ده كلام يا منى
هي الإعلامية الموهوبة منـى الشاذلى، وقد أذاعت مشكورة، مقطعاً صوتياً الأسبوع الماضي، من الحوار الذي أجريته مع مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان في عام 2006.
والذي قال فيه الكثير من الكوارث، أشهرها "طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر"، وعتابي عليها أنها قالت إن هذا الحوار نشرته صحيفة روزاليوسف الموالية تماماً للنظام الحاكم وقتها، وإنها وكثيرين لم يصدقوا أن عاكف قال ذلك فعلاً، ثم تم بث المقاطع الصوتية واتضح أن الرجل قال فعلاً ذلك.
انتهى كلام الزميلة العزيزة منى، وعتابي عليها لتركيزها على موالاة صحيفة روزاليوسف للنظام السابق، ليس لأن هذا غير صحيح، فهو صحيح طبعاً، مثلما هو صحيح أن روزاليوسف الآن توالي التنظيم السري للإخوان، ولكن لأن هذا لا علاقة له بالحوار، فأياً كان مكان النشر فالفيصل هو مصداقية الحوار وخطورة ما قاله عاكف.
وفي هذا السياق كان لابد للزميلة العزيزة أن تذكر أن حمدين صباحي رئيس تحرير جريدة الكرامة وقتها، رفض نشر الحوار كاملاً، وحذف منه الكثير من كوارث عاكف لأنه كان متحالفاً معهم في انتخابات مجلس الشعب، ومن ثم لابد من شكر روزاليوسف الموالية لمبارك لأنها نشرت الحوار كاملاً، بما فيه سب ولعن مبارك نفسه.
إذًا.. جوهر الأمر ليس في أن رزوا موالية أو معارضة، فهذا خارج الموضوع، بالضبط مثلما لا يمكنني النظر بريبة إلى منى الشاذلي في الفترة التي كانت تعمل فيها في قنوات الشيخ صالح كامل أحد أعمدة النظام الاستبدادي السعودي، ولكن الفيصل.. ماذا قدمت الزميلة منى؟، كما لا يعنيني أن مالك قناة MBC MASR سعودي، ويعمل بالطبع لصالح النظام السعودي المتخلف الاستبدادي، ولكن ما يعنيني هو ماذا تقدم زميلتنا العزيزة؟.
الأمر هنا لا يتعلق بزميلتنا الكبيرة منى، ولكنه يتعلق بقواعد أساسية نحتاج للتأكيد عليها وحسمها.. فالصحفي والإعلامي مسئول فقط عما يكتب أو يذيع وليس مسئولاً عن السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية والصحيفة التي يعمل بها.
للأسف الكثير من السياسيين أحباء الإخوان قبل الثورة وحلفاؤهم، وقتها تركوا الجرائم التي ارتكبها عاكف في الحوار، و"مسكوا في مكان النشر"، تركوا الأفكار المرعبة التي قالها عاكف، ويطبقها الإخوان الآن وشنوا حرباً ضارية ضدي لأنني نشرت الحوار.
دعني أقول للقارئ الكريم إنهم هم أنفسهم الذين يمدحونني الآن، فقد كان سبي ولعني وقت نشر الحوار، يفيد مصالحهم السياسية، والآن مدحي ومدح هذا الحوار يفيد أيضاً مصالحهم السياسية، فقد انتهى تحالفهم مع التنظيم السري للإخوان، وكما كنت أقول لمجموعة من الأصدقاء الأعزاء "يشتمونني قبل الثورة ويكسبون، ويمدحونني بعد الثورة وبرضه يكسبون".