بالفيديو.. الوجه الآخر لـ«57357».. «فيتو» تكشف في مغامرة خاصة: مأساة أطفال مصابين بالسرطان على أبواب المستشفى.. الصرح الطبي يرفض استقبالهم لبدءهم العلاج خارجه.. والمدير يرد: أمر طب
انتشرت خلال شهر رمضان الكريم إعلانات التبرعات لمرضى المستشفيات، وعلي رأسها مستشفى 57357، وكثيرا ما روجت المستشفى إلى مستوى الخدمات الفندقية والعلاج الراقي الذي تقدمه لأطفال مرضى السرطان.
السرطان مرض فتاك يقتل الملايين من البشر سنويا، لصعوبة العلاج منه بسبب ارتفاع تكلفة العلاج، وقلة الأدوية، وانخفاض عدد الأماكن التي يمكن للمريض تلقي العلاج بها.
وتقدر الوكالة الدولية لبحوث السرطان، أنه في كل عام، يتم تشخيص 163 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين عام إلى 14 عاما بإصابتهم بمرض السرطان في جميع أنحاء العالم، ومن بين هؤلاء، 94000 ذكور و68000 من الإناث.
ويعد مستشفى 57357 أحد أكبر مستشفيات الأطفال في العالم متخصصة في علاج سرطانات الأطفال، وبدأت فكرة بناء أوّل مستشفًى لعلاج أورام الأطفال بمصر مجانًا في عام 1999، بعد ازدياد نسبة الأطفال المصابين بالسرطان، وتصل نسبة إصابة الأطفال بالأمراض السرطانيّة في مصر إلى عشرة آلاف طفل مصاب سنويا، وفتح المستشفى أبوابه في عام 2007.
استطلاعات رأي إلكترونية
وتواصلت "فيتو" مع بعض الحالات التي تلقت العلاج بالمستشفى، حيث قال أحمد رضوان، إن مستوى الخدمة رائع وإن إحدى قريباته كانت مريضة بورم في المخ وكانت حالتها متأخرة، والمستشفى رفض استقبالها في البداية بسبب حالتها المتأخرة، ولكن أسرتها استعانت بواسطة لقبولها، وخضعت لمجموعة تحاليل داخل المستشفى كما أجريت لها آشعة داخل المستشفى وبعدها كانت الخدمة رائعة.
«طفلي محروم من العلاج» كلمات قالتها إحدى السيدات أمام مستشفى 57357، مضيفة: "ابني مريض سرطان وحالته متأخرة، ورفضت 57357 استقباله بسبب خضوعه لجلسات كيماوية بأحد المستشفيات".
وتابعت: "أخذت طفلي إلى معهد ناصر لاستكمال علاجه فحالته متأخرة، وأقصى ما سمحت به مستشفى 57 هو توفير جلسات علاج إشعاعي بالعيادات الخارجية كنوع من متابعة العلاج".
فيتو داخل المستشفى
داخل المستشفى أطفال يملأ وجههم الأمل رغم المرض، وأمهات لا حول لهم ولا قوة، جلسن يرفعن أيديهن إلى الله، لعل الله يرحم أطفالهن.
وفي مغامرة لـ«فيتو»، حاولت اكتشاف شروط القبول بمستشفي سرطان الأطفال، أمام وحدة الاستقبال بالمستشفى وقفت محررة فيتو بملابسها السوداء تسأل العمال والأطباء عن شروط قبول الأطفال بالمستشفى بدعوى أن لها ابن أخت مريض بسرطان الدم، وعمره خمس سنوات وحالته متأخرة، وقد خضع لجلسات كيماوي بإحدى المستشفيات الخاصة، وأنها لا تستطيع الاستمرار في العلاج هناك، وخاصة مع ارتفاع التكاليف، وأن ولي أمر الطفل سيوقع على تعهد للمستشفى لقبول الطفل.
في البداية، أخبرتها إدارة الاستعلامات أن المستشفى لا تقبل أي طفل بدون الفحوصات الطبية وبطاقة الأب والأم وشهادة ميلاد الطفل، ثم يأتي إلى العيادات الخارجية أولا لفحصه ثم حجزه، إذا لزم الأمر.
وفي العيادات الخارجية، أبلغونا أن المستشفى لا تقبل الحالات التي خضعت لأية علاجات أو جراحات أو حصلت على أية جرعات كيماوية أو جلسات علاج إشعاعي خارجها، موضحة: "خليه يكمل علاجه بره مكان ما بدأ".
