رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أثريون يرصدون تعامد الشمس على معبد إدفو في أسوان

فيتو

نجح فريق من الباحثين المصريين، في رصد ظاهرة فلكية جديدة بمعبد إدفو الأثري في محافظة أسوان، حيث أنارت اليوم الأربعاء أشعة شمس الظهيرة قدس أقداس معبد أدفو، وسقطت ثلاثة أعمدة من الضوء بشكل عمودي من الفتحات الصغيرة الموجودة بسقف قدس الأقداس لتنير القمة الهرمية للناووس الذي كان يحتوي على تمثال المعبود "حورس" الذي شيد معبد أدفو لعبادته، والسطح العلوى للمذبح المقدس المخصص لتقديم القرابين للمعبود والسقفية العلوية لمقصورة القارب المقدس المخصص للمعبود "حورس".


ومن ناحيته قال الدكتور أحمد عوض، رئيس الفريق البحثى المصرى، الذي يتولى رصد أربعة عشر ظاهرة فلكية في المعابد المصرية القديمة إن العناصر المعمارية الثلاث تمثل المكونات الرئيسية داخل قدس الأقداس حيث يعد قدس أقداس معبد "أدفو" هو قدس الأقداس الوحيد دون سائر المعابد المصرية القديمة الذي تم تشييد ثلاث فتحات مربعة صغيرة في سقفه حتى يتم توغل الضوء منها إلى داخله بشكل عمودي مرة واحدة في العام في اليوم الموافق 21 يونيو وهو يوم الانقلاب الصيفي.

أضاف أن موعد ذلك الحدث الفلكى يأتى مع موعد أعياد المعبود "حورس" حيث تتعامد أشعة شمس الظهيرة التي تمثل المعبود "رع حور آختي" وما يمثله ضوء أشعتها من تجسيد لقوى الحياة والفتوى المقترنة بطبيعة الحال بالمعبود "حورس" على المكونات المعمارية الرئيسية داخل قدس الأقداس لتصبغ قوى الحياة الفتية على صورة المعبود الموجودة داخلها، مشيرًا إلى أن الفريق الآثرى يضم رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، أيمن ابوزيد، والباحث في شئون علوم المصريات، الطيب عبدالله.

وقال أيمن أبوزيد إن ظاهرة تعامد الشمس على المعابد المصرية القديمة لا تقتصر على وقت الشروق فقط وإنما تقترن بثلاث مواقيت قدس فيها المصري القديم أطوار الشمس دون غيرها، فقد قدس المصري القديم طور شروق الشمس باعتبارها تجسيد طور ولادة معبود الشمس (رع) في صورته (خبري).

وأضاف الطيب عبد الله، إن تعامد الشمس وقت الشروق على معبد الكرنك بنفس المغزى الديني ولكن بتعبير فلكى معماري مختلف عن معبد أبو سمبل، فأشعة الشمس تتعامد على المحور الرئيسي للمعبد متجهة من مقصورة قدس أقداسه إلى البوابة الرئيسية بين صرحي المعبد الخارجيين، وهو ما يعنى بدوره عن الوظيفة اللاهوتية للمعبد بوصفه البرزخ السماوى الذي يشرق معبود الشمس منه ليعطي الحياة لعالم البشر.
الجريدة الرسمية