رئيس التحرير
عصام كامل

معول هدم.. وطبيب النساء.. وسعد!


بدلًا من أن يكون الإعلام رأس الحربة في معركة الوعي والتنوير، وجدناه معول هدم للعقول وتغييب للوعي ببرامج ومسلسلات الإسفاف والانحطاط.. فهل وجدناه يفرد الصفحات وساعات البث في الشاشات لشرح ما تمر به المنطقة من مخاطر وتحولات دراماتيكية، وأين هو من معركة البناء والبقاء.. أليس من العجيب أن نجد طبيب نساء يكتب في صحيفة خاصة بعد أن كان رئيسًا لأحد الأحزاب الكرتونية، يتفرغ للتحريض وتصدير الإحباط دون أن يقدم أي حلول لمشكلات وطنه، ولم يُضبط يومًا متبرعًا لصندوق تحيا مصر أو لغيره من مشروعات البر والخير، ليقدم من نفسه قدوة قبل أن يوجه النقد للآخرين..


وهذا أيضًا "سعد الدين إبراهيم" الذي ارتبط اسمه بمركز ابن خلدون يستغل تصريحات الرئيس السيسي في دمياط منذ أيام عندما قال: "لن نكون رجالًا إذا سمحنا بالاعتداء على أرض الدولة.." ثم تصيد سعد الدين العبارة سالفة الذكر متسائلًا: هل نساء مصر هن اللاتي فرطن في أراضيها..

الأعجب أن يرد على نفسه بالقول: ربما كان الرئيس باللغة المشار إليها "ما نبقاش رجالة" يريد أن يستحث المسئولين على بذل المزيد من الجهد لحماية أملاك الدولة التي هي في النهاية أملاك الشعب المصري كله نساءً ورجالا وأطفالًا، ثم عاد إبراهيم ليلوي أعناق الكلمات ويخرجها عن سياقها الذي تماهى معه منذ قليل ليقول: لكن اللغة التي استخدمها الرئيس مع كل احترامي وتقديري هي لغة تشيع في المقاهي والأزقة والحواري الشعبية أكثر منها كلغة مسئولة لرجل دولة، وهي من بقايا عصر الحريم الذي كانت فيه المرأة متاعًا للمتعة؛ وبالتالي لا يعتد بها كمواطنة كاملة الأهلية، ولكن إنسانة ضعيفة مغلوبة على أمرها..

وهنا أتساءل: ألا يعبر ذلك عن تناقض فج وقع فيه إبراهيم الذي أقر بأن مقصد الرئيس من كلامه هو حث المسئولين على حماية أملاك الدولة، ثم عاد هو-أي إبراهيم- ليزايد على كلام الرئيس محاولًا الوقيعة بينه وبين نساء مصر اللاتي يكن لهن كل الاحترام والتقدير، ولا يترك مناسبة إلا وأشاد بدورهن.. فهل من وظائف الإعلام تصيد الكلمات، وليّ أعناقها، وتأويلها على غير وجهها.. أين النقد الإيجابي فيما قاله إبراهيم وماذا استفاد الوطن والمواطن من مثل هذه المقالات.؟!

ليت من يدَّعون أنهم يعبرون عن الشعب وهمومه يفيقون ويحاربون معارك الدولة والمواطن مع الفقر والجهل والمرض وتسطيح الوعي.. لا أن يكونوا وبالًا عليها، وعبئًا على المواطن الذي تطحنه صعوبات الحياة.

ليتنا نجد نخبة حيةً ضمائرها، تشغلها شواغل الأخطاء.. ليت أحزابنا وإعلامنا يقومون بالدور المنشود مثلما يحدث في الدول الديمقراطية.. تنزل إلى الناس أينما كانوا؛ في الشارع.. في مواقع العمل والمناسبات ترصد متاعبهم على الطبيعة، ثم تقدم لهم الحلول الناجعة والنابعة من إرادة جموع الشعب.
الجريدة الرسمية