وأكدت إحدى الموظفات أن إدارة المستشفى لا تقبل أي طفل خضع لعمليات خارجها حتى إذا كانت عمليات ليس لها علاقة بالسرطان.
وأخبرنا أحد أطباء المستشفى بأن الطبيب الذي سيفحص الطفل يمكنه مساعدتنا في الحصول على العلاج، قائلا: "اتكلموا مع الدكتور، فبعض الدكاترة بيعدوا الحكاية دي عشان يساعدوا الطفل؛ ووقفوا الكيماوي عشان الفحص هيوضح إن الطفل أخد جرعات".
وأخيرا، قالت إحدى الممرضات إن الواسطة والعلاقات والأموال يمكن أن تساعد في حل هذه المشكلة.
وهناك بعض الموضوعات التي نشرتها "فيتو" سابقا تثبت رفض مستشفى سرطان 57 3 57 لحالات أطفال كثيرة التي أدت في النهاية إلى وفاتها فعلى سبيل المثال، نشرت "فيتو" بتاريخ 12 مايو الماضي، مأساة طفلة تدعى "هاجر"، التي نصح المقربون لوالدتها بإيداعها مستشفى 57، وبالفعل ذهبت الوالدة مع طفلتها إلى المستشفى وهناك تم طلب أشعة مقطعية على مخ الطفلة، وبعدما تم اكتشاف أورام، أخبرتهم المستشفى أنهم لن يستطيعوا استقبال حالات نظرا لخلل في بعض الأجهزة، وتم تحويلها إلى مستشفى أبو الريش وأجرت خلالها 11 عملية في أقل من 3 شهور وخرجت منها مصابة بالحول والخرس وعدم القدرة على الأكل أو المشي، ولم تشفَ بعد من مرضها التي دخلت المستشفى بسببه.
اقرأ: بالفيديو.. «هاجر» أجرت 11 عملية وأصيبت بالخرس والشلل بعد رفض «57» لها
وموضوع آخر، تناولته فيتو بتاريخ 15 فبراير الماضي، عن مأساة الطفل محمد البالغ من العمر 6 سنوات، بدأ رحلة علاجه من طبيب في منطقته مرورا بمستشفي حميات إمبابة إلى مستشفى أبو الريش وما إن ثبت إصابته بمرض سرطان الدم تم اللجوء إلى مستشفى 57357 حتى يتم علاجه بطريقة صحيحة.
مكثت الأم لقرابة ثلاثة أيام أمام المستشفى، لكن الأمر يتم عن طريق الأسبقية وبعد دخول المستشفى والكشف على ابنها فوجئت بأن الطبيبة تخبرها بعدم توفر سرير لعلاجه، وتوسلت الأم بحمل ابنها والجلوس أرضها لعلاجه بدلا من السرير لكن قوبل طلبها بالرفض أيضا، وتم كتابة تحويل إلى معهد ناصر، وبعد صعودها لأحد المسئولين بالمستشفى لتتوسل إليه، رفض طلبها أيضا وأخبرها أن ليس لها مكان بالمستشفى وعليها التوجه إلى معهد ناصر.
اقرأ: بالفيديو.. «محمد» طفل مصاب بالسرطان أغلقت المستشفيات أبوابها في وجهه
المستشفى يرد
وردًا على ما رصدناه، تواصلنا مع الدكتور شريف أبو النجا مدير مستشفى 57357، الذي قال إن المستشفى لا يرفض أي حالة مرضية، وأنه يتم وضع الحالات على قوائم الانتظار لحين تقديم العلاج لها.
وأضاف أبو النجا أن مستشفى 57 من العلامات المضيئة في مصر، موضحا أن رفض المستشفى بعض الحالات أمر طبيعي لأن المستشفى لا تملك القدرة على إجراء تجارب إكلينيكية وأن التجارب تقتصر فقط على المستشفيات الجامعية، مضيفا أن هؤلاء المرضى يمكنهم الذهاب إلى معهد الأورام أو الدمرادش أو أبو الريش.
وأكد أبو النجا، أن المستشفى يعالج في الفترة الحالية نحو 25 مريض سرطان دم، مضيفا أن المستشفى سيعمل حتى في فترة العيد ولن يحصل الأطباء على إجازة.
وأوضح أن المستشفى لها قانون منذ أن تم إنشاؤها وهو ألا تقبل حالات بدأت علاجها خارجها لصعوبة علاج هذه الحالات والتي تحتاج إلى علاج من نوع خاص، ومع ذلك المستشفى لا ترفض حالات متأخرة في المرحلة الثالثة بشرط ألا يكونوا خضعوا لعلاج كيميائي قبل ذلك.