وإيواء الفقراء والمساكين والمحتاجين والضعفاء والمرضى والمصروعين. مع تقديم الطعام للوافدين عليها.

كما كانت تحيي الليالي بالذكر وتلاوة القرآن ولم تكن السيدة لها صيغة دعاء معروفة أو أوراد مشهورة، وإنما إلهامات يجريها الله علي لسانها -على حد قوله-، فتستجاب بها الدعوات وما من شك أنه كان لها أسماء مختارة من أسماء الله الحسني تذكر بها الله في خلوتها علي مسابحها العديدة وعقب صلواتها.

يقول الخادم: كانت السيدة تحيي ليلة الجمعه وتوزع في هذه الليلة صدقات كثيرة ..وكانت تحتفل بمولد النبي عليه الصلاة والسلام وموالد الأولياء وتحتفل بشهر رمضان والعيدين ففي عيد الفطر كانت توزع الصدقات وفي عيد الأضحي كانت تضحي بأربعين خروفًا واليوم التاني والتالت تذبح عشرين خروفًا، وفي ذكر كراماتها الكثير والكثير.

توفيت بدر يوم الاثنين 10 جمادي الآخرة سنة 1327 هجرية 1909 ميلادية، ودفنت بضريحها في اليوم التالي، ومازالت تكيتها باقية علي حالها حتي الآن ..شاهدة علي اعمالها الخيرية.

التقت "فيتو" أحد زائرات الشيخة بالمسجد وهى راوية شبل مواليد مدينة طنطا وتعيش في القاهرة، تحكي "شبل" قصتها مع الشيخة: كنت قد اتممت 35 عامًا ولم ألحق بقطار الزواج، وفي أحد الأيام أتت لى جدتي المتوفية في المنام تقول لى "روحى للشيخة صباح وصلى هناك وولعى شمع"، وأخبرت أمى وبالفعل ذهبت لمقام الشيخة بدر الصباح، فإذا بأحد زملائى فى العمل يتقدم لخطبتى بعد 3 أشهر من الزيارة، وعند زواجى منه حرصت كل عام على الذهاب في نفس الموعد لأوفى بالعهد.
الجريدة الرسمية