حروب المياه تشتعل في الشرق الأوسط.. إيران تشكو خفض تدفق المياه في حوض الأنهار بسبب مشروع تركي.. دراسة أمريكية تبرز مخاطر سد إثيوبيا على مصر.. وإسرائيل ولبنان في القائمة
يحذر الخبراء والمراكز البحثية حول العالم منذ سنوات من نشوب حروب على المياه خاصةً في منطقة الشرق الأوسط رغم امتيازها بعدد من الأنهار المهمة كنهر النيل، وبعد سد النهضة ظهرت أزمة جديدة بين إيران وتركيا.
إيران وتركيا
حث نائب المدير العام للشركة الإيرانية لتوزيع المياه وخدمات الصرف الصحي التابعة لوزارة الطاقة الإيرانية هدايت فهمي، الأحد الماضي، تركيا على معالجة مشكلة العواصف الترابية، التي تضرب الدول الإقليمية بشكل مزمن، نتيجة لمشاريع أنقرة الضخمة لبناء السدود، كجزء من مشروع جنوب شرق الأناضول التركي المعروف باسم "جاب".
وقامت تركيا ببناء 22 سدًا على نهري دجلة والفرات، والتي تمتد أيضا عبر سوريا والعراق وإيران.
وتقول إيران، إن المشروع خفض تدفق المياه في حوض الأنهار بنسبة 34 في المائة، ما أدى إلى تجفيف 94 في المائة من بلاد ما بين النهرين وازدياد العواصف الترابية في سوريا والعراق، والتي تتجه إلى إيران وتشل الحياة في المحافظات الجنوبية الغربية والغربية.
وفي مايو رسلت مجموعة من المواطنين الإيرانيين خطابًا للأمم المتحدة اعتراضًا على مشروع إنشاء السد الذي تعمل عليه تركيا على نهر دجلة.
مصر وإثيوبيا
ظهر الخلاف بين الدولتين على سد النهضة في إثيوبيا بعد ثورة 25 يناير عام 2011، وشيئًا فشيئًا بدأت وسائل الإعلام توضح للمواطنين خطورة هذا السد على نصيب المصريين من حصة مياه النيل.
وسلط الكاتب الجنوب أفريقي «جافن دو فينيج»، في مقال له أبريل الماضي، على خاطر كبيرة، خاصةً بالنسبة لدول المصب، مثل مصر والسودان، اللتان تعتمدان بشكل كبير على تدفق المياه من الأراضي الإثيوبية.
ولفت الكاتب إلى الخطر الذي تتعرض له مصر، رغم الاتفاقية التي وقعتها مع إثيوبيا والسودان، موضحًا أن الخطر يكمن في الإطار الزمني لملء الخزان، الذي يحتاج ما بين 5 إلى 15 عامًا، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ييل الأمريكية.
لبنان وإسرائيل
تشكّل مياه نهري الحاصباني والوزاني محط أطماع إسرائيل، هذه الأطماع ليست وليدة الحروب المتلاحقة بين لبنان وإسرائيل بل تعود إلى ما قبل تأسيس الدولة العبرية. فالحركة الصهيونية فكرت، منذ عام 1919، في سد جزء من حاجة المناطق الإسرائيلية الشمالية للمياه من موارد لبنان.
ووصل الصراع على نهر الوزاني، أكتوبر الماضي، إلى عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى نصب كاميرات مراقبة جديدة عند السياج الحدودي الشائك قبالة منطقة "الوزاني" في جنوبي لبنان.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن فرقة فنية من الجيش الإسرائيلي قامت بتركيب الكاميرات في مواجهة مجرى نهر "الوزاني" بحماية ثلاث آليات عسكرية مصفحة، مشيرة إلى أن ذلك ترافق مع تسيير دوريات على طول الخط الحدودي في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.
وكان الجيش اللبناني، أعلن في العاشر من سبتمبر الماضي، عن اكتشاف جهاز تجسّس إسرائيلي مزروع داخل الحدود اللبنانية، وقام بإزالته.
العراق وإيران
بسحب موقع "الخليج العربي"، سبتمبر الماضي، فإن حرب المياه والنفط حرب إيرانية خفية تمارسها إيران بكافة الأساليب الخبيثة والملتوية لتوسيع حدودها ومساحة المياه الإقليمية الإيرانية عبر الاعتداء على حدود وثروات العراق دون أدنى مقاومة من حكومة حيدر العبادي، فإيران قامت بتغيير مجرى العديد من الأنهار الإيرانية وزادت من مساحة المياه الإقليمية الإيرانية على حساب العراق، وتسعى إلى قضم المزيد من أراضي العراق وسرقة ثرواته النفطية بأساليب خبيثة للسيطرة على شط العرب بالكامل.
وحذر مراقبون من أن حدوث انقلاب في مسار ممر الملاحة العراقية في شط العرب، يمنح إيران الحجج والذرائع الجغرافية والهيدروجرافية للسيطرة على موانئ عراقية، وعملية تجريف الأراضي المستمرة تُمكن إيران من بسط سيطرتها وتحكمها بالموانئ التجارية والنفطية العراقية.
وسلطت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الضوء في تقرير لها اليوم الإثنين على عدم إلمام موظفي وموظفات أمن مطار القاهرة بأحدث المنتجات الغربية.
واستخدمت طهران جميع الأسلحة المتاحة لديها بما فيها المياه حيث قامت بتغيير مجرى العديد من الأنهار الإيرانية التي كانت تصب في الأراضي العراقية وعلى رأسها "نهر الكارون" ونهر "الكرخة" نحو العمق الإيراني الأمر الذي أثر بشكل كبير على منسوب المياه في شط العرب واختلال العلامات الحدودية وزاد من مساحة المياه الإقليمية الإيرانية على حساب العراق.