رئيس التحرير
عصام كامل

كعك العيد من «أم أحمد» نكهة بطعم الكفاح..«تقرير مصور»

فيتو

"فرحة العيد مش بس عيدية ولبس جديد.. دي لمة، فرحة وظيطة.. عمايل كحك بوصفة تيتة" فالاحتفالات المصرية على مدار العام ترتبط ارتباطًا وثيقا بالمأكولات، وهذه عادة فاطمية لاقت رواجًا واسعًا إبان حكم الفاطميين وما بعده، والمأكولات التي ارتبطت بالمناسبات ارتبط بها أيضا طقوسٌ خاصة، فبهجة العيد اعتمدت على الكعك وبدوره اعتمد الكعك على "لمة العيلة".


يا كحك العيد يا بسكويت من طرف vetogate2014
واختلفت الأجيال وماتت "تيتة" في بعض البيوت المصرية، وظهر جيل "يستسهل الأكل المغلف ويعتمد على كل ماهو جاهز، وأصبح العيد بعدما كان "بوصفة تيتة" أصبح بوصفات الماركات المختلفة وخبيز الأفران الجاهزة.















ومع سرعة إيقاع الحياة وبين هذا وذاك هناك "من يُصِر على بهجة كعك العيد في المنزل، ومن يستسهل ليشتريه جاهزًا- توجد حالة وسط، تحب نكهة الوصفات المنزلية ومع ذلك لا تستطيع أن تصنع كعك العيد في المنزل، وهؤلاء هم زبائن "أم أحمد".











"أنا بقالي 15 سنة أرملة وعملت أكل في البيت يعني شيف بس شيف في أكل البيت" بهذه الكلمات وصفت "أم أحمد" قصة كفاحها مع الحياة، فهي أم لثلاثة شباب في العشرينات من عمرهم، عكفت على تربيتهم بما تصنع يديها من مأكولات.











 فبجانب اعدادها "الأكل البيتي" وبيعه طوال العام، يأتي "موسم كعك العيد" لتبدأ أم أحمد بعمل الكعك والبسكويت والمخبوزات العيدية والتي تجد لها زبائنها الذين يؤثرون نكهة صنع البيت، ولكن أعباء الحياة تحول بينهم وبين ما يُفضلون.

 







"نقشات زمان" ووصفات البيت المصري للكعك الأصيل تجعل مخبوزات "ام أحمد" مميزة وبها بجانب نكهة البيت ودفء الأسرة نكهة كفاحٍ استمر لأكثر من عشرين عامًا، ورائحة الكعك الشهي التي تُميز العيد، فحتمًا الكعك البيتي له رائحة تجعلك لا إراديًا تبتسم مُتذكرًا أيام اللمة وبهجة الكعك والالتفاف حول "صيجان" الكعك.




كل حركة من حركات يديها بها بركة، تأنيها في لمسة كل قطعة عجين والحفاظ عليها كأنها فنانة تنحت قطعته الفنية المميزة، روحها وبثها البهجة في الكعك بالطبع سيعطيه طعم آخر غير ذاك الذي يُعجن ويُقطع ويُخبز على عجل، فتلك النار التي تشعلها تحت الكعك إنما هي قبسٌ من كفاح أم، وتلك الوصفات التي تُحيك بها مخبوزاتها ما هي إلا نكهات "شيف" ضل طريقه ليكون بيته هو المطبخ الكبير لأسر وعائلات شتى.










ومع كل هذا المجهود، وبتلك البركة الموجودة في المكان، تبيع "أم أحمد" كعكها بأسعار في متناول يد الجميع، فبينما الكعك في المحال والمخابز يصل أحيانًا إلى 80 أو 100 جنيه، تبيعه هي ومعه قبسٌ من بركة ونكهة من زمنٍ فات، وفقط بأربعين جنيهًا، والبسكويت بثلاثين جنيهًا و"البتي فور" بثلاثين جنيهًا، فبهذه الأسعار تبيع أم أحمد مُنتجاتها ومخبوزاتها بأقل الأسعار، فعندما تشتري كعك أم أحمد، فأنت تشتري بهجة وفرحة ولمة من قلب تلك الأرملة المكافحة. 
الجريدة الرسمية