كاتبة أمريكية: محمد بن سلمان يصبح شخصية تاريخية حال نجاح خططه
ذكرت الكاتبة الأمريكية "فريدا جيتس"، اليوم الخميس، أن قرار تعيين الأمير السعودي محمد بن سلمان وليًّا للعهد لم يكن من الصعب التنبؤ به، إلا أنه يمثل معلمًا رئيسيًّا في تاريخ المملكة.
وتابعت، في مقال لها نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن هذا القرار أيضًا يحمل آثارًا بعيدة المدى على الشرق الأوسط المضطرب وباقي العالم.
وأبرزت الكاتبة قيادة محمد بن سلمان - الذي سيحتفظ بمنصبه وزيرًا للدفاع ويصبح أيضًا نائب رئيس الوزراء الجديد - برنامجًا طموحًا وجريئًا للإصلاحات، فضلا عن سعيه إلى تغيير دولته، داخليًا وخارجيًا على حد سواء، ليستبدل تقليدًا قديمًا من التغيير الاجتماعي والاقتصادي البطيء والدبلوماسية الهادئة، بمجموعة من خطط الإصلاح والسياسة الخارجية الحازمة، التي أثارت مشاعر متضاربة في الداخل والخارج.
والآن بعد أن أصبح محمد بن سلمان رسميًّا الرجل الذي سيصبح الملك القادم، ستكتسب خططه نشاطًا أكبر، كما أن تحركاته خارج حدود المملكة العربية السعودية، وخاصة فيما يتعلق بعدو السعودية التقليدي، إيران، من المرجح أن تزداد حزمًا أيضًا.
ونوهت الكاتبة بأنه كانت هناك دولة في حاجة إلى التحديث، فهي المملكة العربية السعودية، مضيفةً أن الأمير ملتزم التزامًا عميقًا بتحقيق إصلاحات كبرى تؤتي ثمارها، فهو يجسد الديناميكية وجرأة الشباب والرؤى المستقبلية، لكن التغييرات بعيدة المدى التي يجلبها للمملكة المحافظة والمنطقة تحمل مخاطر دون ضمانات للنجاح.
وفي منطقة تسودها حالة من عدم الاستقرار، تضيف تلك التغييرات المحتملة عناصر أخرى من عدم اليقين.
ونصحت الكاتبة ولي العهد الجديد أن يراقب عن كثب منتقديه، فالتغيرات الاجتماعية تحدث بالفعل، وشباب الدولة، على وجه الخصوص، متحمس للمزيد من الاحتمالات.
ولفتت جيتس إلى عدم خوف محمد بن سلمان من المخاطر فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، إذ تستمر الحرب في اليمن دون نهاية محتملة في الأفق، رغم الانتقادات الشديدة من جماعات حقوق الإنسان.
وهناك دلائل على أن العلاقات مع إيران ستزداد سوءًا، إذ في مقابلة تليفزيونية الشهر الماضي، قال إن الحوار مع إيران لن يكون له معنى، موضحًا أن النظام الشيعي في إيران يسعى للسيطرة على العالم الإسلامي، ويرى السعودية "هدفًا رئيسيًّا" له، وأضاف: "لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية."
ورأت جيتس أن الأمير محمد بن سلمان يحاول تجاوز الإستراتيجية الدفاعية السعودية التقليدية المتمثلة في الاعتماد على الولايات المتحدة للحماية، بانتهاج سياسة عسكرية ودبلوماسية قوية.
ومع ذلك، فهو يرى أن إدارة الولايات المتحدة ودونالد ترامب هما الحليف الأكثر أهمية. وزار محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي في واشنطن في مارس الماضي، واضعًا حجر أساس اختيار ترامب للمملكة العربية السعودية لتكون أولى محطات جولته الخارجية الأولى. ورغم بعض الارتباك حول سياسة ترامب الخارجية، فإن العلاقات بين واشنطن والرياض تبدو قوية.
وفي النهاية، ذكرت الكاتبة الأمريكية أن الأمير محمد بن سلمان حصل على انتصار شخصي كبير عبر الاقتراب خطوة إضافية من العرش. لكنه يواجه تحديات هائلة. ولا تزال أسعار النفط منخفضة، مما يضغط على الاقتصاد السعودي، وإذا نجحت خططه متعددة الجوانب، سيصبح شخصية تاريخية وتحويلية، وإذا فشلت، فإن العواقب يمكن أن تهز الشرق الأوسط وباقي العالم.