رئيس التحرير
عصام كامل

تحسين صورة الحكومة.. كيف ؟!


إذا كنا نشكو جشع التجار والغلاء غير المبرر وفوضى الأسواق والغش في المنتجات.. فهل هناك "خط ساخن" حقيقي لجهاز حماية المستهلك ليستقبل الشكاوى ويرد عليها ويجد حلولًا لها.. وهل هناك خطوط ساخنة للتعامل مع أطفال الشوارع والإدمان وحالات العنف الأسري والبلطجة..


وماذا عن وزارة النقل وملحقاتها وهي أكثر الوزارات التصاقًا بالحياة اليومية للناس.. وهل لدى السكة الحديد مثلًا خدمة للخط الساخن.. وهل ترد على الناس إذا كانت موجودة أصلًا.. هل تملك وزارة البيئة خدمة لتلقي الشكاوى عن التلوث والمخالفات البيئية وما أكثرها بطول البلاد وعرضها.. هل لديها فرق للتحرك السريع ووقف أي مخالفات تضر بصحة العباد، وتؤذي البلاد في أعز ما تملك؛ صحة البشر وجودة الحياة..

وأين الخط الساخن لوزارة التموين التي تشهد مكاتبها هذه الأيام زحامًا كبيرًا لتحديث بطاقات التموين".. وهل لدى المحافظات والمحليات خدمة الخط الساخن لمنع تراكم القمامة في الشوارع ووقف مخالفات البناء في حينها حتى لا نفاجأ بين الحين والآخر بأبراج مائلة على غرار برج الإسكندرية المائل الذي جاوز أصحابه القانون وعرضوا المنطقة المحيطة لخطر الموت والتشرد.

لا شك أننا نحتاج إلى ما هو أكثر من خدمة للخط الساخن على أهميتها القصوى؛ نحتاج لإدارة خاصة في كل جهة حكومية تكون مهمتها التواصل الإنساني مع المواطن يتبعها فرق للانتشار السريع والمتابعة الميدانية المباشرة.. هذه الإدارات وخطوطها الساخنة مهمتها الأساسية تحسين صورة الحكومة في عيون المواطنين وردم الفجوة الهائلة بين الطرفين.

ولا أدري لماذا لا يكون هناك خط ساخن في كل صحيفة أو وسيلة إعلامية للتواصل مع الناس وحل مشكلاتهم.
الجريدة الرسمية