العام الدراسي الجديد.. وعود تتحقق أو تذهب مع الريح
لا أستطيع أن أقول أو أحكم مثل غيرى على تصريحات ووعود الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم فيما يخص تطوير المنظومة التعليمية بأنها غير واقعية أو أحلام وردية أو تصريحات للشو الإعلامي أو أنها بدون خطة علمية حقيقية.. ولكن توقفت لحظة عند بعض الوعود والتصريحات التي أعلن تطبيقها بداية العام الدراسي الجديد.. أي من المفترض أننا سنراها بعد أسابيع قليلة على أرض الواقع.
فقد أعلن سيادته منذ الأيام الأولى لتوليه المسئولية أن خطة تطوير المنظومة ستخرج للنور وللرأي العام كاملة في بداية سبتمبر القادم وأن "الرئيس" شخصيا هو من سيعلنها.. رغم أنه تولى المسئولية منذ فبراير الماضي أي منذ ستة شهور إلا أننى مثل غيرى أنتظر خطته وبرامجها التنفيذية ومعدلات تنفيذها وخطة تمويلها..إلخ في سبتمبر القادم.
أعلن معالى الوزير في شهر "مارس" الماضي أن فكرة "البوكليت" فكرة "عبيطة" وأن هناك مشروعا متكاملا للثانوية العامة والذي يعتمد على نظام تراكمي ثلاث سنوات، وأنه سيقضى على بعبع الثانوية العامة ومافيا الدروس الخصوصية، على أن يبدأ تنفيذ هذا النظام الجديد على طلاب الصف الأول الثانوي.. بداية من العام الدراسي الجديد.
في التاسع من أبريل الماضى أعلن معالى الوزير أن الوزارة ستقوم ببناء 100 مدرسة على النموذج الياباني، و100 مدرسة أخرى لمدارس النيل، و100 أخرى للمتفوقين على بداية العام الدراسي الجديد..
وفى نفس اليوم أعلن معالى الوزير أن هناك مشروعا لإحياء المعاهد القومية التي كان لها تاريخ، مثل القومية وآمون وبورسعيد على بداية العام الدراسي الجديد، وفى نفس اليوم أيضا أعلن معالى الوزير أن هناك مشروعا جديدا بإنشاء مدارس لأطفال التوحد والاحتياجات الخاصة، وأوضحت أيضا إلى أن بناء 25 مدرسة من كل نوع من هذه الأنواع سوف تدخل الخدمة العام الدراسي الجديد..
وفى نفس اليوم أيضا أعلن معالى الوزير أنه سيقلل نسبة الطباعة إلى 40% من جميع المناهج بداية من العام الدراسي الجديد، كما سيتم ربط مناهج العلوم والرياضيات للصف الأول والثاني الثانوي بمحتوى بنك المعرفة الرقمي، وسيتم تقليل 70% من المطبوع أيضا على بداية العام الدراسي الجديد..
في الحادي عشر من أبريل أعلن معالي الوزير عن بدء تطبيق النظام الياباني في 45 مدرسة جديدة، وأن مصروفاتها تبدأ من إلفي جنيه فقط مع بداية العام الدراسي الجديد.
في الحادي والعشرين من نفس الشهر أعلن معالي الوزير أن الوزارة ستعمل على إضافة مادة تتعلق بفكرة الهوية والمواطنة والانتماء والأخلاق والقيم المتفق عليها للمناهج اعتبارًا من العام الدراسي الجديد..
في السادس من مايو الماضى أعلن معالى الوزير أنه سوف تطبق تجربة جديدة في التعليم ألا وهى نظام "الفصل المقلوب" على طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي بدءا من العام الدراسى المقبل 2017-2018 في سبتمبر القادم أي بداية العام الدراسي الجديد.
في نفس اليوم السادس من مايو وحسبما أعلن معالي الوزير، أنه سيتم تحصيل المصاريف الدراسية عن طريق البنوك وإبرام عقود مع أولياء الأمور والمدارس الخاصة كنوع من التقنين وهذا أيضًا سيطبق من بداية العام الدراسي الجديد.
في الحادي عشر من مايو الماضى صرح معالي الوزير لأحد برامج التوك شو بأن هناك نظامًا تعليميًا جديدًا سيدخل حيز التطبيق على أطفال الحضانة وطلاب المرحلة الابتدائية بدءًا من العام الدراسي الجديد.
هناك فريق كبير يشكك في امكانية تنفيذ تصريحات معالى الوزير ويقولون قد غاب عن فكرة أن لدينا مدارس تعمل فترتين، ولا يمكث بها «الطلاب» سوى ساعات قليلة غير كافية تعليميًا، ويقولون أيضا أن لدينا فصولًا تصل كثافتها إلى 120 طالبًا.. بينما 24 طالبًا للفصل، هي الكثافة المتعارف عليها دوليا، والصالحة لتنفيذ كل هذه الأفكار؟
ويتساءلون هل تتوفر داخل حجرة الفصل بالمدارس الثانوية شبكة الإنترنت؟ والأجهزة التكنولوجية اللازمة للتنفيذ، من حواسب آلية، وشاشات عرض إلكتروني، وطابعات، وما شابه؟ هل تم تنظيم دورات تدريبية لمعلمي المرحلة الثانوية على هذا الأسلوب الجديد؟ هل تم تدريب المعلمين الذين سيعملون في المدارس اليابانية التي ستبدأ عملها العام القادم؟ أم أنها ستكون مجرد مسمى فقط؟ هل ستكفى الفترة الباقية وهى شهرين يخصم منهم شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى لتدريب هذا الكم الهائل من المعلمين لكل تلك البرامج والمشروعات؟
ويتساءلون أيضا هل سيادته تأكد بنفسه بتوفير جهاز حاسب آلي شخصي، أو حتى التأكد من وجود كمبيوتر، وإنترنت متاح بمنازل جميع طلاب؟
يقولون إن كل هذه الأفكار والتصريحات جيدة نظريا، ولكنها بعيدة تماما عن الواقع المرير الذي يعيشه طلابنا بالمدارس وفي بيوتهم..
وهنا أستطيع أن أقول لمعالى الوزير ولفريق المشككين والمنتقدين وبكل حيادية أتمنى أن أرى التعليم في أحسن حال وكل هذه الأفكار والمشروعات نراها على أرض الواقع.. وأسابيع قليلة وسيأتي العام الدراسي الجديد وسنرى نتيجة المعركة بين تصريحات ووعود معالى الوزير ومنتقديها.