رئيس التحرير
عصام كامل

تمثال مارلين مونرو للأسيوطي يثير الجدل بين التشكيليين.. تقرير

فيتو

أثار تمثال مارلين مونرو من توقيع النحات الفنان إيهاب الأسيوطي والذي يعرض ضم مجموعته الجديدة بقاعة الباب سليم بدار الأوبرا حتى اليوم، جدل بين الفنانين التشكيليين ورواد مواقع التواصل الاجتماعى والتي شهدت حملة سخرية على العمل واعتبروه بعيد كل البعد عن نظيره في أمريكا.


حملة منظمة
ويرى الدكتور إيهاب الأسيوطي أن ما حدث معه تجريح وهجوم منظم منذ نصف الساعة الأولى من افتتاح المعرض أثناء وجوده مع رئيس قطاع الفنون التشكيلية الدكتور خالد سرور، حيث صور شخص التمثال بصورة قبيحة جدا نصفها في الظلام والانعكاسات غير مضبوطة ونشرها على فيس بوك معلقا "ايه المصيبة دى ازاى دى في دار الأوبرا".

وأضاف الأسيوطي لـ"فيتو" أن من قام بذلك هو مثال مشهور وله تمثال يعتبر اسوء تمثال في مصر، فتمثال مونرو ليس تمثال ميدانى ولن يوضع في الأوبرا بصفة دائمة كما لم يتلق مقابلا ماديا لصناعته وإنما قطعة أراد منها خلال عمل "شو" لمعرضه الجديد، مشيرا إلى أن جمهور الأوبرا يلتقط الصور يوميا مع التمثال وهو ما هدف إليه من وضع التمثال.

سيناريو الأسيوطي
واستنكر الأسيوطي التعليقات الخاصة بشأن عدم رفع وزير الثقافة حلمى النمنم أو رئيس قطاع الفنون التشكيلية التمثال من الأوبرا مؤكدا أنه معرض خاص ولا يملك أحد رفع التمثال طوال أيام المعرض، مشيرا إلى أنه صرف على التمثال ٢٥ ألف جنيه. 

وأضاف، أن من هاجم التمثال هو من تواصل معه لعمل التمثال بدلا منه لظروف سفره إلى تركيا ولكن بعد عودته تهرب منه معللا ذلك بان من طلب التمثال تراجع عن الفكرة وكان وقتها قد أنفق عليه ٧ آلاف ولكنه أقنعه بإكمال التمثال مقابل تمويله ولكن بعد سنة ونصف لم يحصل الأسيوطي على أي أموال منه وهو ما كان سبب الخلاف بينهما.

واعتبر الأسيوطي الهجوم حملة منظمة من هذا المثال ومحمد حميدة صاحب معرض ستروكا موضحا أن لديه مجموعة من الصور "سكرين شوت" والتي توكد على أن الأمر برمته تصفية حسابات، محملا إياهم مسئولية الإهانات الشخصية له عبر فيس بوك.

وأكد الفنان التشكيلي أن المثال المشهور لم يحترم أصول الزمالة والدرجات العلمية وبعد تقديمه تمثال الشيخ زايد لم ينتقده بهذا الشكل رغم أنه تلقى ٢٠٠ ألف جنيه مقابل صنعه وأوضح أنه لو تلقى فقط ٥٠ ألف مقابل تمثال مونرو لخرج بمستوى أفضل إلى جانب أن التمثال طوله ٤ أمتار وتم تركيب البورتريه قبل يومين فقط من بدء المعرض على التمثال ليفاجأ بأن البورتريه كبير على التمثال ولكنه في النهاية ليس تمثال قبيح، لافتا إلى أن هناك فارق بين تلقي أموال مقابل التمثال وهو ما يساعد على توفير مناخ مناسب للعمل فيه وبين الإنفاق الشخصي المحدود عليه.

واستنكر الأسيوطي الهجوم عليه مؤكدا أن المهاجمين لم يكونوا رأيا ولم يروا التمثال على أرض الواقع لينتقدوه معتبرا أن الهجوم شخصي بعيدا عن التمثال والتمثال به اخطاء يمكن تداركه في حالة شرائه مستبعدا أن ينفق عليه أموال شخصية مرة أخرى.

رد على الهجوم
ومن جانبه رد الفنان التشكيلي محمد حميدة مؤسس قاعة ستروكا للفنون على اتهام الدكتور ايهاب الأسيوطي بالهجوم الشخصي عليه وعلى تمثال مارلين مونرو، مؤكدا أنه ليس سوى زبون طلب تمثال ولكن تراجع عنه بعدما لم تعجبه النتيجة النهائية للتمثال.

وأضاف حميدة في تصريحات خاصة ل"فيتو" قائلا أنه مع كامل احترامه للدكتور إيهاب الأسيوطي، الا أنه انتشرت في الآونة الأخيرة مجسمات بشعة في كل ربوع مصر نتيجة غياب الرقابة من هيئة التنسيق الحضاري وقطاع الفنون التشكيلية في نشر الوعي الثقافي والجمالي، مطالبا أن يكون إنشاء المجسمات الجمالية بواسطة متخصصين ووفقا لمسابقات نزيهة للفنانين التشكيليين وأن يتم إسناد الأعمال بعيدا عن المصالح.

وتابع أنه بالنسبة لواقعة التمثال مارلين مونرو، فهو مجرد زبون طلب تمثال لاعب جولف من الفنان إيهاب الأسيوطي وكان تعامله الأول معه وكانت النتيجة غير مرضية ولكن مع ذلك دفع له حقه كاملا ولكن العمل رفض من العميل، وفِي نفس الوقت كان الأسيوطي يعمل على تمثال مونرو الذي طلبه منه، ولكن حميدة كان قد يأس من قدراته النحتية فرفض استكمال المشروع، مؤكدا أن المسئولية تقع على الأسيوطي لأنه لم يتمكن من إخراج العمل على النحو الصحيح.

وأكد حميدة أن موضوع التمثال وجد صداه حتى لدى المواطنين العاديين غير المتخصصين وهو دليل على الوعى الجمالى لدى الناس، متعجبا من أن رئيس دار الأوبرا ورئيس قطاع الفنون التشكيلية الذي أزاح الستار عن التمثال، ورئيس الإدارة العامة للمتاحف والمعارض، تركوا التمثال داخل الأوبرا حتى الآن، إلى جانب رفضه لسلوك الأسيوطي الذي يرفض النقد ومهاجمته لكل من ينتقد العمل ورغبته في اقتصار النقد على أساتذة الجامعات أو النحاتين فقط.

المادة الخام
ومن جانبه استنكر الدكتور حمدى أبو المعاطي نقيب التشكيليين الهجوم على التمثال، موضحا أن فرقا كبير بين النقد البناء والتهكم، فكل فنان من حقه عرض وجهة نظره والتي قد يصيب أو تخطئ وهو أمر طبيعي.

وأضاف أبو المعاطي لـ"فيتو" أنه لا يصح تراشق الفنانين بهذه الألفاظ أو هذا الشكل من التهكم والتشهير بالعمل بعيدا عن النقد البناء، موضحا أن التمثال قد يأتي ضمن فكرة التجريب التي قد لا يتقنها الفنان من المرة الأولى أو لا تاتى على نحو جيد.

وأوضح أن الخامة التي استخدمها الفنان وهى الفوم لم تساعده كثيرا في إيصال فكرته بشكل جيد وذلك على خلاف الحجر أو الجبس وغيرهما من المواد الخام، مشيرا أن عدم توفيقه في اختيار الخامة المناسبة لا يعنى "تعليق مشنقة للفنان والعمل".
الجريدة الرسمية