فورين بوليسي: قطر من أكبر ممولي تنظيم القاعدة الإرهابي
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اليوم الخميس، تقريرًا عن أهم تحدٍ يواجه قطر وهو دعمها لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وبدأت المجلة تقريرها بتقديم مشكلة دعم قطر لتنظيم القاعدة على المشكلات الأخرى كعلاقاتها مع طالبان وإيران وجماعة الإخوان وحركة حماس لأن التنظيم الإرهابي من خلال فرعه في سوريا يشكل أكبر خطر يهدد أوروبا وأمريكا وحلفاءهما في المنطقة بعد تنظيم (داعش) بحسب تقرير مجلس الأمن الدولي في العام 2016 فالدعم المتواتر التي قدمته قطر لهذا التنظيم كان يضمن استمراريته وقوته وتمكينه من القضاء على باقي المجموعات المقاتلة على الأرض.
وكشفت المجلة أن ميزانية تنظيم القاعدة في سوريا بلغت 10 ملايين دولار، مؤكدةً معلومات البيان المشترك للدول العربية الذي صنف سعد بن سعد الكعبي كأحد الإرهابيين القطريين الذين ينظمون فعاليات لجمع أموال طائلة في قطر وإرسالها لتنظيم القاعدة في سوريا، فمنذ عام 2015 قامت الأمم المتحدة بإدراج سعد الكعبي على لوائح العقوبات الأمريكية وذلك لجمعه الأموال بالنيابة عن تنظيم القاعدة في سوريا، بالإضافة إلى ترويجه لمقاطع فيديو لملثمين وغرفًا مليئة بالأسلحة في سوريا، ضمن حملة مبهمة أسموها (مدد أهل الشام للمجاهدين)، وبإشراف خاص من سعد بن سعد الكعبي وهذا يفسر تصنيف وكيل وزارة الخزانة الأمريكية آنذاك ديفيد كوهين قطر في مارس 2014 م على أنها (متساهلة قضائيًا) مع ممولي الإرهاب.
وصرح كوهين بأن المشكلة لا تقتصر على دعم حركة حماس، بل تمتد إلى الدعم القطري للجماعات المتطرفة العاملة في سوريا، وخلص إلى القول "أن هذا يهدد بتفاقم الوضع السيء أصلًا في سورية بطريقة خطيرة"، وكانت هذه الأموال المقدمة للقاعدة جزء من مبالغ طائلة تلقاها التنظيم من قطر كان آخرها عبر صفقة إطلاق سراح صيادين قطريين.
وسلطت المجلة في تقريرها الضوء على التفاف قطر حول الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة ضدها لدعمها للإرهاب دون أن تقطع قطر صلاتها بشكل نهائي، فعلى الرغم من أن التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول قطر عام 2014 بشأن الإرهاب طالب قطر بوقف نشاطات داعمي الإرهاب، قامت قطر بإقفال منصة سعد الكعبي على الإنترنت لجمع التبرعات، وما يسمى بـ(مدد أهل الشام)، وهاتان المنظمتان متهمتان بدعم تنظيم (القاعدة)، إلا أن عقوبات الخزانة الأمريكي لاحقًا أشارت إلى أن الكعبي ما زال يشارك بنشاطات في تمويل القاعدة في سورية بعد عام على الأقل من شمله في العقوبات.
كما أثارت المجلة اسم عبد الملك عبد السلام (المعروف أيضا باسم عمر القطري) وهو أردني الجنسية احتضنته قطر وكان أحد أدواتها لتمويل تنظيم القاعدة على نطاق واسع، فوفقًا للخزانة الأمريكية ففي العامين 2011 و2012 م عمل عبد الملك مع شركاء في تركيا وسورية ولبنان وقطر وإيران لجمع ونقل الأموال والأسلحة وتسهيل سفر المقاتلين إلى سوريا.