رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب.. وحصد المغانم!!


لقد وعد ترامب في برنامجه الانتخابي وبعد أن أصبح رئيسًا لأمريكا بالقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه.. وها هي منابعه تتفجر في قطر أموالًا هائلة ومخططات ومعلومات.. فهل يفي ترامب بما وعد به شعبه والعالم أجمع أم يستثمر الأزمة لحصد المغانم ويترك المغارم لأهلها وهم العرب قطعًا الذين باتوا مختلفين لا يسر حالهم عدوًا ولا حبيبًا؟!


وهل يفعل ترامب كما فعل سلفه أوباما الذي أمطرنا في خطابه بجامعة القاهرة في بداية ولايته الأولى بمعسول الكلام، ثم فاجأنا في نهاية ولايته الثانية بمخططات الخراب والدمار نهشت أمتنا العربية دون أن يمس إسرائيل ولو شظايا من هذا الانفجار الكبير؟!

وإذا تركنا ترامب وقطر جانبًا.. ونظرنا إلى أحوالنا الداخلية.. فإن السؤال: أين أحزابنا مما يجري.. ماذا فعلت لمناصرة الدولة في حربها ضد الإرهاب ومخططات الشر.. أين قوى مجتمعنا المدني ونخبتنا وإعلامنا.. ماذا فعلوا لتهدئة الشارع وامتصاص غضبه من غلاء الأسعار وتوعيته بضرورة القرارات الاقتصادية الأخيرة؟!

للأسف يتعامل بعض نخبتنا مع مشهدنا السياسي على طريقة أهل الصدقات الذي قال فيهم الله تعالى: "ومنهم من يُلزمك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون".. فإذا اتفقت القرارات مع مصالحه رحب بها، وإلا سخط عليها وهاجمها بشدة.. وينسى هؤلاء وأولئك ما كنا فيه، وكيف أنجانا الله من شفا الهاوية والحرب الأهلية التي كنا على وشك الانزلاق إليها في أواخر أيام الإخوان وكيف أبدلنا الله استقرارا وأمنًا من بعد عنف واضطراب، رغم ما نعانيه جميعًا من صعوبات اقتصادية في دولة تسترد مكانتها بصعوبة.. لكن هل يكفي ذلك مبررًا وذريعة لكي تنقم بعض نخبتنا على أحوالنا، ويشاركها في ذلك للأسف بعض إعلامنا دون أن يدري هؤلاء وأولئك أنهم يحرضون الشعب بأفعالهم، ويتخلفون عن الانحياز للدولة في ساعة الشدة. 

أليس من الأجدى في مثل هذه الظروف أن تتوحد صفوفنا، وأن يكون صالح الوطن أولوية قصوى، تتقدم على ما سواها ولا سيما والمنطقة على صفيح ساخن تكاد تغرق في الخلافات والصراعات التي لا يستفيد منها إلا أعداؤنا وحدهم.. ما جدوى الدخول في معارك كلامية وجدلية حول مشكلاتنا الاقتصادية والقرارات الإصلاحية دون تقديم حلول موضوعية قابلة للتطبيق.. أليس الجدل بابًا واسعًا للخلاف وإشعال الحرائق في ثوب الوطن؟!
الجريدة الرسمية