قطر والمشروع الأمريكي الصهيوني !!
قطر دويلة عربية صغيرة من نتاج عمليات التقسيم والتفتيت التي بدأها المشروع الاستعمارى الغربي في مطلع القرن العشرين والذي أشرف عليه سيكس وبيكو الإنجليزي والفرنسي حين كانت القوى الاستعمارية الكبرى في العالم هي إنجلترا وفرنسا، واستمر مشروع التقسيم والتفتيت حتى بدايات السبعينيات من القرن العشرين وحينها كانت القوى الاستعمارية الكبرى قد تبدلت وبرزت أمريكا وسطع نجمها وانتهينا إلى التقسيم الراهن الذي يعتبر قطر كيانا مستقلا بذاته وإمارة يحكمها أمير على شكل نظام ملكى يتم فيها توريث الحكم، وظلت دويلة قطر كيانا صغيرا في منطقة الخليج العربي لا يسمع لها صوتا ولا يعلم عنها شيئا واستمر هذا الوضع لمدة تقترب من الربع قرن.
وفى منتصف التسعينيات بدأ مشروع قناة الجزيرة الصهيونى في الظهور على ساحة المجتمع العربي وبعد العديد من المشاورات بين عدد من دول المنطقة تم اختيار دويلة قطر لتحتضن هذه الآلة الإعلامية الصهيونية، ومن هنا بدأ المجتمع العربي يسمع عن دويلة قطر من خلال قناة الجزيرة التي أصبحت في فترة وجيزة أكبر بوق إعلامي مروج للمشروع الأمريكى الصهيونى، وداعم حقيقي للجماعات التكفيرية الإرهابية التي يعتمد عليها مشروع التقسيم والتفتيت الجديد.
ولكى ينفذ المشروع الأمريكى الصهيونى خطوات واسعة على الأرض العربية قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم حمد بن خليفة آل ثانى للإطاحة بوالده من سدة الحكم وتولى الإمارة في 27 يونيو 1995 ومنذ ذلك التاريخ، وأصبح للولايات المتحدة وإسرائيل عبدا ذليلا يؤمر فيطيع وينفذ الأوامر دون تردد، وبالفعل تمكن المشروع من بناء قاعدته الإعلامية التي ستقوم بغسيل أدمغة الرأى العام العربي، بموافقة حمد بن خليفة آل ثانى الذي كان يقدم نفسه قبل توليه السلطة على أنه قومى عربي يقف في وجه المشروع الاستعماري الغربي الذي تتزعمه أمريكا وإسرائيل، لكنه تخلى عن هذه الأفكار بمجرد وعود الأمريكان والصهاينة له بمساعدته على الوصول لسدة الحكم على جثة والده.
ثم انتقلت الولايات المتحدة في تنفيذ الخطوات الأهم وهى بناء القواعد العسكرية الأمريكية داخل هذه الدويلة الصغيرة القابعة على الخليج العربي، وبالفعل وخلال سنوات نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد شيدت أكبر قاعدتين عسكريتين خارج أراضيها هما قاعدة العديد الجوية القابعة في الجنوب الغربي لمدينة الدوحة والتي تضم أسطولا من الطائرات الأمريكية العملاقة ويقيم بها أربعة آلاف جندى أمريكى، وقاعدة السيلية التي تقع على بعد 30 كيلومترا خارج مدينة الدوحة والمشيدة على مساحة 37 فدانا وتضم العديد من التشكيلات العسكرية الأمريكية، وفى ديسمبر 2002 وقعت الاتفاقية التنفيذية للتعاون العسكري المشترك بين الولايات المتحدة وقطر وبعدها قامت الولايات المتحدة بنقل مقر القيادة المركزية الأمريكية من السعودية إلى قطر.
وخلال السنوات التالية بدأ صوت قطر يعلو كثيرا وأصبحت هذه الدويلة الصغيرة المجهولة النسب والهوية والتي تسبح فوق بحر من البترول والغاز تفرض كلمتها على الساحة العربية وتحاول أن تلعب أدوارا أكبر من حجمها وتاريخها بكثير، وبالطبع كانت أمريكا وإسرائيل هي من منحتها هذه القوة، حيث تم الاتفاق مع قطر على تنفيذ مخططات التقسيم والتفتيت الجديدة والتي يسعى من خلالها المشروع الأمريكى الصهيونى إلى تحويل الدول العربية الكبرى إلى كيانات ودويلات صغرى، بحيث يكون العدو الصهيونى هو الكيان الأكبر في المنطقة وتكون دويلة قطر هي القائد للمنطقة العربية بعد تقسيمها وتفتيتها.
وجاءت رياح الربيع العربي المزعوم ونشطت قطر في تنفيذ الأجندة الأمريكية الصهيونية فدعمت الجماعات التكفيرية الإرهابية في الدول التي هبت عليها رياح وعواصف الخريف، وبالطبع لم تكن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تتنافس في دعم الإرهاب ومد جماعاته بالمال والسلاح لتنفيذ المشروع الأمريكى الصهيونى، بل كانت هناك دول أخرى أكبر منها من جيرانها كانت ومازالت تدعم الإرهاب وتنفذ تعليمات السيد الأمريكى لتقسيم وتفتيت الوطن العربي، ورغم ذلك تتهم قطر بدعمها للإرهاب وكأن يدها نظيفة من هذا الدنس، لكن تظل قطر أصغر من أن تلعب هذا الدور وأدنى من أن تكون قائدة للأمة العربية ذلك الوهم الذي أوهمتها به الولايات المتحدة وإسرائيل، لذلك لابد أن يعى الجميع أن ما يحدث الآن تجاه قطر هو تدابير سيدها الأمريكى الراعى الأول للإرهاب في العالم.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.