ماذا أرادت دراما رمضان بعقول المصريين؟!
ماذا أرادت دراما رمضان هذا العام بعقول المصريين؟!.. ولماذا غابت الدراما التاريخية الصادقة عنها؟.. هل صارت الدراما بيزنسًا هادفًا للربح ولا شيء سواه على حساب المضامين والرسالة؟.. أين تلك المسلسلات من تجديد الفكر الديني لإنقاذنا من براثن التطرف والإرهاب الذي يبدأ فكرة ضالة سرعان ما تتحول إلى أحزمة ناسفة ومتفجرات وأسلحة تحصد رقاب المصريين دون عقل ولا رشد؟.. لماذا لم تبتعث الدراما نماذج تاريخية مضيئة تنعش ذاكرة الأمة بالأمجاد والعزة القومية وتنفض التراب عن ذاكرة طمسها الفساد والإرهاب والتواكل والسلبية والأنانية والاستهلاك النهم والإسراف والتبذير والتفاخر بالمظاهر على حساب قيم التواضع والاعتدال والوسطية والعمل.
ما كل هذا الكم الهائل من المسلسلات.. كيف يجد المشاهد وقتًا لمتابعته في وقت واحد.. وهل يمكن أن نحسن الظن في صناع هذا القبح؟.. وما هو الهدم إذا لم يكن ما يفعلونه نسفًا لقيم المجتمع ومقومات بقائه ونهوضه.. كيف يمكن أن نقبل بمشاهد الخيانة والطلاق ونهش الأعراض والإدمان والعنف وتزويج لغة هابطة مفعمة بالشتائم.
المحزن حقًا أننا لا نجد مسلسلًا واحدًا يحكي قصة الإرهاب ويتتبع جذوره وروافده ليكشف أسبابه الحقيقية، ويضع روشتة فكرية وعلمية لعلاجه واستئصاله من جذوره بالحجة والبيان والمنطق والأسانيد الفقهية الدامغة.
والله.. خسارة وألف خسارة على دراما هذا الزمان فمتى تعود دراما الزمن الجميل؟